الليبيون يحيون الذكرى الـ11 للثورة على القذافي وسط استمرار الأزمة السياسية

  • 2/18/2022
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

طرابلس‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬أحيا‭ ‬الليبيون‭ ‬أمس‭ ‬الخميس‭ ‬الذكرى‭ ‬الحادية‭ ‬عشرة‭ ‬لانطلاق‭ ‬الثورة‭ ‬التي‭ ‬أطاحت‭ ‬بنظام‭ ‬العقيد‭ ‬معمر‭ ‬القذافي‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يمرّ‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بمنزلق‭ ‬جديد‭ ‬يثير‭ ‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬تجدّد‭ ‬العنف‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬تصاعد‭ ‬الخلاف‭ ‬السياسي‭. ‬ وتحلّ‭ ‬الذكرى‭ ‬السنوية‭ ‬للثورة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تقوض‭ ‬الانقسامات‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬المتنافسة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب،‭ ‬البلاد‭ ‬التي‭ ‬تجد‭ ‬نفسها‭ ‬منذ‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬مع‭ ‬رئيسي‭ ‬وزراء‭ ‬متنافسين‭ ‬في‭ ‬طرابلس،‭ ‬بعدما‭ ‬تخلّفت‭ ‬عن‭ ‬الاستحقاق‭ ‬الانتخابي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬محددا‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬وكان‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬ليبيا‭ ‬على‭ ‬سكة‭ ‬تجديد‭ ‬مؤسساتها‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بالاقتراع‭ ‬واستعادة‭ ‬حياة‭ ‬سياسية‭ ‬طبيعية‭. ‬ وعيّن‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬الذي‭ ‬يتخذ‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬مقرّا‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬السابق‭ ‬والسياسي‭ ‬النافذ‭ ‬فتحي‭ ‬باشاغا‭ (‬60‭ ‬عاما‭) ‬رئيسا‭ ‬للحكومة‭ ‬ليحل‭ ‬محل‭ ‬عبدالحميد‭ ‬الدبيبة،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬يؤكد‭ ‬عدم‭ ‬استعداده‭ ‬للتخلي‭ ‬عن‭ ‬السلطة‭ ‬إلا‭ ‬لسلطة‭ ‬منتخبة،‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬وضعاً‭ ‬سياسياً‭ ‬معقدا،‭ ‬ويثير‭ ‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬تجدد‭ ‬الصراع‭ ‬المسلح‭. ‬ بمناسبة‭ ‬ذكرى‭ ‬الثورة‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬ما‭ ‬عرف‭ ‬بـ«الربيع‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬زُيّنت‭ ‬الشوارع‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬بالأحمر‭ ‬والأسود‭ ‬والأخضر،‭ ‬ألوان‭ ‬الشعار‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬اعتماده‭ ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬النظام‭ ‬السابق‭. ‬وستقام‭ ‬اليوم‭ ‬الجمعة،‭ ‬بسبب‭ ‬سوء‭ ‬الأحوال‭ ‬الجوية‭ ‬المتوقع‭ ‬الخميس،‭ ‬حفلات‭ ‬موسيقية‭ ‬مع‭ ‬أغان‭ ‬ثورية‭ ‬وألعاب‭ ‬نارية‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬الشهداء‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬‮«‬قائد‭ ‬الثورة‮»‬‭ ‬القذافي‭ ‬يحب‭ ‬إلقاء‭ ‬خطاباته،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تسقطه‭ ‬انتفاضة‭ ‬شعبية‭ ‬كانت‭ ‬انطلقت‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬فبراير‭ ‬2011‭. ‬ وشارك‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الليبي‭ ‬عبدالحميد‭ ‬الدبيبة‭ ‬أمس‭ ‬الخميس‭ ‬في‭ ‬احتفال‭ ‬عسكري‭ ‬بضواحي‭ ‬طرابلس‭ ‬في‭ ‬ذكرى‭ ‬الثورة‭ ‬الليبية‭. ‬وقام‭ ‬بتكريم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العسكريين‭. ‬وقال‭ ‬رئيس‭ ‬الأركان‭ ‬العامة‭ ‬لقوات‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬الفريق‭ ‬محمد‭ ‬الحداد‭ ‬خلال‭ ‬الاحتفال‭ ‬‮«‬لن‭ ‬ننسى‭ ‬شهداء‭ ‬ثورة‭ ‬فبراير‭ ‬الذين‭ ‬قدموا‭ ‬أرواحهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دولة‭ ‬ديمقراطية‭ ‬مدنية‭ ‬لها‭ ‬دستور‭ ‬يستمد‭ ‬شرعيته‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الليبي‮»‬‭. ‬ كما‭ ‬قدمت‭ ‬بعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تهنئتها‭ ‬لليبيين‭ ‬بمناسبة‭ ‬ذكرى‭ ‬الثورة‭ ‬الـ11،‭ ‬وجددت‭ ‬دعوتها‭ ‬الى‭ ‬‮«‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬والهدوء‮»‬‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬وكررت‭ ‬في‭ ‬بيانها‭ ‬التزامها‭ ‬دعم‭ ‬جهود‭ ‬الليبيين‭ ‬والانخراط‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬سياسية‭ ‬‮«‬شاملة‭ ‬توافقية‮»‬‭ ‬تؤدي‭ ‬الى‭ ‬انتخابات‭ ‬‮«‬حرة‭ ‬ونزيهة‮»‬‭. ‬ولا‭ ‬تساعد‭ ‬الانقسامات‭ ‬العميقة‭ ‬والتدخلات‭ ‬الخارجية‭ ‬وانعدام‭ ‬الأمن‭ ‬ليبيا‭ ‬على‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬أزمتها‭ ‬التي‭ ‬تترك‭ ‬تداعيات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬سكانها‭ ‬السبعة‭ ‬ملايين،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬احتياطيات‭ ‬النفط‭ ‬الوفيرة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬التي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تضمن‭ ‬للليبيين‭ ‬مستوى‭ ‬معيشي‭ ‬مريحًا،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬ممكن‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬الأجل‭ ‬القريب‭. ‬ على‭ ‬الصعيد‭ ‬السياسي،‭ ‬عرفت‭ ‬ليبيا‭ ‬منذ‭ ‬سقوط‭ ‬القذافي‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬تسع‭ ‬حكومات،‭ ‬وخاضت‭ ‬حربين‭ ‬أهليتين‭ ‬ولم‭ ‬تنجح‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬انتخابات‭ ‬رئاسية‭. ‬وفي‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬التوترات‭ ‬المتصاعدة‭ ‬بعد‭ ‬التعيين‭ ‬المثير‭ ‬للجدل‭ ‬لرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الجديد،‭ ‬اجتمعت‭ ‬المجموعات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬مصراتة‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع،‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬دعمها‭ ‬للدبيبة،‭ ‬والانخراط‭ ‬في‭ ‬استعراض‭ ‬قوة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬العاصمة‭. ‬ وكان‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬التهدئة‭ ‬حقيقيًا‭ ‬جدًا‭. ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬2020،‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬من‭ ‬فشل‭ ‬المشير‭ ‬خليفة‭ ‬حفتر،‭ ‬رجل‭ ‬الشرق‭ ‬القوي،‭ ‬في‭ ‬غزو‭ ‬طرابلس،‭ ‬تم‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬اتفاق‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬تلاه‭ ‬إطلاق‭ ‬عملية‭ ‬سلام‭ ‬أنتجت‭ ‬سلطة‭ ‬تنفيذية‭ ‬موحدةً‭ ‬للمؤسسات‭ ‬في‭ ‬عموم‭ ‬البلاد،‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬اتضح‭ ‬لاحقاً‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬غير‭ ‬كافية‮»‬‭ ‬لتحقيق‭ ‬الوحدة‭ ‬المنشودة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬صراع‭ ‬محموم‭ ‬على‭ ‬السلطة‭. ‬

مشاركة :