إذا كان الناس يخافون من كاميرات المراقبة في المؤسسات المختلفة أو المحلات التجارية أو الطرق العامة ويعملون لها ألف حساب مع أن هذه الكاميرات من صنع البشر ويقوم بالإشراف عليها البشر وقد يصيبها الخلل ويصل إليها العَطَب، بل قد يُمحى ما عليها من معلومات، فكيف يكون خوفهم ورهبتهم إذا علموا على وجه اليقين أن كل همسة تحدث فوق أديم الأرض وأى حركة تقع في عنان السماء لا تحدث ولا تقع إلا تحت سمع وبصر الخالق سبحانه وأن عين الله تراهم، بل وترى ما يدور في نفوسهم وما تنطوي عليه جوارحهم وما يختلج في صدورهم. قال تعالى: (ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلاهو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم) آية رقم 7 من سورة المجادلة، ورحم الله القائل: إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل على رقيب ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما تخفي عليه يغيب كما أن الملائكة الكرام يسجلون عليهم كل شيء بأجهزة إلهية تفوق طاقة البشر في كفايتها وكفاءتها وإحاطتها قال تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) آية رقم 18 من سورة ق. ويراقبونهم مراقبة تامة ليل نهار قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم (وهو أعلم بهم) كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون» رواه البخاري. فإذا علم الإنسان أنه مراقب بالكاميرات الإلهية أربعا وعشرين ساعة لا شك أنه سيغير من نفسه ويصلح من ذاته ويلتزم بما أمر الله به وينتهي عما نهى الله عنه. الشيخ /عثمان إبراهيم عامر
مشاركة :