في كل مكان أنت تحت مراقبة الكاميرا، الكثير من المراكز والمحلات التجارية تضع عند مداخلها تحذيراً عنوانه "مراقب بالكاميرات"، حالياً هناك نظام يلزم أصحاب الشقق المفروشة وغيرها بضرورة تغطيتها بكاميرات المراقبة، وغيرها الكثير من المنشآت، في تطور عنوانه أننا مراقبون. إمارة دبي بعد حادثة اغتيال المبحوح أعطت صورة كاملة للمدينة المراقبة لكل تصرفات زائريها والمقيمين بها، أمنياً الأمر رائع ولا خلاف على ذلك، ولكن إنسانياً كيف يتقبل الإنسان أن يخرج عن عفويته ويكون حذراً في جميع تصرفاته لأن هناك من يراقبه. النجوم في الفن والكرة خصوصاً المشاهير هم المتضررون بشدة من تطور التقنية وجعل جميع تصرفاتهم تحت المراقبة، الكل يحمل كاميرا بجواله وبلحظه يلتقط ما يحدث أمامه وبلحظة أخرى يشاهد هذه الالتقاطة السريعة الملايين. تكلمنا كثيراً عن فوائد وايجابيات تقنيات الاتصال ولكن دعونا وحسب مناقشة لي مع احد الاصدقاء، ان ننظر ماهي ضريبة هذه الايجابيات، هل انتهى مفهوم الخصوصية في حياتنا، يستطيع اي شخص ان يتواصل معك ويحرجك احياناً، فاذا لم يجد هاتفك سيجد حسابك على الشبكات الاجتماعية سواء تويتر او فيس بوك اوغيرها، سيرسل لك الرسائل اذا كان يعرف رقمك على خدمة الواتساب وسيعلم انك قرأت رسالته او قد تصل به الظنون انك تتخذ منه موقفاً..!! قد يتصل عليك وهاتفك بالفعل مغلق ويواصل الاتصال لأنه يتوقع انك محول جوالك على خدمة موجود وغيرها، قد يكون بعيداً عنك جوالك ويشاهد تغريداتك ويستغرب عدم ردك، رغم ان من خصوصيتك التمتع بمتابعة تويتر وغيره بعيد عن اجواء المكالمات التقليدية. تعيش حالة من فقدان الخصوصية، من السهولة تحديد موقعك ومن السهولة معرفة حالة مزاجك ومن السهولة معرفة نوعية تفكيرك واصدقائك، لذلك لا يمكن ان تؤخذ من باب الطرافة الكشف عن حسابك في تويتر او فيس بوك قبل تزويجك او توظيفك..!! فقدان الخصوصية والخوف من تصرفات البعض لاستغلال أي موقف عفوي للمشاهير وتصويرهم جعلهم حبيسي الاماكن المغلقة، فأحد المشاهير يقول لي إنه من الصعوبة حالياً أن يعيش حياة طبيعية في النزول للأسواق مع زوجته أو ابنائه، لأن تصويرهم بكاميرا الجوال بشكل مباشر او غير مباشر أصبح أمراً عادياً دون اي ضوابط او غيرها، فقد يستغل البعض اي حركة عفوية وينشرها بصورة سلبية وهذا الامر محزن بالفعل. اخيراً لا يمكن إنكار الإيجابيات الكبيرة لهذه التقنية وكشفها الكثير من الحقائق والأمور السلبية، ولكن كل ذلك على حساب خصوصيتنا وعفويتنا، لأننا تحت أعين الكاميرا!.