القدس/بيروت - أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أن دفاعاته الجوية أطلقت النار على طائرة مسيّرة قادمة من لبنان دخلت مجال إسرائيل الجوي، في ثاني حادث من نوعه خلال يومين، بينما أفاد حزب الله اللبناني في بيان بأنه أطلق مسيّرة في مهمة "استطلاعية" فوق إسرائيل استغرقت 40 دقيقة وعادت سليمة. وتريد الجماعة الشيعية اللبنانية اختبار قدرة إسرائيل على التعامل مع المسيّرات الجديدة التي قالت إنها بدأت في إنتاجها، بينما لم يعد خافيا على الجيش الإسرائيلي منذ مدة طويلة أن حزب الله طوّر قدراته في مجال الاستطلاع الجوي. وتأتي هذه التطورات بعد أيام قليلة من إعلان الأمين العام لحزب الله أن جماعته بدأت في إنتاج طائرات مسيّرة وطورت آلاف الصواريخ بحيث أصبحت عالية الدقة. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن "طائرة مسيّرة معادية صغيرة تسللت من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية حيث تم تفعيل الإنذارات في منطقة الجليل ما دفع السكان للجوء إلى الملاجئ في شمال إسرائيل". وأضاف أنه "تم إطلاق صواريخ اعتراض من نظام القبة الحديدية" في اتجاه الطائرة و"تمّ استدعاء طائرات ومروحيات حربية. وبعد دقائق عدة، اختفت الطائرة والحادث قيد التحقيق". وأعلن حزب الله من جهته أنه أطلق مسيّرة "داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة جالت في المنطقة المستهدفة لمدة أربعين دقيقة في مهمة استطلاعيّة امتدّت على طول سبعين كيلومترا". وأضاف في بيان أن "الطائرة حسان" عادت سالمة بعد أن نفذت المهمة المطلوبة بنجاح"، على الرغم من محاولات الجيش الإسرائيلي "إسقاطها". ومساء الجمعة حلّقت مقاتلات إسرائيلية على ارتفاع منخفض جدا فوق بيروت وكان في إمكان سكان العاصمة رؤيتها بوضوح، فيما سمع صوت هديرها في كل أنحاء المدينة. وأعاد الضجيج للسكان ذكريات الانفجار الهائل في ميناء بيروت في 2020. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الخميس أنه "أسقط طائرة مسيّرة تابعة لحزب الله تسلّلت إلى الأجواء الإسرائيلية من لبنان". وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية في يناير/كانون الثاني أنّ الطائرات المسيّرة التي أسقطتها إسرائيل أخيرا بعد تحليقها عبر الحدود انطلاقا من لبنان، كشفت عن تنامي إمكانات الاستطلاع الجوي لدى حزب الله المدعوم من إيران. وقال الأمين العام لحزب الله الأربعاء إن إسرائيل تريد أن "تمنعنا من إحضار مسيّرات من إيران"، مشيرا إلى أنها لن تنجح في ذلك، مضيفا "اليوم وهذا ليس سرّا على الإسرائيلي  نملك القدرة التكنولوجية على تحويل صواريخنا إلى صواريخ دقيقة. اليوم في لبنان ومنذ مدة طويلة بدأنا بتصنيع المسيرات". ولدى الجيش الإسرائيلي قرب الحدود مع لبنان مركز للقيادة الجوية يضمّ حوالي عشرين ضابطا مهمّتهم مراقبة الطائرات المسيّرة التابعة لحزب الله. ولبنان وإسرائيل رسميا في حالة حرب. وشهد لبنان عام 2006 حربا دامية بين إسرائيل وحزب الله استمرت 33 يوما وقتل خلالها 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون و160 إسرائيليا معظمهم جنود.