'دولة' حزب الله تتحدى الدولة اللبنانية في استيراد الوقود من إيران

  • 6/25/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله اليوم الجمعة أن الخطوات اللوجستية اكتملت لاستيراد الوقود من إيران، في إعلان تجاوز صلاحيات الدولة اللبنانية وأسست من خلاله الجماعة الشيعية المدججة بالسلاح والمدعومة من طهران، لفرض الأمر الواقع بغض النظر عن قانونية تلك الخطوة من عدمها في دولة توشك على الانهيار. وجدد نصر الله تعهده باستيراد الوقود الإيراني في حالة استمرار العجز في أنحاء البلاد، مكررا مضمون خطاب سابق هدد فيه بالمضي في إجراءات استيراد الوقود من إيران خارج إطار الدولة وبذريعة أنه لن يترك الناس تعاني. واستفاد حزب الله من أزمة لبنان لجهة تعزيز نفوذه أكثر داخل النسيج المجتمعي مستغلا حالة الفراغ السياسي وعجز الدولة عن توفير ما يحتاجه الناس من مواد غذائية وحليب وحفاظات ووقود، ليلعب دور المنقذ مستقطبا المزيد من الأنصار حتى من خارج معسكره الشيعي. وقبل أشهر ذكرت تقارير متطابقة إن حزب الله بدأ في تخزين المواد الغذائية في مخازن في مناطق نفوذه وتخزين الوقود المهرب، استعداد لمرحلة الانهيار الشامل ليأخذ زمام الأمور بيده تحت عناوين إنسانية. وكان قد اقترح في يونيو/حزيران على الحكومة اللبنانية استيراد الوقود من إيران بالليرة، مؤكدا أن طهران تمتلك إمكانيات إنقاذ لبنان من أزمته، في محاولة لفتح المزيد من المنافذ للتغلغل الغيراني في مفاصل دولة على وشك الانهيار. وقال نصرالله حينها إن إيران قد تزود لبنان بالوقود بالعملة المحلية، تفاديا لأزمة النقد الأجنبي والاستيراد بالدولار. ومنذ أسابيع، يؤدي نقص الوقود المتزايد على خلفية الأزمة المالية المتفاقمة في لبنان إلى إجبار قائدي السيارات على الوقوف في طوابير لساعات طويلة للحصول على القليل جدا من البنزين. وقال نصرالله في كلمة نقلها التلفزيون "أود أن أؤكد على ما وعدت وما زلت عند وعدي... سنكون مضطرين أن نروح على إيران نجيب بنزين ومازوت... إلى لبنان حتى لو كان هذا الموضوع رح يعملنا مشكلة". وفي وقت سابق الجمعة، وافق رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب على قرار استيراد الوقود بسعر أقل لليرة اللبنانية مقابل الدولار، مما يؤدي في الواقع إلى خفض دعم البنزين. وقال نصرالله "نحن جاهزون... أصبحنا فقط نحتاج إلى إذن حركة"، مضيفا أن ذلك لن يتم عن طريق البنك المركزي لتجنب انتهاك عقوبات أميركية ترمي إلى وقف صادرات إيران النفطية. وعند سؤالها حول رد فعل الولايات المتحدة في حالة وصول الشحنات الإيرانية إلى موانئ بيروت، قالت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا في وقت سابق لمحطة الجديد المحلية إن هذا ليس حلا قابلا للتطبيق للمشكلة، مضيفة "ما تبحث عنه إيران هو نوع من الدولة التابعة التي يمكنها استغلالها لمتابعة أجندتها". وتسببت الطوابير الطويلة على الوقود بلبنان في مشاحنات بين قائدي السيارات، حيث أطلقت أعيرة نارية في عدة حوادث. وحذر نصرالله من عنف مدني، قائلا "بكل صدق بكل صراحة العالم تقعد تقوص على بعضها على محطات البنزين.. هذا لا يحل الأزمة. هناك مجموعة كبيرة من الأزمات في لبنان لكن لدينا نعمة الأمن والاستقرار والسلم الأهلي". ويرى معارضو حزب الله أن الأخير يسعى للاستثمار الأزمة إلى أقصى حدّ ممكن، مستخدما الترغيب عبر مساعيه لفتح منافذ للغذاء والوقود وان كان خارج إطار الدولة وبالترهيب من خلال تركيزه على أحداث الطلق الناري في حوادث متفرقة.

مشاركة :