بدأت أمس احتفالات متنوعة في مختلف إمارات الدولة، ابتهاجاً واستعداداً لليوم الوطني 44.. ذكرى الاتحاد العظيمة، التي تمر على الدولة وهي أكثر تماسكاً ووحدة في نسيجها الداخلي، وتوحداً مع أشقائها في الخليج والمنطقة العربية. وتزينت مدن الدولة باللوحات الفنية والضوئية، وخرجت مسيرات الفرحة في جميع مناطقها، وأقيمت الفعاليات التوعوية والثقافية في ربوعها، مؤكدة على تمسك الإمارات بحقها في الجزر الثلاث، ومعرفة بتاريخ الدولة وحاضرها، مستشرفة بالمستمعين والمشاهدين آفاق المستقبل الرحب. وتحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، شهد سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، مساء أمس، احتفالات الجامعة الأميركية في الشارقة باليوم الوطني والتي أقيمت في الساحة الكبرى لحرم الجامعة. وجرت مراسم حفل الافتتاح بوصول سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي إلى مقر الحفل، ليلقي بعدها كلمة الجهة المنظم للحفل الطالب محمد الكلباني رئيس النادي الثقافي الإماراتي، شكر فيها سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان ولي العهد نائب حاكم الشارقة، على تشريفه ومشاركته احتفالات الجامعة الأميركية في الشارقة. وشاهد سموه والحضور تقديم عرض مسرحي صامت من تقديم طلاب مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، عبروا فيه عن حبهم وانتمائهم لأرض الإمارات المعطاء. شهد الحفل إلى جانب سموه الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ محمد بن حميد القاسمي مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ سعود بن سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، وراشد أحمد بن الشيخ رئيس الديوان الأميري، والدكتور بيورن شيرفيه، مدير الجامعة الاميركية في الشارقة، وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية بالجامعة. ومن جهتها بينت إدارات الشرطة المختلفة، أنها على أهبة الاستعداد والجهوزية التامة لتأمين كافة الفعاليات. وأكد اللواء علي بن علوان النعيمي، القائد العام، بأن شرطة رأس الخيمة بكافة إداراتها وأقسامها المعنية، على أهبة الاستعداد والجهوزية التامة لتأمين كافة الفعاليات والأنشطة المجتمعية والأمنية، في خطوة تؤكد على الكفاءة والمقدرة على مواجهة أي طارئ، لا سمح الله، وتقديم المساندة والدعم للجميع، وإقرار الأمن وتوفير الاستقرار والسلامة لجميع المواطنين والمقيمين على أرض إمارة رأس الخيمة تحديداً.. من جانبه، صرّح العميد عبد الله منخس رئيس اللجنة الأمنية المشكلة لاحتفالات اليوم الوطني، مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية بشرطة رأس الخيمة، أنه، وبناء على توجيهات قائد عام شرطة رأس الخيمة، واستعداداً لاحتفالات اليوم الوطني لدولة الإمارات 44، قد تمّ وضع خطة فعلية لهذه المناسبة، على أن يتم تطبيقها منذ اليوم الأول، وجاري الاستعدادات لها على قدم وساق، لإقامتها في موعدها المحدد. طلاب جامعة الشارقة ونظمت عمادة شؤون الطلاب في جامعة الشارقة، احتفالاً باليوم الوطني، كما نظمت عمادة شؤون الطالبات بكلية الطالبات بجامعة الشارقة، يوماً مفتوحاً، تحت رعاية وحضور سمو الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي. وحضر الاحتفالات، الدكتور حميد مجول النعيمي مدير الجامعة، ونواب مدير الجامعة، والدكتور محمود درابسة عميد شؤون الطلاب، ود. سلامة الرحومي القائم بأعمال عميدة شؤون الطالبات، وعمداء الكليات ومديرو المراكز والإدارات، وأعضاء من الهيئات التدريسية والإدارية والطلابية، وذلك في الساحة الأمامية للمبنى الرئيس بالجامعة. وافتتح حميد مجول النعيمي، المعارض المشاركة، والتي اشتملت على معارض تراثية للكليات المختلفة، ومعرض متميز للرسم، وجناح لمجلس الطلاب، والنادي الثقافي الإماراتي، وجناح عمادة شؤون الطلاب، إلى جانب عدد من المشاركات المجتمعية من مؤسسات مختلفة، كما شارك عدد من طلاب مدرسة المجد في تقديم عرض عسكري نال إعجاب الحضور، كما قدم عدداً من الطلاب بالجامعة قصائد وشلات في حب الوطن. تزيين الشوارع وفي العين، أنهت بلدية المدينة تزيين مختلف الشوارع والطرقات العامة والمباني الرسمية، ومداخل ومخارج المدينة، من خلال تنفيذ 4 آلاف لوحة إلكترونية ضوئية، تنتشر على مسافة 150 كيلومتراً، وذلك استعداداً لاستقبال اليوم الوطني 44، وخلق أجواء احتفالية مثالية، تتوافق مع المظهر الحضاري للمدينة. وأشارت المهندسة ناهد خليفة الظاهري مدير مشروع زينة المدينة ببلدية مدينة العين، إلى أن مشروع الزينة توزع على 150 كم و20 دواراً، بالإضافة لاستخدام 2000 شكل وتصميم من الإضاءة، وتزيين 2000 جذع نخلة بإضاءات شبكية ومواد تشكيلية فنية جديدة تضم ألوان العلم. أعلنت إدارة البلدية في العين عن برنامجها الاحتفالي للعيد الوطني حيث سيقام مهرجان كرنفالي صباح يوم الخميس، أمام مبنى البلدية، ينطلق منذ الساعة التاسعة صباحاً، ولغاية 3 بعد الظهر، ويتضمن فقرات فنية بعنوان أسعد شعب، وفقرة جنود الوطن، وأوبريت فرحة وطن، بالإضافة للوحات الشعبية والشلات الشعرية، وعرض للطيور تقدمه المؤسسة العامة لحديقة الحيوان والأحياء المائية، وسوقاً شعبياً تعرض فيه المشغولات والأكلات الشعبية، ومعرضاً للصور من الأرشيف الوطني، ومسابقات فنية وثقافية. مسيرة الاتحاد وبدأت احتفالات أهالي جزيرة دلما بمسيرة الاتحاد على شارع الكورنيش. وقام الأهالي بغرس ما يفوق 1000 علم للدولة بمختلف الأحجام في الشوارع والميادين بالجزيرة، تعبيراً عن حبهم ووفائهم لعلم دولتهم. وأطلق المشاركون بالونات بألوان علم الإمارات في سماء الجزيرة. ونظم الاحتفالات جمعية دلما التعاونية، بمشاركة مؤسسات الدولة وقطاع خدمات المدن وضواحيها بالجزيرة بلدية المنطقة الغربية. وشارك بالمسيرة جمع غفير من المواطنين والمقيمين وموظفي الحكومة وأطفال روضة المشاعل وطلبة وطالبات المدارس بالجزيرة، وتستمر الاحتفالات لمدة 3 أيام. واستضاف مسرح الحديقة العامة بالجزيرة، جانباً من الاحتفالات، بحضور جمهور كبير من المسؤولين بالجهات الحكومية وأعضاء مجلس إدارة جمعية دلما التعاونية والعائلات والطلاب والأسر والعائلات. وألقى عبد الله حسن الحوسني رئيس مجلس إدارة جمعية دلما التعاونية، كلمة نيابة عن الأهالي، قدم فيها التهاني إلى القيادة الرشيدة، حفظها الله، راجياً من الله أن يديم علينا نعمة الاتحاد، ويعزز من ترابطنا، وأن يحمي دولتنا وحكامنا من كل سوء. كما تم افتتاح القرية التراثية لمجلس نساء دلما، حيث قام المسؤولون بجولة في القرية، وقدم أطفال روضة المشاعل فقرة للترحيب بالضيوف، تضمنت التعريف بأنشطة القرية والأكلات الشعبية والحرف اليدوية وجناح القرية البحرية والصيادين لمجلس الرجال. وشارك مركز دلما لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة بـ (لوحة العطاء)، لجمع التبرعات النقدية لصالح الهلال الأحمر، بالإضافة إلى فنون شعبية (الهبان)، قدمتها فرقة شعبية من أهالي دلما. وقدمت جمعية دلما، جوائز عينية للأطفال والفائزين في المسابقات الثقافية والتراثية والمجتمعية. حــقٌّ إمــاراتيٌّ مُـثبت ونظم مركز زايد للدراسات والبحوث، التابع لنادي تراث الإمارات، ندوة وطنية خاصة، بعنوان الجُـزر الثـلاثة... حــقٌّ إمــاراتيٌّ مُـثبت، وقدم عبد اللطيف الصيادي، الباحث والمحاضر بالأرشيف الوطني بوزارة شؤون الرئاسة، عرضاً مفصلاً لكل تطورات القضية منذ نشأة النزاع فيها وحتى اليوم، وذلك بحضور الدكتور راشد أحمد المزروعي مدير المركز، والذي قدم الندوة، وعدد من الباحثين والكتاب والمثقفين والإعلاميين، وجمع كبير من المدعوين. وفند المحاضر دعاوى السيادة الإيرانية في الجزر الثلاث، والمتمثلة في: الحق التاريخي واسترداد الحق، والجوار، والخرائط الجغرافية، إذْ إن أحكام القضاء الدولي الصادرة عبر العقود الماضية، لا تعترف بالدعاوى العاطفية المؤسسة على مزاعم الحقوق التاريخية، التي نسختها الأحداث اللاحقة، وغير المستندة إلى الأدلة الوثائقية المعزَّزة بممارسة الاختصاص والسيادة الفعلية على الإقليم، وكذلك، فإن القانون الدولي ينظر إلى الخرائط الجغرافية، بوصفها مجرد أدلة سطحية واحتياطية، يُمكن دحضها إن تمكنت الدولة التي تمثل الطرف الآخر في النزاع، من الإتيان بأدلة وأسانيد أرجح وأولى. وأكد أن الإثباتات الدالة على قيام حكومتي رأس الخيمة والشارقة بممارسة وظائف الدولة على الجزر، مثل، إدارة المرافق الحكومية، ورفع الأعلام، ومنح الأذون، وإبرام عقود الامتياز للدول الأخرى للتنقيب على المعادن في الجزر ودخولها وإرساء السفن على سواحلها، وممارسة الوظيفة التشريعية بسن القوانين لتنظيم شؤون المواطنين فيها، جميعها تمثل أدلة وبراهين قطعية على أن هذه الجزر عربية خالصة، وأن السيادة الإماراتية عليها غير قابلة للنقاش. وعرض المحاضر عدداً من الوثائق التي تنشر لأول مرة، وتدل على أن سلوك إيران حيال الجزر الثلاث، يؤكد اقتناعها بعدم ملكيتها سند حق يدعم ادعاءاتها فيها، مثل قيامها بتقديم عروض لشراء هذه الجزر أو استئجارها من حاكمي رأس الخيمة والشارقة، بوساطة الحكومة البريطانية، إذْ إن مَن يؤمن بعدالة قضيته وأصالة حقوقه، لا يُقْدِم على أي أعمال من شأنها التشكيك بشرعية مطالبه أو الانتقاص منها، كقيامه بتقديم عروض سرية سخية لتعويض أو استئجار أو شراء ما كان يُجاهر بملكيته، ويدعي على رؤوس الأشهاد حيازته التاريخية له، ومن ثمّ، فإن تصرف الحكومة الإيرانية هذا قد أفرغ ادعاءاتها بالجزر محل النزاع من أية حجية أو وزن قانوني، وذلك ما يجعل إيران ترفض اللجوء إلى التحكيم الدولي، لمعرفتها المسبقة أن مثولها أمام أي جهة تحكيمية، سيكون خاتمة لسيطرتها العسكرية على الجزر الثلاث بعد 44 عاماً من الاحتلال غير المشروع.