زار وفد أممي ودولي اليوم (الجمعة) حي الشيخ جراح شرق مدينة القدس المهدد سكانه بالإخلاء لصالح جمعيات استيطانية. وضم الوفد الدولي، الذي التقى عائلات فلسطينية مهددة بالتهجير من الحي، مسؤولين من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية ودبلوماسيين دوليين آخرين. وعقد الوفد لقاء مع عائلة سالم، وهي واحدة من العائلات، التي تلقت إخطارا إسرائيليا بإخلاء منزلها حتى نهاية الشهر الجاري. وترفض العائلة تنفيذ القرار وتصر على البقاء في المنزل، الذي تقيم فيه منذ أكثر من 70 عاما وتحمل أوراقا ثبوتية بملكيته. وقالت مديرة شؤون الأونروا في الضفة الغربية غوين لويس، للصحفيين، إن الوفد يتواجد في الحي بهدف دعم ومساندة العائلات الفلسطينية التي تواجه "خطر الإخلاء القسري من منازلها بأمر إسرائيلي". وأضافت لويس أن العائلات الفلسطينية تعيش في الحي منذ عشرات الأعوام، مشيرة إلى "أن نصف السكان في الشيخ جراح من الأطفال وهم مدمرون نفسيا". وطالبت المسؤولة في الوكالة الأممية الحكومة الإسرائيلية "بتوفير الحماية لتلك العائلات وعدم السماح بالمساس بها". ويشهد الحي، الذي يعد من أرقى أحياء القدس الشرقية، ويضم معظم القنصليات الدبلوماسية، توترا ميدانيا منذ بداية الأسبوع على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها لصالح جمعيات استيطانية. ووقعت صدامات عنيفة الأحد الماضي بين سكان الحي من جهة وجماعات المستوطنين وقوات الشرطة الإسرائيلية من جهة أخرى في أعقاب قيام عضو الكنيست الإسرائيلي النائب عن "حزب الصهيونية الدينية" ايتمار بن غفير، بوضع خيمة قرب المنازل الفلسطينية اعتبرها مكتبا برلمانيا له. وفي السياق، أدى عشرات الفلسطينيين من سكان مدينة القدس صلاة الظهر في حي الشيخ جراح دعما للعائلات وتنديدا بالمخططات الإسرائيلية التي تستهدفه وسط انتشار مكثف لقوات الشرطة والمستوطنين. ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية، التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها.