نظم معهد الشارقة للتراث أمس، بمقره الرئيسي بالشارقة، حلقة نقاشية بعنوان تدوين الثقافة الشفاهية في الإمارات، والتي جاءت كجزء من خطة المعهد لتدوين وكتابة التراث الشعبي. أوصى المشاركون في الحلقة بضرورة استمرار العمل على البحث الجاد والمدروس لتوثيق التراث الإماراتي وتدوين الثقافة الشفاهية، والعمل على إحيائه بطرق جديدة ومستحدثة، وضرورة أن تكون آلية العمل بناء على مقابلات مع كبار السن والمعمرين الذين يصل عددهم إلى نحو 120 معمراً في فئات عمرية متنوعة، ثم تفريغ المقابلات معهم وإعداد المادة ونشرها، بجانب ضرورة الاهتمام بالبعد الإعلامي. شارك في الحلقة كل من الدكتور فالح حنظل، باحث ومؤلف في التراث، والدكتور أحمد محمد عبيد، مسؤول قسم التوثيق، بمركز أبوظبي للبحوث، وعبد العزيز الشحي، رئيس مركز دبي للوثائق التاريخية، وقدمتها شيخة المطيري. وقال الدكتور فالح حنظل: إن جهود معهد الشارقة للتراث، برئاسة عبد العزيز المسلم رئيس المعهد، في تسجيل وتطوير ونقل التراث الشفاهي، واضحة، ولاسيما محاولة قيامه بتوثيق التراث الشفهي من كبار السن وعمل محاضرات وورش لهم، ومحاولة نقل أخبارهم والاستفادة من كل مقتنياتهم. وأضاف حنظل: قدمت الكثير من الدراسات التي تخص التراث الإماراتي ولكن لدي الكثير من التخوفات تجاهه، فالكثير من التراث الإماراتي في الجامعات ينقل إلى الشباب بلغة غير العربية أواللهجة الإماراتية ويتعدى إلى لغات أجنبية، وهذه الأسباب قد تكون عقبة أمام الجهود التي نقوم بها في نقل التراث الشفهي للأجيال المقبلة لتدوينه في ما بعد بلغتهم لا بلغة غيرنا من الشعوب. وقال أحمد عبيد: تتعدد تجارب توثيق التراث من باحث لآخر، حسب ما يملكه كل باحث من مكونات ثقافية، وخبرة تراكمية تزيدها الرحلات المستمرة والتدوين المتلاحق نضوجاً. وأضاف عبيد: الكثير من المؤلفات التي قمت بها والخاصة بالتراث الإماراتي ومنها معجم الألفاظ الزراعية في دولة الإمارات، معاني أسماء بعض المناطق، تتناول جوانب متعددة من التراث منها تاريخ المدافع وبيوت السعف، كما قمت بتوثيق الكثير من اللهجة الإماراتية، والتراث البحري الإماراتي من خلال معجم للتراث البحري. ويرى عبيد أن الطريقة المثلى للتدوين الشفهي تتمثل في الحلقات النقاشية والتوثيق من خلال مطبوعات ومنشورات بجانب الصور والرواية والتدوين الشفهي. وقال عبد العزيز الشحي: أردت من خلال تجربتي في تدوين التراث الشفاهي لإمارة دبي، من خلال وضع برنامج زمني، إظهار البعد الثقافي والعلمي على الساحة الثقافية في الإمارات، ومعرفة أهداف ومسارات العمل التي يجب على الباحث التاريخي الأخذ بها، لتكون له بصائر يتلمسها من خلال بحثه ولقائه مع الرواة وناقلي الرواية التاريخية، وما يمكن الاستفادة منه لتسجيله وتأطيره ووضعه في سياقه البحثي التاريخي. ويرى الشحي ضرورة أن يكون للشباب دور كبير في الحفاظ على الموروث الشفهي من خلال تدوينه ونشره ولكن تنقصهم الخبرات العلمية ومتطلبات البحث العلمي والشغف والحماس للقيام بهذا العمل، فمن خلال هذا يمكن الاعتماد عليهم في الاستمرار في توثيقه للأجيال المقبلة. من ناحية أخرى، قام الدكتور فيصل الحفيان مدير معهد المخطوطات بمصر بزيارة صباح أمس لمعهد الشارقة للتراث، وقام بجولة في أقسام المعهد برفقة مجموعة من موظفي المعهد ورؤساء الأقسام. وأبدى الدكتور الحفيان اهتمامه بقسم الوثائق والمخطوطات وصرح بأن التعاون سيكون مثمراً بين معهد الشارقة للتراث ومعهد المخطوطات لما قد يقدموه من دورات تدريبية شاملة، إضافة إلى شهادات في مجموعة من الدرجات العلمية يقدمها معهدهم لدارسي المخطوطات، إضافة إلى بحث إمكانية توقيع اتفاقية تفاهم مشترك بين المعهدين، لما من شأنه تعزيز أطر التعاون المشترك.
مشاركة :