نظم المجلس الأعلى للمرأة وبنك «HSBC» ندوة - عبر تقنية الاتصال المرئي - جرى خلالها استعراض التجارب المشتركة في مجال التوازن بين الجنسين بشكل عام وفي العمل المالي والمصرفي بشكل خاص، إضافة إلى استعراض أفضل سبل تعزيز تكافؤ الفرص في المناصب القيادية في المؤسسات المالية والمصرفية. وتحدثت الشيخة دينا بنت راشد آل خليفة مساعد الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة خلال الندوة عن بعض جوانب تنفيذ النموذج الوطني للتوازن بين الجنسين في مملكة البحرين كدليل عمل وطني لواضعي السياسات والإستراتيجيات العامة والمشرعين ومنفذي البرامج والخطط لضمان إدماج حقيقي ومستدام للمرأة البحرينية في العملية التنموية. وتطرقت، مساعد الأمين العام، إلى جهود المجلس في التعاون مع القطاع المالي والمصرفي لتعزيز مشاركة المرأة واستدامة حضورها وإدماج احتياجاتها في بيئة العمل خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم، وأكدت على أهمية التدابير التي اتخذتها مؤسسات القطاع المالي والمصرفي في هذا المجال، ولتمكينها من التوفيق بين حياتها الأسرية والمهنية ومن أبرزها تطبيق نظم العمل المرنة والعمل عن بعد، كما سلطت الضوء على واقع مشاركة المرأة البحرينية في القطاع المالي والمصرفي حيث تشكل المرأة البحرينية 40% من العاملين البحرينيين في القطاع، كما تبلغ نسبة مشاركتها 17% و21% في المناصب القيادية العليا والوسطى على التوالي. وأشارت مساعد الأمين العام إلى أن المجلس الأعلى للمرأة يقوم حالياً بعملية تقييم شاملة للخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية التي تنتهي فترة تنفيذها العام الحالي تمهيداً لوضع خطة العمل القادمة 2030، موضحة آليات المجلس في التخطيط المرتبط بالأولويات الوطنية والمتغيرات الدولية وبحسب ما يتسق مع خصوصية الدولة. من جانبه، أعرب كريس راسل الرئيس التنفيذي لبنك إتش إس بي سي (HSBC) عن إعجابه بتميز التجربة البحرينية في مجال تنمية المرأة بفضل الجهود المتواصلة من قبل المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى حفظها الله، وقال «عملت في مناطق مختلفة حول العالم، ويمكنني من خلال ذلك الحكم على تقدم وريادة التجربة البحرينية في مجال دعم مشاركة المرأة». وقد أشاد بشكل خاص بما تطبقه البحرين على صعيد التوازن بين الجنسين من خلال تطبيق نموذج وطني يوائم بين الاحتياجات المحلية والمعايير الدولية، الذي يجد، بالنظر إلى مخرجاته، بأنه دليل على سنوات طويلة من تراكم الخبرات الناجم عن نهج علمي في التعامل مع مختلف قضايا المرأة. وأكد الرئيس التنفيذي حرص البنك على المزيد من التعاون المثمر مع المجلس الأعلى للمرأة في هذا المجال. إلى ذلك تحدثت السيدة باتريشيا غوميز الرئيس الإقليمي للمصرفية التجارية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى بنك HSBC وأحد سفراء شبكة «توازن» التي ساهمت في إطلاق عدد من المبادرات والبرامج التي يطبقها البنك من أجل التوازن بين الجنسين في بيئة العمل، وقالت «نحن ندرك مدى أهمية التوازن بين الجنسين في مساعدتنا على استقطاب المهارات من الجنسين، واستثمار الطاقات ودمجها في مسيرة تطور البنك. كما نحرص على بناء بيئة عمل مناسبة تضمن مشاركة كاملة للجميع، إضافة إلى جهودنا المنصبة على توفير الخدمات الداعمة للتوفيــق مــا بيــن الحيــاة الأسرية والمهنيــة للموظفين». وأشارت إلى أن أحد مؤشرات الأداء التي يرصدها البنك هي مساهمة المرأة بنسب متوازنة في الإدارات المتوسطة والعليا، لذا يحرص البنك على ضمان تكافؤ الفرص بين الجنسين في عمليات التوظيف والتدريب والترقي، مشيرة إلى أن تحقيق التوازن بين الجنسين في الوقت الراهن يضمن استدامة الانتاجية والتميز في المستقبل. وأكد المتحدثون المشاركون في الندوة أن المرأة استطاعت أن تتميز في مجال العمل بتبوء المناصب القيادية بما فيها مجالس الإدارة في مختلف مؤسسات القطاع المالي والمصرفي، ولاستدامة ذلك يجب أن تتواصل السياسات الداعمة لتقدم المرأة بما ينسجم مع ما تكتسبه من خبرات نوعية وما تحمله من مؤهلات اكاديمية واحترافية، وبما ينسجم مع التوجهات والجهود الوطنية الموجهة لاستدامة حضور المرأة في ميادين العمل واستمرار تقدمها على قاعدة من التوازن بين الجنسين.
مشاركة :