بقلم ذرى كفاح في سن الوعي المبكر نشعر بالحاجة للرد والاجابة على كل صورة او تعليق يصدر من الاخرين حول مظهرنا ، شخصيتنا ، او طريقتنا في العيش . تجدنا نمضي الساعات في التفكير في رد لائق لنرسم صورة معينة او لإثارة إنطباع يترسخ في عقول ألأشخاص من حولنا في البيت أو ألعمل أو مع ألأصدقاء. وذلك يحدث غالبا في الوقت الذي نكون مازلنا فيه منغمسين بمحاولة إكتشاف انفسنا ؛ نرزح تحت ضغط الصراعات بين صورتنا الداخلية التي نعرفها جيدا وبين الصورة التي نحاول رسمها في محيطنا الخارجي . وكلما تقدمت بنا الحياة بتجاربها الغنية وقصصها الثرية أدركنا الحاجة إلى الجلوس مع النفس والتوقف لتنظيم ألأولويات وألإعتماد على قانون جديد نحدد من خلاله مقدار المشاعر ألتي نستثمرها مع ألأخرين والوقت الذي نخصصه للتفكير في آرائهم بنا . بعد ذلك نحدد المساحات المتاحة لكل شخص وبرمجة ردود الافعال المستقبلية لكل حدث وادارة توقع الاحداث الجديدة او الغريبة ؛ الامر الذي يتيح لنا قدرة التصرف بسرعة وتوجيه الرد او رد الفعل المناسب لكل حالة. ويعد التصالح مع النفس ومواجهتها بنقاط ضعفها الخاصة بها ووضع برنامج للعمل على تطويرها وتعديل السلوك وارساء قانون جديد للعلاقات الشخصية والاجتماعية احد الاسباب المهمة التي تعزز الثقة بالنفس بشكل كبير . وهذا ينعكس ايجاباً على نظرة الناس من حولنا الينا . إذ إن أفضل رد هو إستثمار الطاقات الذاتية في تحقيق المزيد من النجاح والتقدم وإن كان بقدر ضئيل يستمر يوما بعد يوم . كم منا ادرك مسبقاً اهمية مبدأ "شوية شوية" في تحقيق الاهداف المنشودة على المدى الطويل؟ وكم منا إستيقظ على ذكرى سنوات ضاعت بدون إنجاز يذكر؟
مشاركة :