رحب مجتمع الأعمال، باتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات والهند، والتي تعد الأولى من نوعها، وتأتي ضمن برنامج الاتفاقيات الاقتصادية العالمية، تحت مظلة مشاريع الخمسين. وأكد سيف محمد المدفع رئيس لجنة الشؤون المالية والاقتصادية والصناعية في المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، الرئيس التنفيذي لمركز إكسبو الشارقة، أنّ الاتفاقية تمثل خارطة طريق مستقبلية، لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الصديقين، تعكس الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة في دولة الإمارات، في توسيع آفاق شراكات دولة الإمارات الاقتصادية مع الأسواق العالمية المؤثرة، ضمن استراتيجيتها الطموحة للخمسين عاماً المقبلة، لبناء اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار، والذي يتمتع بقدر أكبر من الحيوية والتنافسية. وأشار إلى أن الهند تعد أكبر شريك تجاري للإمارات، من حيث الصادرات غير النفطية، بما يعادل 14 % من إجمالي صادرات الدولة إلى العالم، فيما تُعَدّ الإمارات، ثالث أكبر شريك تجاري للهند، وتستحوذ على 40 % من تجارتها مع الدول العربية، ومن هنا، تأتي أهمية هذه الاتفاقية التاريخية، في ضمان استدامة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ووضع الأسس المتينة للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية نحو آفاق أوسع، وخاصة أن الاتفاقية ستؤدي إلى زيادة التجارة الثنائية غير النفطية إلى 100 مليار دولار سنوياً، في غضون الأعوام الخمسة المقبلة.   مرحلة جديدة وأكد سعود سالم المزروعي مدير هيئة المنطقة الحرة بالحمرية، وهيئة المنطقة الحرة لمطار الشارقة الدولي، أنّ الاتفاقية تدشن لمرحلة جديدة من العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين، وترسي أساساً متيناً وقوياً لتعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية، لمستقبل الاقتصاد والتجارة بين البلدين، عبر ترسيخ التعاون الثنائي الهادف إلى تحفيز النمو الاقتصادي المستدام، وتعزيز التدفق التجاري والاستثماري بين السوقين، من خلال إزالة الرسوم الجمركية على نحو 80 % من السلع والبضائع، ما يسهم بدوره في تسريع نمو التجارة البينية غير النفطية، من 45 مليار دولار بنهاية عام 2021، إلى 100 مليار دولار خلال الأعوام الخمسة المقبلة. وأشار إلى أن الهند تعتبر من أهم الشركاء التجاريين والاقتصاديين لدولة الإمارات بشكل عام، ولإمارة الشارقة بشكل خاص، منوهاً بأن العدد المتنامي للشركات الهندية في كل من المنطقة الحرة بالحمرية، والمنطقة الحرة لمطار الشارقة الدولي، يجعل الهند واحدة من أهم شركائنا الاقتصاديين، ويؤكد على الرغبة المتزايدة من قبل الشركات الهندية للاستثمار، وتعزيز وجودها في إمارة الشارقة، مؤكداً حرص المنطقتين على المساهمة بفعالية في تطوير العلاقات الاقتصادية بين الهند والإمارات، وتقديم العديد من الحوافز والمزايا التنافسية لاستقطاب الاستثمارات الهندية في كافة القطاعات.   ممر للصادرات وتوقعت رولا أبو منة، الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد في الإمارات، أن تحتل الهند المرتبة القيادية، كأكبر ممر لصادرات الإمارات، لتشكل 18 % من مجموع صادرات الدولة، والتي ستتعدى تريليون درهم في 2030. وأوضحت في تصريحات لـ «البيان»، أن نمو الصادرات الإماراتية إلى الهند، سيكون مدفوعاً بالطلب المتنامي على الطاقة في الهند، والعلاقات الاقتصادية القوية، والاستثمارات المتزايدة بين السوقين، حيث تتجسد استثمارات دولة الإمارات في الهند، في العديد من القطاعات الحيوية، أهمها قطاع التكرير والبتروكيماويات، والرعاية الصحية، والغذاء والخدمات اللوجستية، الأمر الذي يعزز الشراكة القوية مع الهند. وأضافت: "شهدت العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والهند، توسُّعاً كبيراً، على مدار العقود الماضية. وفي ظل هذه العلاقات التاريخية بين البلدين، نشهد اليوم تعاوناً واسع النطاق في العديد من القطاعات الحيوية، التي تضم التجارة والاقتصاد والتكنولوجيا والمال، تجسدت جميعها في مذكرات التفاهم، والاتفاقيات المتبادلة بين البلدين، وتوجت بالأمس، بالاتفاقية التي أعلنها سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي تهدف إلى تعزيز التجارة البينية غير النفطية، لتصل إلى أكثر من 100 مليار دولار خلال 5 سنوات". ويرى خبراء في ستاندرد تشارترد، أن صادرات الإمارات ستنمو بحوالي 6 % سنوياً، لتتعدى تريليون درهم، بحلول عام 2030، حيث ستشكل كل من المعادن (60 %)، والذهب (14 %)، والآليات والمعدات الكهربائية الثقيلة (9 %)، القطاعات الرئيسة للصادرات غير النفطية، ليشكل بذلك حجم الصادرات غير النفطية، 48.4 % من الناتج المحلي الإماراتي. وأشارت إلى أن رؤية الإمارات لتكون مركز الأعمال والتجارة في المنطقة، لديها تآزر كبير مع رؤية ستاندرد تشارترد. مشيرة إلى أن البنك يركز كذلك على التجارة، ودعم التنوع والشمول. وأضافت: "يقوم فريق العمل لدينا، بدعم مبادرات الدولة في توسيع نطاق انتشارها الدولي، من خلال شبكة وجود بنك ستاندرد تشارترد العالمية، خاصة أن بنك ستاندرد تشارترد، يتمتع بتاريخ غني في كلا البلدين، حيث عمل على مدى 160 عاماً في الهند، وأكثر من 60 عاماً في الإمارات، قام خلالها بدعم الأفراد والمؤسسات، على حد سواء، الأمر الذي يجعل ستاندرد تشارترد، أحد أقدم البنوك الدولية في كلا البلدين. وبفضل اقتصادها الكبير، تقدم الهند فرصاً استثمارية قوية في قطاعات مختلفة، مثل البنية التحتية، وتجارة التجزئة، والرعاية الصحية والسياحة. كما تعد أيضاً واحدة من الأسواق القليلة التي تقدم مزيجاً صحياً من الحجم والاستقرار والنمو. ومن ناحية أخرى، تشكل الإمارات موطن حوالي 3.5 ملايين هندي، وهي تعد بوابة رئيسة للتجارة والاستثمار بين أسواق آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، والتي تشكل أيضاً أسواقاً رئيسة لبنك ستاندرد تشارترد.   علاقات وأكد لالو سامويل رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لمجموعة كينغستون القابضة، رئيس اللجنة التمثيلية لمجموعة قطاع الصناعة في غرفة تجارة وصناعة الشارقة، أنّ الاتفاقية تشكل منعطفاً مهماً في مسار العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وخارطة طريق لمرحلة مستقبلية جديدة، تعزز الشراكات الاقتصادية والتجارية بين الهند والإمارات، لا سيما أن الاتفاقية ستضاعف التجارة بين البلدين بنسبة 120 %، إلى 100 مليار دولار، خلال 5 سنوات، مشيراً إلى أن الاتفاقية تمثل تجسيداً حقيقياً لقوة العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، والتي كانت، ولا تزال، نموذجاً رائداً في العلاقات الاقتصادية الدولية، إذ تُعَدّ الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري للهند، وتستحوذ على 40 % من تجارتها مع الدول العربية، فيما تعد الهند ثاني أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات، بنسبة تبلغ 9 % من حجم تجارة الإمارات مع العالم، و13 % من الصادرات غير النفطية الإماراتية. وأشار إلى أهمية الاتفاقية في فتح آفاق أوسع للعمل المشترك بين البلدين في العديد من القطاعات الاقتصادية، لا سيما أنها تغطي 11 قطاعاً خدمياً، وأكثر من 100 قطاع فرعي، مشيراً إلى أن الاتفاقية ستعود بفوائد كبيرة أيضاً على رجال الأعمال والمستثمرين في القطاع الخاص، من خلال خفض الرسوم الجمركية أو إلغائها، وتحسين الوصول إلى الأسواق، وإتاحة الفرص للاستثمار في قطاعات حيوية، مثل الطيران والبيئة والضيافة والخدمات اللوجستية، والاستثمار والبناء والتشييد، والخدمات المالية والتجارة الرقمية. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App