أصيب أربعة عسكريين إسرائيليين، أحدهم ضابط، صباح أمس على طريق جنوب نابلس في الضفة الغربية المحتلة في هجوم بسيارة يقودها فلسطيني حاول صدمهم وتم قتله. ويتزامن الحادث مع بدء زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لإسرائيل والضفة الغربية من أجل محاولة التوصل إلى تهدئة. وذكرت وسائل إعلام عبرية أن هجوم الدهس وقع قرب مستوطنة «تبوح» في منطقة نابلس. وقالت مصادر إسرائيلية إن الهجوم استهدف قادة الجيش، وإن 4 عسكريين أصيبوا، بينهم ضابط كبير. وأفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» (واينت) بأن قادة الجيش كانوا في جولة تفقدية في مفترق تبوح عندما هاجمهم السائق الفلسطيني، ما أدى إلى إصابة 4 جنود، بينهم قائد كبير في كتيبة «يهودا والسامرة». وأضاف أن منفذ عملية الدهس هو شاب فلسطيني من منطقة جنين. من جهة ثانية، كشفت الصحف الإسرائيلية أمس، عن أن الجهاز الأمني الإسرائيلي يفحص إمكان طرد أبناء عائلات منفذي العمليات إلى قطاع غزة. وقال مصدر في الجهاز إنه جرت مناقشة هذه الخطوة في أعقاب استمرار العمليات ضد الإسرائيليين. وكتبت صحيفة «هآرتس» أن «الجهاز الأمني ينوي اتخاذ هذا الإجراء ضد أبناء عائلات المنفذين الذين يتضح أنهم كانوا يعرفون مسبقاً عن مخططات أبناء عائلاتهم، أو دعموا أعمالهم. وقال مصدر أمني لموقع «واللا» الإلكتروني، إن والدة منفذ عملية «غوش عتسيون» الخميس الماضي، كانت تعلم بنيته تنفيذ العملية، لكنها لم تبلغ بذلك أجهزة الأمن المختلفة. ونشرت صحيفة «يسرائيل هيوم» المقربة من نتانياهو، نبأ مفاده أنه ووزير الأمن ورئيس الأركان اتفقوا أول من أمس على سلسلة من الخطوات التي سيتم تنفيذها لمواجهة ما سمته «الإرهاب»، منها تعزيز الوجود العسكري في منطقة «غوش عتسيون» قرب الخليل، وفي الخليل نفسها، واعتقال العشرات من ناشطي «حماس»، وتنفيذ اعتقالات إدارية للفلسطينيين الذين يصرحون في الشبكات الاجتماعية عن نيتهم تنفيذ عمليات. وأضافت: «تقرر بالإضافة إلى تفتيش السيارات الفلسطينية المسافرة على الطرق الرئيسة المشتركة لليهود والعرب، إغلاق مناطق مشتركة كمنطقة السوق التجاري المعروف باسم رامي ليفي أمام الفلسطينيين. كما تقرر منع أبناء عائلات منفذي العمليات، من الدرجة الثانية أيضاً، من العمل في إسرائيل أو الخروج إلى الأردن». واقترح الوزير يوفايل شتاينتس إغلاق هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية ووقف الإنترنت عن الفلسطينيين لمدة أسبوعين بهدف وقف ما سماه «موجة التحريض» التي قال إنها تقف وراء عمليات الطعن والدهس. ومن المقرر أن يستكمل الجيش العمليات الهندسية لإغلاق أكثر من 50 في المئة من المحاور في محيط الخليل و «غوش عتسيون». وقال مصدر أمني إن الحديث عن 30 محوراً في المنطقة، الأمر الذي يصعب بشكل ملموس حركة الفلسطينيين، ويقيد بشكل غير عادي حرية التحرك في المنطقة. وأضاف أن «أجهزة الأمن لا توجه الضغوط على مراكز التحريض فقط، مثل الإذاعات والقيادات الفلسطينية، وإنما على العائلات الفلسطينية، لإيصال رسالة مفادها أنه إذا استمر الحال، فإنه ستتم إعادة الوضع 10 سنوات إلى الوراء». إلى ذلك، ذكرت مصادر إسرائيلية أمس أن الشرطة الإسرائيلية تراجعت عن تطبيق خطة أعدتها تتعلق باقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، بعد فشلها في أيامها الأولى. وكانت مواقع إعلامية نشرت أول من أمس خطة جديدة بدأت الشرطة بتطبيقها تتعلق بتحديد عدد المستوطنين الذين يقتحمون الأقصى بـ45 مستوطناً في الفترة الصباحية، و15 ما بعد الظهر، على أن تكون هذه الأعداد سبق تقديمها ضمن قوائم للشرطة. وأمس، واصل المستوطنون اقتحام المسجد من باب المغاربة، وتولّت قوة معززة من «الوحدات الخاصة» في الشرطة حمايتهم، فيما واصلت الشرطة منع عشرات النساء والطالبات من دخول الأقصى خلال فترة اقتحامات المستوطنين، الأمر الذي دفع قسماً منهن الى اعتصام احتجاجي وأداء صلاة الظهر أمام بوابات الأقصى. في هذه الأثناء، شن الطيران الحربي الإسرائيلي ليل الإثنين- الثلثاء غارة على قطاع غزة بعد إطلاق صاروخ على جنوب إسرائيل لم يسبب إصابات. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن «صاروخاً أطلق من قطاع غزة على جنوب إسرائيل وسقط في منطقة غير مأهولة... من دون أن يسفر عن جرحى»، مضيفاً: «رداً على هذا الهجوم، استهدف الجيش موقعاً عسكرياً لحماس وسط قطاع غزة». وأكد أن «منظمة حماس الإرهابية مسؤولة عن كل عمل إرهابي قادم من قطاع غزة». وأكد مصدر أمني فلسطيني أن إسرائيل قصفت موقعاً لـ «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لـ «حماس» في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، ما أسفر عن وقوع إصابات. وتحدث شهود عن دوي انفجار كبير أحدث «حفرة كبيرة» داخل الموقع المستهدف.
مشاركة :