التطريز بصمة مصممة أزياء فلسطينية تنتظر العالمية

  • 2/20/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أعوام عديدة من العمل الشاق والجاد تمكنت مصممة الأزياء الفلسطينية خولة الطويل من بيت لحم جنوب الضفة الغربية من ترك بصمة مميزة في صنع الملابس النسائية بالمزج بين الموديلات الحديثة والتراث الفلسطيني باستخدام فن التطريز. وتنشغل الطويل لساعات مع مجموعة من العاملات يوميا بتصميم وإنتاج الملابس داخل متجرها الذي تحول إلى واحة جذابة تضم تشكيلة واسعة من الملابس المطرزة بألوان زاهية. وعملت الطويل البالغة من العمر 44 عاما وهي أم لثلاثة أطفال، على مدار 20 عاما في تصميم العديد من أزياء الموضة الحديثة مع شركات فلسطينية، قبل أن تراودها الفكرة عندما شاهدت امرأة فلسطينية مسنة ترتدي فستانًا فلسطينيًا مطرزًا بشكل إبداعي وكأنه لوحة جمالية مرسومة، حينها قررت “تصميم وإنتاج أول مجموعة أزياء”. وتضيف الطويل بينما غص متجرها بالزبائن لوكالة أنباء شينخوا “لم يكن الأمر سهلاً في البداية (…) حيث احتاج المشروع إلى قدر كبير من الوقت والجهد”، خاصة أنها كانت بمفردها ولم تلق أي مساعدة أو دعم. وتضيف “لقد كان تحدّيا كبيرا وخوفا من الفشل في البداية، لكنني تمكنت من تجاوز كل المعيقات والمضي قدما لتحقيق هذا الحلم”. ومن أجل السير قدما نحو حلمها، قررت الطويل التخلي عن وظيفتها وتكريس حياتها للتحضير لمشروعها، حيث أمضت عاما كاملا في إنتاج مجموعتها الأولى من الأزياء المطرزة. بصمة خاصة بصمة خاصة وفي عام 2009 تمكنت الطويل من المشاركة في عرض أزياء أقيم في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية ضمن فعاليات شهر رمضان، حيث نالت إعجاب جميع الحاضرين، ما أكسبها شهرة سريعة لتميّز منتجاتها وتصاميمها. وتقول الطويل “كانت لحظات لا توصف، شعرت أنها الخطوات الأولى للنجاح”. وبعد نجاحها قررت المصممة الفلسطينية فتح متجرها الخاص الذي أطلقت عليه اسم “بنت البلد” من أجل خلق هويتها الخاصة في هذا المجال. ولا تقتصر الملابس التي تنتجها الطويل على أعمار محددة، فهي تناسب جميع الأعمار. وتقول الطويل “لقد أصبح هناك إقبال كبير على منتجاتي العصرية التي تعتمد على التراث الفلسطيني المطرز”. وتتطلع الطويل بعد أن أوجدت تصاميمها بصمة خاصة ونوعا جديدا من الأزياء إلى المشاركة في العروض التي تقام دوليا. إقبال كبير وفي ديسمبر من العام الماضي اعتمد طلب من السلطة الفلسطينية بتسجيل فن التطريز الفلسطيني على لائحة التراث غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) خلال اجتماع عقد في باريس. ويحتفل الفلسطينيون في الخامس والعشرين من يوليو من كل عام بيوم الزي الفلسطيني للتأكيد على هويتهم ومنع اندثار تراثهم ومحاولات تقويضه أو تقليده من قبل مؤسسات إسرائيلية كجزء من التراث اليهودي. وتقول الطويل “أشعر بسعادة بالغة لأن هذا تاريخنا وتراثنا، ومن المهم الاعتراف به على المستوى العالمي والشعب الفلسطيني لديه تاريخ وحاضر ومستقبل يجب أن يفخر بها الجميع”. وتحرص الفلسطينية سهى (35 عاما) من مدينة بيت لحم وهي إحدى زبائن الطويل التي ترتاد محل “بنت البلد” على شراء ملابسها الخاصة منه بشكل دائم. وتقول سهى لشينخوا بينما كانت تتفحص أحد المنتجات إن “التطريز الفلسطيني هو فن ومكون هام في حياتنا وجزء من الفلكلور الشعبي نتمسك به على مر الأجيال”، مشيرة إلى أن المزج بين التراث والطابع العصري مهم جدا لمواكبة التطور وفي نفس الوقت الحفاظ عليه من الاندثار. وتضيف سهى أن الشعب الفلسطيني “فخور بتراثه وحضارته ودائما تجده متمسكا به جيلا بعد جيل رغم كل المحاولات الإسرائيلية لطمسه وسرقته”.

مشاركة :