احتضن مسرح الكوليسيوم بلندن، أول من أمس، ما لا يقل عن 2130 ضيفًا، نذكر منهم مصمم دار «شانيل» كارل لاغرفيلد، المغنية ليدي غاغا، وفيكتوريا وديفيد بيكام، وغيرهم. المناسبة كانت حفل توزيع جوائز الموضة البريطانية لعام 2015. فبعد أشهر الترشيحات والتشويق والمداولات شارك فيها أكثر من 800 شخصية تعمل في مجال الموضة لاختيار الأحسن من بين 45 مصممًا، أعلنت أخيرًا أسماء الفائزين في حفل أشبه بحفل توزيع جوائز الأوسكار بالنظر إلى التنظيم والحضور والبريق. ورغم أن لكل فئة فائزًا، فإن المصمم الآيرلندي الأصل، دبليو أندرسون، كانت له حصة الأسد، إذ حصل على أهم جائزتين: أفضل مصمم رجالي، وأفضل مصمم نسائي متفوقًا على كل من فيكتوريا بيكام، وكريستوفر كاين في المجال النسائي، وكل من إي توتز وتوم فورد في المجال الرجالي، علمًا بأنه بهذا الفوز لم يسجل تفوقًا فحسب، بل أيضًا سبقًا، لأنها أول مرة يحصل فيها مصمم على جائزتين لفئتين بهذه الأهمية، وفي نفس العام. ما رجح الكفة لصالحه، أنه يتمتع بالجرأة وقدرة على أن يسير في اتجاه مختلف حتى وإن لم يكن هذا الاتجاه هو الدارج. مثلاً هذا الموسم، وفي الوقت الذي عاد فيه الأغلبية إلى حقبة السبعينات يغرفون منها ويعيدون صياغتها، ركز هو على الثمانينات، بأسلوب مختلف تمامًا عما خلفته مسلسلات تلفزيونية مثل «دالاس» أو «ديناستي» في الأذهان، من طعم غير حلو وإيحاءات سلبية. وربما هذا ما أثار إليه أنظار مجموعة «إل في إم إتش» عندما سلمته مقاليد دار «لويفي» الإسبانية. المصمم كارل لاغرفيلد تسلم جائزة خاصة جدًا لما قدمه للموضة طوال 60 سنة تقريبًا. وكانت آنا وينتور، رئيسة تحرير مجلة «فوغ» النسخة الأميركي هي التي قدمت له الجائزة بعد خطاب تحدثت فيه عن العلاقة الخاصة التي تربطهما ببعض، وأيضًا عن حبه للقراءة والتصوير من دون أن تنسى الحديث عن حبه لقطته «شوبيت» التي خصص لها حلاق خاص ويشتري لها قطع ألماس غالية وغيرها من الأمور التي تُظهر سخاءه من جهة، وولاءه لمن يحبهم من جهة ثانية. أشارت أيضًا إلى قدرته العجيبة على متابعة تطورات العصر وقراءة نبض الشارع، الأمر الذي يجعله من أهم المصممين حاليًا وأكثرهم نجاحًا وإنتاجية. فهو لا يصمم لـ«شانيل» فحسب، بل أيضًا لـ«فندي» فضلاً عن تصميمه عروضًا ضخمة أصبحت حديث الناس. جائزة أهم مصمم عالمي لعام 2015، كانت من نصيب أليساندرو ميكيل، مصمم دار «غوتشي» الذي استطاع خلال عام واحد أن يغير مصيرها ويلمع صورتها بشكل لم يكن يتوقع سرعته أحد. ولم ينسَ المصمم البالغ من العمر 43 عامًا، أن يشكر في خطابه، فرنسوا بينو، مالك مجموعة «كيرينغ» لثقته فيه رغم أنه لم يكن اسمًا لامعًا ولا معروفًا من قبل. أفضل مصمم لأزياء المناسبات والسجاد الأحمر، تسلمتها المغنية ليدي غاغا بالنيابة عن صديقها المصمم توم فورد، بينما حصلت المصممة شارلوت أوليمبيا على جائزة أحسن مصممة إكسسوارات للعام، وستيلا ماكارتني جائزة «ماركة» العام، وتوماس تايت جائزة أفضل مصمم صاعد. أما عارضة العام، فكانت من نصيب السمراء جوردان دون وتسلمتها من مصمم «بالمان» أوليفييه روستينغ. تجدر الإشارة إلى أن حفل توزيع جوائز الموضة البريطانية انطلق في عام 1989، ويتقدم خطوات سريعة ليصبح بمستوى البافتا أو الأوسكار في ما يتعلق بالموضة. ويستمد نجاحه ليس من بريق النجوم أو جمال الأزياء فحسب، بل أيضًا من تأثيره على مسار المصممين. في عام 2011، لم تتمالك فيكتوريا بيكام نفسها وأجهشت بالبكاء وهي تتسلم جائزة أحسن ماركة، وفي العام الماضي، تسلمت آنا وينتور جائزة التقدير من المصمم جون غاليانو في ظهور نادر له بعد خروجه من دار «ديور».
مشاركة :