مشروع «بوتيك» وإحياء التراث الوطني

  • 2/21/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

من حقنا أن نفخر بإنجازات القيادة السعودية في مختلف المجالات، ومن كثرة وتعدد المشاريع التنموية الجديدة يصعب علينا أحياناً متابعة النمو السريع في فكر التطوير الذي تعيشه بلادنا. فكم كنت أتمنى أن تتحول بعض القصور التاريخية والمنازل الأثرية إلى فنادق بنمط التاريخ العريق الماضي وقد كنت من رواد الفنادق القديمة التاريخية والتي كانت قصوراً للملوك والسلاطين والقياصرة وتم تحويلها إلى فنادق عامة في أوروبا، ومن أشهر هذه القصور الفندقية في العالم عشرة قصور حسب التصنيف العالمي في صحيفة «تليجراف» وعلى رأسها قصر فرساي في فرنسا الذي تحول إلى فندق شهير على مستوى العالم، وفندق (Villa d` Este) أحد اكبر الفنادق الإيطالية افتتح عام (1873م) ويعود تاريخ بنائه إلى القرن السادس عشر وقد كان القصر الصيفي للعائلة المالكة الإيطالية . وفندق (Udai Bilas) في الهند الذي يعود تاريخ بنائه الى القرن التاسع عشر، وفندق (Olissippo Lapa) في البرتغال الذي يعود تاريخه كذلك إلى القرن التاسع عشر، وفندق (The Xara) في مالطا والذي يعد من أرقى الفنادق الموجودة هناك يعود تاريخه للقرن السابع عشر ويحتوي على العديد من التحف والأثاث الأثري، وفندق (Palace de Villapanes) في أسبانيا من القرن الثامن عشر الميلادي الذي يتيح للزائر فرصة الاستمتاع بالهدوء بعيداً عن المدينة، وفندق (Gritti) في مدينة فينيسيا الإيطالية الذي يرجع تاريخ بنائه إلى القرن الثامن عشر، وكذلك فندق (Hampton Court) في المملكة المتحدة، وفندق القصر العثماني (Kempinski) بتركيا الذي يطل على شواطئ مضيق البسفور حيث يعتبر من أفضل الفنادق الأوروبية. واليوم تحول الحلم إلى واقع بعد قرار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة بالإعلان عن إطلاق مجموعة (بوتيك) التي تهدف إلى تطوير وإدارة وتشغيل سلسلة من القصور التاريخية والثقافية الشهيرة في المملكة وتحويلها إلى فنادق (بوتيك) فائقة الفخامة لإحياء التراث الوطني النابض بثقافة المملكة الأصيلة وتوفير نمط جديد من الضيافة الفريدة من نوعها في المملكة والمنافسة لما هو موجود في أنحاء العالم وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص. ومن هذه القصور التي سيتم تحويلها إلى فنادق فخمة: قصر الحمراء التاريخي بجدة الذي يحلم أبناء جدة والوطن دخوله والتعرف على عظمة البناء وتاريخه العريق، وقصر طويق بالرياض والقصر الأحمر بالرياض، وأتمنى مستقبلاً تحويل بعض من القصور الأخرى في مدن المملكة إلى فنادق تاريخية تحكي تاريخ وتراث الماضي. فكرة متقدمة في مجال الضيافة التاريخية والأثرية تنافس فنادق القصور العالمية، وتنوع مطلوب للسياحة في المملكة ولعشاقها وروادها، متمنياً أن تتم المحافظة على بعض آثار هذه القصور ومقتنياتها وصور أصحابها وسكانها السابقين مع تعريف تاريخي لهذه القصور الفندقية والاجتماعات والمناسبات المهمة التي أقيمت فيها.

مشاركة :