عندما تبدأ رحلة الزوار إلى «ذا ناشونال أكواريوم» في أبوظبي، فهم يستعدون لقضاء ساعتين داخل عالم من الكائنات المائية والبرية، الذي يأخذهم عبر قارات ومحيطات العالم، فيعبرون ممرات ومناطق متنوعة كأنهم يسافرون، لتقدم كل منها لمستكشفيها كائنات مختلفة، بتصاميم تعكس جذور والمناطق التي أتت منها تلك الكائنات. «ذا ناشونال أكواريوم»، الذي يقع ضمن مشروع القناة في أبوظبي، يعرفهم على أكثر من 46 ألفاً من الكائنات البرية والبحرية، عبر 10 مناطق وتغطي مساحة 9 آلاف متر مربع، ما يجعلها أكبر وجهة أحياء مائية في الشرق الأوسط، ومن هذه المناطق كنوز الإمارات وأعماق البحر الأحمر وسحر المحيط والمحيط المتجمد، والغابة المغمورة، وجزيرة بوطينة، وحلقة النار، والكهف الأطلسي، والغواصة المنسية. يهدف «ذا ناشونال أكواريوم» إلى «ابتكار لغة تجدد العلاقة مع الطبيعة»، وتتمثل رؤيته بالتربع في ريادة التوعية البيئية وفتح قنوات التواصل مع المجتمع، في إطار السعي لحماية تراث دولة الإمارات العربية المتحدة والتمهيد نحو غدٍ عنوانه الاستدامة. كنوز الإمارات لتكريم جذور الإمارات التاريخية، يأخذ «الأكواريوم» الزوار إلى رحلة غوص عميقة في العالم الساحر للصيد العربي للؤلؤ، لمشاهدة كيف يتشكل المحار واللؤلؤ بشكل طبيعي في الطبيعة الأم أثناء استكشاف التنوع الغني للحيوانات التي تعيش على سواحل شبه الجزيرة العربية الشرقية. أعماق البحر الأحمر يعيش الزوار تجربة اكتشاف من أكثر الكنوز روعةً من خلال رحلة استكشاف تحت الماء، عبر حطام السفن، لمشاهدة مئات الأسماك والشعاب المرجانية الموجودة عادة في البحر الأحمر العربي. الكهف الأطلسي تتيح هذه المنطقة اكتشاف ما يعيش تحت أعماق المحيط، حيث تشكلت بنيات الكهوف عبر ملايين السنين، من خلال عوامل التعرية وحركة الألواح، وذلك في جميع أنحاء العالم، حيث يتم اكتشاف هذا العالم الغامض تحت الماء لمشاهدة أكثر المخلوقات روعةً والتي تختبئ في أصغر الزوايا والشقوق المظلمة، باحثةً عن موطن آمن لتربية صغارها. الغواصة المنسية تأخذ منطقة الغواصة المنسية الزوار إلى ما تحت سطح الماء لاكتشاف العمليات التي تقوم بها الغواصة أثناء استكشاف هذا العالم الساحر الذي يقبع تحت الأمواج، فلن يتم مشاهدة فقط الحياة البحرية في موطنها الطبيعي، ولكن من الممكن اكتشاف كائن «لنوتيلوس» وهو رخوي بحري - ابن عم للحبار والأخطبوط وسبيدج، ولكنه يعيش داخل قوقعته الخارجية الصلبة. حلقة النار تعد منطقة حلقة النار واحدة من أطول سلاسل البراكين في العالم والتي تقع في ضواحي المحيط الهادئ، بينما تمتلك البراكين القوة الكافية لتدمير الاستقرار البشري، إلا أنها أيضاً تثري كوكب الأرض بالعناصر الغذائية والمكونات الكيميائية الأخرى. سحر المحيط رغم جمالها، يمكن للمحيطات أن تكون أنظمة شديدة الخطورة ومعقدة تجبر الحيوانات البحرية على التكيف بدرجة كبيرة، حيث تتيح هذه المنطقة فرصة اكتشاف الحياة البحرية التي تزدهر في هذه البيئات المتغيرة باستمرار بين هذا العالم المذهل تحت الماء. المحيط المجمد رغم أن هذه المنطقة هي في الأساس عبارة عن غطاء جليدي عملاق، إلا أنها موطن لسلسلة متنوعة من الحيوانات، على وجه الخصوص الحياة البحرية. كما أنها تلعب دوراً مهماً في مساعدة الكوكب على الحفاظ على درجة حرارته للحيوانات، ما يجعلها تتكاثر وتنمو بسعادة. فمن خلال هذه المنطقة، يتم التعرف على طيور وأسماك المحيط المتجمد الشمالي والتي تستطيع العيش في مثل تلك المياه المتجمدة. الغابة المغمورة لا يقتصر «الأكواريوم» على اكتشاف مياه المحيطات والبحار، فمنطقة الغابة المغمورة تأخذ الزوار إلى الطيور الاستوائية والهواء النقي، حيث تلعب الغابات المطيرة دوراً مهماً في النظام البيئي لكوكب الأرض، حيث إن تلك الغابات المطيرة هي موطن لأكثر من 50% من التنوع البيولوجي في العالم ومع ذلك فهي تغطي 2% فقط من سطح الأرض. جزيرة بوطينة تتميز جزيرة بوطينة بمياهها الضحلة، أسِرَّة الأعشاب البحرية، أشجار المانغروف الطويلة والشعاب المرجانية الشاسعة، حيث تزدهر فيها مجموعة متنوعة من الحياة البحرية. أنواع الكائنات يضم ذا «ناشونال أكواريوم» أنواعاً كثيرة من الكائنات المائية والبرية، منها أسماك القرض وأسماك الراي اللاسعة والشعاب المرجانية وأنواع من الطيور والزواحف، على رأسها أفعى سوبر سنيك التي تعد من أطول أنواع الثعابين بالعالم بطول 7 أمتار ووزن 115 كيلوغراماً، إلى جانب السحالي والتماسيح والسلاحف الضخمة والحرباء، فضلاً عن البرمائيات، مثل لضفادع، العلجوم، السلمندر والسمندل المائي، والثدييات، مثل القردة وثعالب الماء وأسد البحر وغيرها. تجارب تفاعلية يمكن للزوار القيام بالجولات البحرية في قوارب ذات قاع زجاجي، إضافة إلى التفاعل مع أسماك القرش وطيور البَفن وغيرها من الكائنات الفريدة، كما يمكنهم تجربة الغوص مع مجموعة متنوعة من أسماك القرش والراي. الحفاظ على الكائنات تم بناء جميع الحاويات وفق أفضل القواعد المتبعة في حدائق الحيوان و«الأكواريوم» الرائدة في جميع أنحاء العالم، حيث يوفر فريق من الخبراء التغذية اليومية والتخصيب والرعاية الطبية المطلوبة، وذلك وفقاً للمعايير الدولية للرابطة العالمية لحدائق الحيوان وحدائق الأحياء المائية، وعند نقل الحيوانات نتم بحساب كل جانب من جوانب الرحلة بالتفصيل الدقيق، يتم تحديد كل من درجات الحرارة وإمدادات الأكسجين وطول الرحلة وحاويات النقل وفقاً لاحتياجات الحيوان. مشروع القناة كانت شركة البركة الدولية للاستثمار، أنجزت كامل الأعمال الإنشائية بمشروع القناة، الوجهة الترفيهية والسياحية الجديدة بمنطقة بين الجسرين في أبوظبي، والذي يضم 7 مناطق رئيسة، تشتمل على 11 مبنى، منها «ذا ناشونال أكواريوم»، حوض الأحياء المائية الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، الذي تم افتتاحه نوفمبر الماضي.