طهران تعلن إحراز تقدم كبير في محادثات فيينا النووية

  • 2/21/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة الاثنين أن المحادثات الجارية في فيينا لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين إيران والقوى العالمية أحرزت "تقدما كبيرا"، فيما أكد أكبر مسؤول أمني إيراني علي شمخاني أن المفاوضات مع الولايات المتحدة ليست على جدول الأعمال لأنها لن تسفر عن "أي انفراجة". وتُعقد محادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن في فيينا منذ أبريل، وسط مخاوف من تزايد الأنشطة النووية الإيرانية، والتي ترى القوى الغربية أنها لن تتوقف ما لم يتم التوصل إلى اتفاق قريبا. وقال خطيب زادة إنه تم إحراز تقدم كبير، إلا أنه أشار أيضا إلى أنه "لن يتم الاتفاق على أي شيء إلا بعد الاتفاق على كل شيء". وأضاف في إفادة صحافية أسبوعية أن "القضايا المتبقية هي الأصعب". وقال خطيب زادة إن المجلس الأعلى للأمن القومي، أعلى جهاز أمني في إيران، يتولى التعامل مع محادثات فيينا. وأشار شمخاني إلى أن مفاوضات فيينا تجري منذ البداية بين إيران ومجموعة "4+1" وممثّل الاتحاد الأوروبي، وسيستمرّ هذا المسار إلى أن يتمّ التوصّل إلى نتيجة. وأكد شمخاني أنّ "التفاوض مع الولايات المتحدة​ ليس على جدول أعمال فريق التّفاوض الإيراني، لأنّه لن يكون مصدرا لأيّ انفراجة". وبدأت الأسبوع الماضي معالم اتفاق أميركي - إيراني تتضح في فيينا، بعد محادثات غير مباشرة على مدى أشهر لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018. وأشارت مسودة نص الاتفاق إلى قضايا أخرى، منها تحرير المليارات من الدولارات الإيرانية من البنوك الكورية الجنوبية والإفراج عن سجناء غربيين محتجزين في إيران.إيران وتأتي هذه التطورات في وقت عبّرت فيه إسرائيل، التي ليست طرفا في المفاوضات النووية بين إيران والقوى العالمية في فيينا، عن مخاوفها من أن تفضي المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق إلى "خلق شرق أوسط أكثر عنفا واضطرابا". وقالت وزيرة النقل الإسرائيلية ميراف ميخائيلي الاثنين إن إسرائيل ستعالج مخاوفها إزاء إحياء الاتفاق النووي الإيراني من خلال ترتيبات ثنائية مستقبلية مع الولايات المتحدة. وأكدت ميخائيلي، عضو مجلس الوزراء الأمني المعني بصنع القرار، أنها بصفتها نائبة من يسار الوسط المعارض في عام 2015 أيدت الاتفاق النووي مع إيران في ذلك الوقت، لكنها أضافت "عمر هذا الاتفاق (الناشئ) أقصر كثيرا… ويحمل العديد من الفرص السيئة… ويمثل بالفعل إشكالية كبرى". وقالت ميخائيلي، متحدثة بالإنجليزية أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الكبرى في القدس، "إننا نبذل كل ما في وسعنا لجعله (الاتفاق) على أفضل وجه ممكن". وأضافت دون الخوض في التفاصيل "سيتعين علينا العمل على اتفاق تكميلي بين إسرائيل والولايات المتحدة". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت توقع الأحد أن يكون الاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران الذي يجري التفاوض عليه حاليا أضعف من الاتفاق الأصلي، وسيؤدي إلى المزيد من الاضطراب في المنطقة. وقال بينيت في كلمة ألقاها في القدس إن "المشكلة الكبرى في المفاوضات الحالية تتمثل في إمكانية تحديد جدول زمني أقصر، عامين ونصف العام، قبل أن تتمكن إيران من تشغيل أجهزة الطرد المركزي المتطورة بحرية، لأن الجدول الزمني الأصلي قد لا يتم تمديده". وأضاف "إسرائيل لن تقبل بوجود إيران على أعتاب أن تكون دولة نووية" ، مكررا بذلك الموقف الإسرائيلي المعلن منذ فترة. موضحا أن "إسرائيل ستحتفظ دائما بحريتها في التحرك للدفاع عن نفسها". وتعارض إسرائيل محادثات فيينا الرامية إلى إعادة إحياء الاتّفاق الذي تمّ التفاوض عليه بين طهران والقوى الكبرى الست، وأتاح رفع عقوبات كثيرة كانت مفروضة على إيران في مقابل الحدّ من أنشطتها النوويّة وضمان سلميّة برنامجها. لكن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية منذ قرر ترامب سحب بلاده أحاديا منه عام 2018، معيدا فرض عقوبات قاسية على طهران. وردت الأخيرة ببدء التراجع تدريجيا عن العديد من التزاماتها بموجب الاتفاق. وبدأت قبل أشهر مباحثات في فيينا بين إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق (فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) وبمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، بهدف إحياء اتفاق 2015، وخصوصا عبر رفع العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها على طهران بعد انسحابها، في مقابل عودة الأخيرة إلى احترام كامل التزاماتها المنصوص عليها.

مشاركة :