واشنطن – تمكن العلماء لاول مرة من تسجيل النشاط الحاصل في الدماغ البشري اثناء الوفاة، ما قادهم الى استخلاص ما يدعم نظرية ترائي اللحظات الفارقة بمحطات حياتهم بسرعة مثل شريط فيلم اثناء هذه اللحظات الفارقة، كما تنقلها تجارب اشخاص شارفوا على الوفاة. وتعد تجارب الاقتراب من الموت ظاهرة شائعة، حيث يزعم الناجون غالبا أنهم رأوا ضوءا ساطعا في نهاية نفق، أو رأوا أحباءهم الذين ماتوا قبل سنوات. وأثناء وجودهم مع مريض فارق الحياة بغرفة العناية المركزة، وجد العلماء أن النشاط العصبي للدماغ لم يهدأ لمدة ربع ساعة، رغم توقف كافة الأعضاء الداخلية للميت وأهمها القلب بالطبع. ورصد الباحثون الموجات الدماغية المرتبطة بعدة عمليات مثل الحلم واستحضار الذكريات. وفي البداية، لم يجر الباحثون، دراستهم بهدف قياس نشاط الدماغ البشري، في لحظة الوفاة، لكنهم وصلوا إلى الخلاصة المفاجئة، عن طريق الصدفة. وكان الباحثون يراقبون موجات الدماغ لدى رجل مسن يبلغ 87 عاما، وهو مصاب بمرض الصرع، وذلك عن طريق جهاز التخطيط الكهربائي. لكن الرجل المريض أصيب بنوبة قلبية، خلال إنجاز الدراسة، ثم توفي من جراء ذلك، وهو ما أتاح للباحثين أن يسجلوا 15 دقيقة من نشاط الدماغ، أثناء الوفاة. وركزت الدراسة التي 30 ثانية شهدت توقف عضلة القلب، فلاحظوا زيادة نشاط الموجات الدماغية التي تعرف بـ"موجات غاما". وترتبط موجات "غاما" بعمليات مثل الحلم والتأمل واسترجاع الذاكرة، وهذا الأمر أتاح معرفة ما يشعر به الإنسان وهو في الدقائق الأخيرة من حياته. وقال أجمل زيمار، وهو المشرف على الدراسة، إنه عندما تنشط هذه الموجات المسماة بـ"غاما" لأجل استعادة ذكريات، فإن دماغ الإنسان يسترجع أبرز محطات الحياة قبل الموت، وهذا الأمر شبيه بما يجربه أشخاص كانوا على شفا حفرة من الموت. وأضاف الباحث أن هذه الدراسة تطرح تحديا أمام فهمنا للحظة التي يموت فيها الإنسان بالضبط، كما نعرف أيضا ما يخطر بالبال. وتدعم هذه النتائج ما توصلت له تجارب على الفئران. وكتن باحثون من جامعة ميتشيغان، أحدثوا سكتة قلبية لدى الفئران أثناء مراقبة نشاط الدماغ في الوقت نفسه. وذهلوا عندما اكتشفوا أن نشاط الدماغ ارتفع في آخر 30 ثانية من حياتها. وما يعنيه هذا هو أن تجارب الاقتراب من الموت يمكن أن تُعزى إلى هذه الزيادة في نشاط الدماغ. وبشكل أساسي، إذا كان الدماغ أكثر نشاطا، فقد يكون لدى المرء رؤى حية، ما يدفعهم إلى الاعتقاد بأنهم رأوا الحياة الآخرة.
مشاركة :