تسلا تقفز على الواقع باعتماد القيادة الآلية لمركباتها

  • 2/23/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يكرر إيلون ماسك مرارا أن سياراته ستصبح قريباً ذاتية القيادة بالكامل، لكن شركة تسلا تحافظ على الغموض في شأن القدرات الحقيقية لأنظمة مساعدة السائق المتقدمة في مركباتها ولا تتردد في التحايل على قواعد السلامة المرورية. وتنتشر على شبكة الإنترنت مقاطع فيديو تظهر فيها سيارات تسلا تسير ضمن منعطف ضيق وتتجاوز بشكل مفاجئ سيارات أخرى، ما يظهر أنّ أداء هذه السيارات في ظل أحدث نظام لمساعدة السائق أف.أس.دي بيتا قد يكون غير منتظم. ووافقت المجموعة المملوكة من إيلون ماسك في أوائل فبراير الحالي على سحب نحو 54 ألف سيارة مزوّدة بنظام أف.أس.دي بيتا لتعطل عن بُعد خيارا يتيح للسيارات عدم التوقّف بشكل تام عند إشارات التوقف على الطرقات في حالات معيّنة. ويقول المتخصص في سلامة المركبات ذاتية القيادة في جامعة كارنيغي ميلون فيل كوبمان إنّ "الأمر لم يكن خطأً هندسياً بسيطاً، بل قرارا متعمدا من تسلا لخرق قوانين المرور". وأطلقت الهيئة الأميركية للسلامة المرورية في الصيف الفائت تحقيقاً بعد تسجيل سلسلة من حوادث اصطدام بين سيارات تسلا مجهزة بنظام المرشد الآلي (أتوتو بيلوت) ومركبات الطوارئ والإسعافات الأولية. كما فتحت الهيئة في الأيام الماضية تحقيقا جديدا يتعلق بنظام أوتو بيلوت بعد شكاوى من سائقين قلقين بشأن حالات فرملة غير متوقعة. مايكل بروكس: الشركة تروج لمركباتها بأنها متطورة عكس الحقيقة وفي أوروبا تواجه تسلا أيضا مشكلة، فهيئة النقل الاتحادية الألمانية (كي.بي.أي) تعكف على إجراء مراجعة حول خاصية القيادة الآلية حيث يتم تكثيف الفحص الدقيق المنتظم لتكنولوجيا مساعدة السائق لدى الشركة. وذكرت الهيئة التي تتواصل أيضا مع هيئة السيارات الهولندية، المسؤولة عن الموافقة على سيارات تسلا في أوروبا، أنها تحقق في وظيفة تغيير المسار الآلي لتسلا، وسواء تمت الموافقة على استخدامها في أوروبا أم لا. ويقول المدير التنفيذي لمجموعة سنتر المتخصصة في سلامة السيارات مايكل بروكس لوكالة الصحافة الفرنسية إن “تسلا تنتهك من خلال أمور عدّة قواعد السلامة على الطرقات وتطلق أفكاراً تسويقية تعطي المستهلكين انطباعا بأن السيارات أكثر تطوّرا مما هي عليه في الحقيقة”. ولا تُعطى السيارات الجديدة في الولايات المتحدة تراخيص تتيح طرحها في الأسواق قبل تجربتها على الطرقات. ويتعيّن على المصنّعين فقط إثبات أن مركباتهم تتماشى مع قواعد السلامة المعمول بها. وتتدخّل الهيئة الأميركية للسلامة المرورية في حال اعتبرت أن السيارات تنتهك المعايير أو تمثل “خطرا غير منطقي”. ويشير الخبير القانوني في القيادة الذاتية في جامعة ستانفورد براينت ووكر سميث إلى غياب القواعد التي تتعلّق ببعض الأمور كأجهزة تثبيت السرعة مثلا. وركزت الهيئة الأميركية للسلامة المرورية جهودها منذ 2016 على إنشاء إطار جديد للمركبات ذاتية القيادة لا يزال حتى اليوم منسيا. وبدأت في ظل إدارتها الجديدة تولي اهتماما أكبر لتأثير التقنيات الحديثة في السلامة على الطرقات. وطلبت الهيئة في يونيو الماضي إبلاغها بكل حوادث الاصطدام التي تشمل سيارات مزودة بأنظمة معينة لمساعدة السائق أو أنظمة القيادة الذاتية، وطلبت كذلك مزيدا من المعلومات بعد إطلاق التحقيق المتعلق بحوادث سيارات الطوارئ والإسعافات الأوّلية. وتقول ناطقة باسم الإدارة لم تكشف وكالة الصحافة الفرنسية عن هويتها إن “الإدارة تواصل أبحاثها حول التقنيات الجديدة، من بينها أدوات مساعدة السائق، وتراقب أداءها في الظروف الواقعية”. وتدمج تسلا نظام المرشد الآلي في كل سياراتها الجديدة، وهو يتيح تكييف سرعتها مع حركة المرور والمحافظة على المسار على الطريق. وتقدم الشركة كذلك خيارات متنوعة مثل تغيير المسارات والمساعدة في ركن السيارة والانتباه إلى إشارات المرور ضمن حزم أطلقت عليها اسم “المرشد الآلي المحسن” أو “القدرة التامة على القيادة الذاتية”. السيارات الجديدة في الولايات المتحدة لا تُمنح تراخيص تتيح طرحها في الأسواق قبل تجربتها، ويتعيّن على المصنّعين إثبات أن مركباتهم تتماشى مع قواعد السلامة وتعد تسلا بطرح ميزة القيادة الآلية في المدينة قريبا، لكنها بدأت سابقا في اختبار هذه الوظيفة في ظروف واقعية من خلال عدد متزايد من سائقي السيارات يبلغ حالياً نحو 60 ألفاً. ومع ذلك توضح الشركة في موقعها الإلكتروني أن على السائق أن يبقى يقظاً ويداه على عجلة القيادة دائماً. وتشير في رسالة إلى سلطات كاليفورنيا العام الماضي إلى أن هذه الوظائف تقع ضمن المستوى الثاني على مقياس القيادة الذاتية الذي حددته جمعية مهندسي السيارات ويشمل ستة مستويات، وبالتالي لا حاجة إلى أن تخضع لقواعد أكثر صرامة معتمدة في اختبارات القيادة المستقلة. لكنّ ماسك يستمر في الإشادة بمزايا برامجه، ويؤكد بوضوح أن هدفه يتمثل في الوصول إلى نظام قيادة مستقل كالأنظمة التي يُطلق عليها اسم "المرشد الآلي" أو "القيادة الذاتية التامة". ويعتبر سميث أن "تسلا تحاول الحصول على كل شيء من دون أي اعتبار وبطريقة مخادعة وغير مسؤولة". ولا يستثني سميث الشركات المصنّعة الأخرى التي "تطلق منذ عقود إعلانات حول مركبات سريعة تسير في الصحراء". لكن عددا من مطوري أنظمة القيادة الذاتية الأكثر تطوّرا من تسلا كشركة وايمو التابعة لغوغل مثلا هم "أكثر ترددا" في التباهي بقدراتهم. ويرى أن تصرفات تسلا مؤسفة، لأن الأدوات التي طورتها الشركة يمكن أن تساعد بالفعل في تقليص المخاطر على الطرقات إذ أن عدداً كبيراً من حوادث السير ناجم عن عدم انتباه السائقين.

مشاركة :