كثف الطيران الحربي الروسي خلال الساعات الماضية غاراته الجوية على ريف اللاذقية الشمالي في غرب سوريا، غداة إسقاط تركيا قاذفة روسية في المنطقة ومقتل أحد طياريها، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما أكد الكرملين أن روسيا ستواصل ضرباتها الجوية قرب الحدود السورية التركية، فيما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن بلاده ستنشر أنظمة دفاع اس-400 مضادة للصواريخ في قاعدة حميميم الجوية في سوريا، في حين أكد الطيار الروسي الذي تم إنقاذه أن الأتراك لم يوجهوا أي تحذير قبل إسقاط مقاتلته. وسيتم نشر هذه البطاريات المضادة للصواريخ من الجيل الجديد استكمالاً للتدابير التي أعلنت عنها هيئة أركان القوات الروسية مساء الثلاثاء ومنها إرسال الطراد موسكفا التابع للأسطول الروسي والمجهز بمضادات أرضية وتخصيص مطاردات لمواكبة طلعات القاذفات الروسية من الآن وصاعداً. وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نشر أنظمة المضادات قائلاً :آمل في أن يكون نشرها وكذلك الإجراءات الأخرى المتخذة كافية لضمان أمن طائرات الجيش الروسي. وأكد بوتين أيضاً أن الطيار الثاني انقذ مضيفاً أنه سيتم تكريمه مع كل المشاركين في عمليات الإنقاذ بمراسم الشرف. من جهة أخرى، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن شنت الطائرات الحربية الروسية منذ ليل الثلاثاء غارات كثيفة على منطقتي جبل الأكراد وجبل التركمان، اللذين يعدان معاقل الفصائل المسلحة في محافظة اللاذقية. وأحصى المرصد 12 غارة روسية منذ صباح أمس على مناطق في ريف اللاذقية الشمالي. وأوضح عمر الجبلاوي، المتحدث باسم تجمع ثوار سوريا، وهو تجمع إعلامي معني بمتابعة أخبار الفصائل المسلحة أن أسراباً من الطائرات الروسية تتولى تباعاً قصف جبل التركمان وجبل الأكراد منذ الثلاثاء بشكل رهيب. وأضاف الجبلاوي الموجود في جبل التركمان أن القصف يتركز على جبل النوبة حيث استهدف مقاتلو الفصائل الثلاثاء طائرة مروحية روسية ما أجبرها على الهبوط اضطرارياً. وتواصلت الاشتباكات بين قوات النظام بدعم من حزب الله اللبناني والفصائل المسلحة في جبل النوبة ومحاور أخرى في ريف اللاذقية الشمالي الذي يشهد منذ أيام معارك عنيفة بغطاء كثيف من الطائرات الحربية الروسية. وحققت قوات النظام، بحسب المرصد، تقدماً في أربع نقاط في جبل الأكراد وجبل التركمان. وفي موسكو، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أمس إن روسيا ستواصل ضرباتها الجوية ضد أهداف تابعة لتنظيم داعش في سوريا قرب الحدود التركية. وأضاف للصحفيين في مؤتمر هاتفي نريد أن يبتعد الإرهابيون والمتشددون عن الحدود التركية ولكن لسوء الحظ هم يتمركزون في أراض سوريا قريبة من الحدود التركية. إلى ذلك، أكد الطيار الروسي الذي تم إنقاذه بعد إسقاط تركيا لمقاتلته على الحدود السورية، أمس، أن الأتراك لم يوجهوا أي تحذير مسبق. وقال قسطنطين موراختين لصحفيين روس داخل قاعدة جوية روسية في سوريا بعد إنقاذه من قبل قوات خاصة لم يكن هناك أي تحذير، لا عبر اللاسلكي ولا بصريا. لم يكن هناك أي اتصال على الإطلاق، مضيفاً أنه لو أراد (الجيش التركي) أن يحذرنا، كان قادراً على إرسال طائرة في محاذاتنا. لم يكن هناك أي شيء على الإطلاق.(وكالات)
مشاركة :