الدكتور المالكي: الإمام محمد بن سعود أسس المنهجية الاعتدالية لدى الدولة السعودية

  • 2/24/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر الإمام محمد بن سعود مؤسس السياسة الحكمية والمنهجية الاعتدالية للدولة السعودية؛ مما كان له بالغ الأثر في تغيير الأوضاع السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية في نجد والمناطق المجاورة لها؛ حيث تجلى تعامله بعين الحكمة والدراية لكافة الأحداث في الدولة سواء كانت الداخلية أو الخارجية؛ التي جعلت منها مرهوبة الجانب فتية الأركان، ومنارة للعلوم، وإشعاع للإسلام، ومصدراً للخير، ومنبع للبركة، لا لنجد وحدها، ولا للعرب وحدهم، بل للمسلمين عامة، وللشرق كله بوجه أعم وأوسع، فقد أوجد الإمام أنجح دولة ونظام اعتدال عرفه العالم في تاريخه الحديث والمعاصر. وأوضح أستاذ الدراسات العليا التاريخية والحضارية بجامعة أم القرى والمشرف العام على فرع الجمعية التاريخية السعودية فرع منطقة مكة المكرمة الأستاذ الدكتور فهد بن عتيق المالكي أن السياسة القولية والفعلية للإمام محمد بن سعود، المبنية على الوسطية والمبرهنة على الاعتدال، ساندتها ظهور الدعوة الإصلاحية؛ دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، التي قام الإمام محمد بن سعود على الأخذ بيدها ومؤازرتها حتى اشتد عودها؛ وإعلان ميثاق الدرعية؛ الذي يعتبر نقطة تحول كبيرة في تاريخ شبه الجزيرة العربية، حيث عم العدل والأمان في مختلف أرجائها، وبطلت الخرافات والبدع التي كانت سائدة، واختفى قُطاع الطرق، واطمأن الناس على أحوالهم، وتأسست بذلك دولة عظيمة شملت مناطق واسعة، وأظلتها بظلال الأمن والأمان. وقال: بما أن الحقبة الزمنية للإمام محمد بن سعود كانت في حاجة ماسة إلى دعوة إصلاحية، فقد كانت أيضاً بحاجة ماسة إلى حركة سياسية، تجمع شتات إمارتها الصغيرة المتحاربة، وقبائلها المتصارعة حول موارد المياه، ومواطن الكلأ، وتكّون منها دولة واحدة قوية البنيان ليسود الأمن والاستقرار، فكانت شخصية الإمام محمد بن سعود المعتدلة قادرة على تحقيق ذلك بالعمل بطاعة الله، ونشر السلام في الأرض. واضاف أن تاريخ الجزيرة العربية الحديث يرتبط ارتباطاً قوياً بتاريخ الأسرة السعودية، وبالأخص فترة الدولة السعودية الأولى، وعلى رأسها الإمام محمد بن سعود، فهو الذي قاد أهلها، وصنع وقائع تاريخها الحديث، وهو الذي جاهد وناضل في سبيل نشر الدعوة الإصلاحية التي نادى بها الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب، ثم تعاون الاثنان وجاهدا في الله حق جهاده حتى أوصلا هذه الدعوة بالسيف والقلم إلى كل جزء في هذه الجزيرة؛ مشيراً إلى أن الدولة السعودية الأولى قد بلغت بفضل الله – عز وجل – ثم بفضل ما تمتع به الإمام محمد بن سعود من شخصية معتدلة درجة عظيمة من القوة والاتساع حيث شملت مناطق كبيرة في الجزيرة العربية، وتمكنت من القضاء على الفتن والمشاكل الداخلية التي كانت سائدة بين القبائل، وأهم من ذلك كله مناصرة الدعوة الإصلاحية واستقامة الناس على الدين الإسلامي الصحيح. وخلص بالقول إلى أن شخصية الإمام محمد بن سعود؛ كقائد وضع لبنات الدولة السعودية؛ وباستناده على الأقوال والأفعال المعتدلة التي جعلها نهجاً لسياسة حكمه؛ تدلل على رجحان عقله، ويقظة قلبه، وسداد بصره، ورشد خبراته، وتراكم تجاربه، والإمام محمد بن سعود هو أحد الرواد الكبار، والبناة العظام في تاريخ أمتنا الخاص والعام، المتميزين بالاعتدال والوسطية؛ مشيراً إلى أن الأمة الحية المعتدلة هي: التي تنصف روادها وأئمتها وبناتها وصانعي مجدها، تنصفهم بأن تذكرهم دوماً كما يذكر المرء الوفي –بالحب والتقدير– والديه، ومعلميه، وذوي الفضل عليه، وتنصفهم بأن تجدد – دوماً – معاني الوسطية ومبادئ الاعتدال التي عاشوا من أجلها وماتوا في سبيلها، وتنصفهم بأن تعصم نفسها من مثلب الجحود، وتطهر روحها من الاستغراق في الحاضر وحده. The post الدكتور المالكي: الإمام محمد بن سعود أسس المنهجية الاعتدالية لدى الدولة السعودية appeared first on صحيفة الأنباء العربية (آن) aan-news .

مشاركة :