في وقت لم ينل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أكثر من «حفنة التزامات» من نظيره الأميركي باراك اوباما خلال زيارته واشنطن أمس، إلى جانب وعد بتكثيف الغارات الأميركية ضد تنظيم «داعش» الذي تبنى اعتداءات باريس في 13 الشهر الجاري، وتعزيز تبادل معلومات الاستخبارات بين أجهزة البلدين، نشر مقاتلون فرنسيون من «داعش» شريطاً مصوراً على موقع «تويتر» وجهوا فيه إنذاراً مباشراً إلى هولاند، وذلك غداة نشر فيديو آخر عرض لقطات من فيلم لانهيار برج ايفل. وقال رجل ملثم في الشريط: «هولاند لقد أعلنت حرباً لا يمكن أن تفوز بها، وسنأتي لسحق بلدك». وبعد أيام على إصدار التنظيم تسجيلات تضمنت تهديدات للولايات المتحدة، أعلن مجلس الأمن القومي الأميركي بعد اجتماع مع الرئيس باراك اوباما في البيت الأبيض لمراجعة حال الأمن الداخلي للبلاد بعد اعتداءات باريس ومع دخول موسم العطلات، أن «لا تهديد محدداً ذا صدقية حالياً» من «داعش» في الولايات المتحدة. وحض اوباما فريق الأمن القومي على «مواصلة تكثيف الجهود الجارية لإضعاف داعش وتدميره، بما في ذلك العمل مع شركائنا لزيادة تعاوننا العسكري». وأبلغ المجلس الرئيس اوباما بـ «طرق تحسين التعاون في مجال الأمن والاستخبارات مع شركاء الولايات المتحدة بعد محادثات قمة مجموعة الدول العشرين في تركيا. وكانت وزارة الخارجية الأميركية تحدثت في بيان عن «معلومات عن مواصلة داعش وتنظيم القاعدة وجماعة بوكو حرام وتنظيمات إرهابية أخرى التخطيط لشن هجمات إرهابية في مناطق عدة». إلى ذلك، دافعت صحيفة «دايلي ميل» البريطانية عن حصولها على شريط فيديو دفعت ثمنه 50 ألف يورو، وأظهر عملية إطلاق نار خلال اعتداءات باريس، ما أثار ردود فعل ساخطة في فرنسا. ونشرت الصحيفة على موقعها الالكتروني صور كاميرات المراقبة لمطعم «كازا نوسترا»، أحد المواقع التي استهدفتها اعتداءات باريس التي خلّفت 130 قتيلاً و350 جريحاً. وقال ناطق باسم الصحيفة: «لا يوجد أي شيء في حصول دايلي ميل على شريط فيديو قد يكون مدار جدل، فهو جاء على خلفية منافسة قوية بين وسائل الإعلام الفرنسية والعالمية، ويقدم مشهداً أساسياً حول الاعتداءات». وفي سياق التحقيقات الفرنسية، ما زال الغموض يلف الدور الذي لعبه الجهادي البلجيكي المغربي عبد الحميد أباعود الذي قتل مع قريبته حسناء آيت بولحسن ورجل ثالث لم تكشف هويته خلال دهم شقة في سان دوني شمال باريس في 18 الجاري. والثلثاء، أعلن القضاء الفرنسي أن الجهادي البالغ 28 من العمر اعتزم تفجير نفسه بمساعدة شريك في الأسبوع الذي أعقب اعتداءات باريس في حي لاديفانس للأعمال، حيث يعمل 180 ألف شخص. وطالب الرئيس هولاند مواطنيه بوضع أعلام فرنسية على منازلهم خلال مراسم التكريم الوطنية التي ستجرى غداً لضحايا اعتداءات باريس. في هنغاريا، كشف يانوس هاجو، مدير عام مركز مكافحة الإرهاب، اعتقال أربعة أشخاص الأسبوع الماضي كانوا في طريقهم إلى العاصمة بودابست، ومعهم متفجرات في سيارتهم، ثم العثور على معمل لصنع قنابل. وأشار إلى تكثيف الشرطة تحقيقات في شأن إجراءات حماية مسؤولين بارزين امتنع عن ذكر أسمائهم، علماً أن معظم الدول الأوروبية رفعت حال التأهب منذ اعتداءات باريس. في الصين، صرح وزير الأمن العام قوه شينغ كون بأنه من الضروري استخلاص الدروس من اعتداءات باريس، وشدّد على ضرورة أن تحسن كل الإدارات الحكومية قدرتها على جمع المعلومات الاستخبارية لمنع شن هجمات مماثلة في البلاد. وقال وزير الأمن العام الصيني قوه شنغ كون أنه يتعين على الصين أن تعزز تبادل معلومات المخابرات في شأن مكافحة الإرهاب وتزود النظام الوطني لمكافحة الإرهاب بالمعلومات عن الأشخاص والمواد. وأنشئ النظام العام الماضي في إطار التعديلات التي أدخلت على قوانين الأمن، إثر تفاقم أعمال العنف في منطقة شينغيانغ (أقصى غرب). وجاء في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للوزارة «جميع السلطات المحلية والإدارات يجب أن تدرس بجدية وتطبق بحزم الدروس العميقة المستخلصة من اعتداءات باريس، وتنشّط في شكل فاعل الوعي بالأخطار، وهو أمر ملح». وجاءت هذه التصريحات بعد أسبوع على طلب الحكومة الصينية مساعدة دولية في المعركة التي تشنها على المسلحين الإسلاميين في شينغيانغ. وأشار قوه إلى أن نظام المعلومات الاستخباراتية منع معظم النشاطات الإرهابية العنيفة، لكن المعركة ضد الإرهاب شديدة ومعقدة على المستويين المحلي والدولي». ومات مئات من الأشخاص بسبب الاضطرابات في شينغيانغ التي يسكنها عدد كبير من أقلية الويغور المسلمة، وفي مناطق أخرى من الصين خلال السنوات الثلاث الماضية.
مشاركة :