تركيا تتضامن مع أوكرانيا ولا تغلق البحر الأسود أمام السفن الروسية

  • 2/25/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أنقرة - انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة رد فعل حلف شمال الأطلسي (الناتو) والدول الغربية على هجوم روسيا على أوكرانيا معتبرا أنه لم يكن حاسما، مضيفا أنه يأمل أن تسفر قمة الحلف التي ستعقد في وقت لاحق عن نهج أكثر حزما. وفيما عبرت تركيا عن تضامنها مع أوكرانيا واستعدادها لتقديم مساعدات إنسانية، رفضت في المقابل طلبا أوكرانيا بغلق مضيقي البوسفور والدردنيل الذين يؤديان إلى البحر الأسود أمام السفن الحربية الروسية.   وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الجمعة، إن تركيا ليس بإمكانها منع السفن الحربية الروسية من الوصول إلى البحر الأسود عبر مضايقها، بناء على طلب أوكرانيا، بسبب بند في اتفاق دولي يسمح للسفن بالعودة إلى قواعدها. وناشدت كييف أنقرة منع السفن الحربية الروسية من المرور عبر مضيقي البوسفور والدردنيل بعد أن شنت موسكو أمس الخميس هجوما شاملا على أوكرانيا من البر والجو والبحر. وبموجب اتفاقية مونترو لعام 1936، تسيطر تركيا على المضيقين ويمكن أن تحد من مرور السفن الحربية أثناء الحرب أو في حالة التهديد، لكن الطلب وضع أنقرة في موقف صعب في الوقت الذي تحاول فيه الموازنة بين التزاماتها مع الغرب وعلاقاتها الوثيقة مع روسيا. وفي تصريحات أدلى بها في كازاخستان، قال جاويش أوغلو إن تركيا تدرس طلب كييف، لكنه أضاف أن لروسيا الحق بموجب الاتفاقية في إعادة السفن إلى قواعدها الأصلية وهي البحر الأسود في هذه الحالة. وأضاف أنه حتى إذا قررت تركيا بعد عملية قانونية قبول طلب أوكرانيا وإغلاق المضيقين أمام السفن الحربية الروسية، فلن يتم المنع إلا من السفر في الاتجاه الآخر، بعيدا عن قواعدهم الأصلية في البحر المتوسط. ونقلت صحيفة 'حريت' المحلية اليومية عن جاويش أوغلو قوله "إذا تقدمت الدول المشاركة في الحرب بطلب لإعادة سفنها إلى قواعدها، فمن الواجب السماح بذلك". وقال الرئيس التركي اليوم الجمعة، إن رد فعل حلف شمال الأطلسي والدول الغربية على هجوم روسيا على أوكرانيا لم يكن حاسما. وتابع في تصريحات للصحفيين عقب صلاة الجمعة في إسطنبول "لا ينبغي أن يتحول ذلك إلى موجة اعتيادية من الإدانات. كان يجب على حلف شمال الأطلسي أن يتخذ خطوة أكثر حسما". وأضاف أن "الاتحاد الأوروبي وكل العقليات الغربية لم تظهر موقفا حازما بشكل جدي. جميعهم يسدون النصح باستمرار لأوكرانيا... ليس من الممكن الحصول على أي شيء بالنصيحة. عندما نبحث عن خطوات تم اتخاذها، لا نرى أي خطوات". وفي الوقت الذي تتعاون فيه أنقرة مع موسكو في مجالي الدفاع والطاقة، باعت تركيا أيضا طائرات مسيرة لأوكرانيا ووقعت اتفاقا معها للشراكة في إنتاج المزيد. وتعارض أنقرة أيضا السياسات الروسية في سوريا وليبيا، فضلا عن ضمها لشبه جزيرة القرم في 2014. وتجد تركيا نفسها عالقة في هذا الصراع أولا لموقعها الجغرافي حيث تربطها حدود بحرية بكل من روسيا وأوكرانيا عبر البحر الأسود وثانيا لارتباطها بعلاقات وثيقة بين الخصمين. وكان يفترض بمنطق المصالح أن تمسك أنقرة العصا من النصف وأن تقف على الحياد، لكن الرئيس التركي اختار في هذا التوقيت الحرج والصعب بالنسبة لبلاده أن يوجه سهامه لكل من حلف شمال الأطلسي والإتحاد الأوروبي لعدم تعاملهما بحزم مع الغزو الروسي لأوكرانيا. ويوحي هذا الموقف بانحياز تركي لكييف، ما قد يسبب شرخا في العلاقات التركية الروسية ويدفع موسكو التي تراقب خلال هذه الفترة ردود الفعل الدولية وتتوعد بردّ قوي على خصومها الغربيين. ولن تكون تركيا استثناء بعد أن حرّضت حلف الناتو والاتحاد الأوروبي على اتخاذ موقف حازم أبعد من مجرد بيانات التنديد. وقد يكون الموقف التركي مجرد مزايدة سياسية ومع ذلك فإنه قد يستفزّ روسيا التي يبدو أنها لن تتراجع عن العملية العسكرية الواسعة إلا بتحقق أهدافها وهو إسقاط الحكومة والرئيس في أوكرانيا والمواليين للغرب.  

مشاركة :