الخرطوم - بحث نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو "حميدتي"، مع نائب وزير الدفاع الروسي إليكسندر موفين، السبت، تعزيز وتكثيف التعاون العسكري والسياسي بين البلدين. وياتي ذلك في خضم الخلافات المتصاعدة بين المجلس العسكري في السودان والغرب على رأسه الولايات المتحدة وفي ظل العملية العسكرية الروسية للسيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف. ووفق بيان مجلس السيادة السوداني، التقى "حميدتي" نائب وزير الدفاع الروسي، في العاصمة موسكو، في إطار زيارة رسمية يجريها لروسيا حيث تطرقت المباحثات إلى "سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين السودان وروسيا بما يحقق المصالح المشتركة، وتكثيف أوجه التعاون في مختلف المجالات السياسية والعسكرية". بدوره أشار "حميدتي" إلى الإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها السودان، والتي يمكن أن تمثل فرصة كبيرة للاستثمارات الروسية، بما يحقق الفائدة المشتركة للبلدين. فيما أكد موفين التزام بلاده بـ"تعزيز آفاق التعاون والعمل على تكثيف التنسيق المشترك في جميع المحافل، وفق مبادئ تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية"، حسب البيان ذاته. والأربعاء، بدأ "حميدتي" زيارة رسمية غير محددة المدة إلى العاصمة الروسية موسكو، لتعزيز العلاقات وبحث قضايا إقليمية ودولية. وتأتي زيارة حميدتي، في ظل عملية عسكرية أطلقتها روسيا ضد أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول ومطالبات بتشديد العقوبات على موسكو. واعتبر "تجمع المهنيين السودانيين"، في بيان الخميس، أن زيارة "حميدتي"، إلى روسيا "تفتقر للمعايير الدبلوماسية وتخالف الأعراف الدولية"، خاصة في ظل الوضع الإقليمي المحتقن في أوروبا وشرقها. وتتعرض روسيا لعقوبات غربية طالت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف. وكان دقلو أعلن عقب زيارته الحالية لموسكو تأييده لقرار الرئيس بوتين القاضي بالاعتراف بسيادة جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك واستقلالهما عن دولة أوكرانيا. لكن الزيارة يراها كثير من المراقبين انه ضمن نهج السلطات العسكرية لتعزيز التعاون مع موسكو بعد الانتقادات الغربية التي تعرض لها مجلس السيادة بسبب الإجراءات التي فرضها يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. والزيارة على ما يبدو ستزيد من تعقيد العلاقات بين الخرطوم وواشنطن بعد ان عبرت الولايات المتحدة عن استعدادها لمساعدة السودان على تجاوز أزمته الاقتصادية عقد سقوط نظام البشير. وفي يوليو/تموز الماضي أعلن السودان انه سيدرس من جديد الاتفاق مع موسكو حول إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان والذي تم التوصل إليه في عهد الرئيس السابق عمر البشير. وتم بحث هذا الاتفاق في عام 2017 بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعمر البشير الذي أُطيح به في عام 2019 بعد احتجاجات شعبية استمرت لشهور. ومنذ 25 أكتوبر/تشرين أول الماضي، يشهد السودان احتجاجات ردا على إجراءات استثنائية اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وهو ما تعتبره قوى سياسية "انقلابا عسكريا"، في مقابل نفي الجيش.
مشاركة :