نريد حلاً جذرياً لهذه المعضلة

  • 2/27/2022
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

التطوير الذاتي والحماس والاندفاع المنضبط والاجتهاد، كلها سمات يتصف بها الشباب البحريني، ولهذا نرى أعداد الطلبة المقبلين على الدراسات العليا في تصاعد ولله الحمد، وهذا مؤشر إيجابي يدل على الرغبة الحثيثة لدى هؤلاء الشباب في مواصلة مشوارهم العلمي من أجل خدمة الوطن الغالي. ولكن هناك مشكلة متكررة تقف كحائط صد بين طموحات هؤلاء الطلبة وبين طموحاتهم وتطلعاتهم في المجال العلمي، وأقول كلمة «متكررة» لأنني شخصياً مررت بها قبل عدة سنوات، وأستغرب وأنا أسمع من الطلبة أن هذا التحدي مازال موجوداً حتى اليوم على الرغم من التطور الكبير الحاصل في التعليم العالي، وإيمان مؤسسات المملكة بأهمية البحث العلمي. باختصار تتمثل المشكلة في رحلة الطالب في إعداد البحث العلمي، وهي الدراسة التي يجب أن يعدها الطالب كمطلب لاستكمال حصوله على درجة الماجستير أو الدكتوراه. تبدأ المشكلة بعد انتهاء الطالب من المقررات النظرية، وبدء مشوار البحث العلمي الحقيقي في تحديد مشكلة البحث، وتحديد عنوان البحث، يقف الطالب حائراً بين المأمول والواقع، فما بين تطلعاته وما بين مشرط اللجنة، يقضي العديد من الطلبة وقتاً طويلاً جداً، ولكني لا أعتبر هذا عائقاً لاسيما إذا ما كان المشرف متعاوناً، واللجان تعقد في فترات متقاربة، ولكن هناك بعض الجامعات تنعقد فيها اللجان بصفة دورية خلال فترات زمنية طويلة نسبياً مما يجعل بعض الطلبة يستغرق أكثر من فصل دراسي وهو مازال يراوح مكانه لتحديد عنوان البحث، أو يتم استبدال وتغيير المشرف لأكثر من مرة مما يتسبب في خسارة الطالب الكثير من الوقت. وبعد موافقة اللجنة، وإعطائه الإجازة العلمية للبدء في المرحلة الثانية وهي كتابة البحث التي تتطلب «معلومات» وهذه المعلومات لها أشكال عديدة منها الإحصاءات الرسمية أو تتطلب إجراء بعض المقابلات أو استطلاعات الرأي أو الاستبيان!! تبدأ المشكلة التي أتمنى أن نجد لها حلاً سريعاً، فالباحث أو الطالب لا يجد تعاوناً واضحاً مع بعض المؤسسات، فبعضهم يحوله من قسم إلى آخر، والبعض لا يرد على اتصالاته أو رسائله!! وهناك بعض المؤسسات التي ترفض التعامل مع الباحثين وطلبة الدراسات العليا، وبعضهم يعده وعوداً فضفاضة، وبعضهم لا توجد لديهم إدارات مختصة للتعامل مع هؤلاء الطلبة أصلاً، وبعضهم يرفض التعامل معهم. لاشك بأن هذه التصرفات قد تجعل بعض الطلبة يعزفون عن تناول المواضيع الهامة والتي تحتاج إلى كمية معلومات غزيرة، والانصراف إلى مواضيع سهلة مكرّرة تتوافر لها مصادر!! رأيي المتواضع البحث العلمي هو المحرّك للابتكار، فلا تطوّر ولا ابتكار يُبنى على رأي أو اعتقاد شخصي، وهذا ما يجعل الدول العظمى تتباهى بحجم الاستثمار في البحث العلمي، بل وتتفاخر بإنشاء مدن متكاملة للبحث العلمي، ومنصات ومواقع للمعلومات المفتوحة، ونحن مازلنا نراوح مكاننا ومازالت بعض الجهات تتصرّف بتعنّت مع بعض الطلبة والباحثين، وتماطل في مساندتهم بإمدادهم بالمعلومات الرسمية. في رأيي المتواضع، أن جميع الجهات الرسمية في الدولة بحاجة إلى أبحاث هؤلاء الطلبة من أجل التطوير الاستراتيجي في مؤسساتها، ومن الأجدر أن تدعم هذه الجهات الطلبة والباحثين للاستفادة من جهدهم العلمي، عوضاً عن تعطيلهم. بل وأن تتعاون هذه المؤسسات مع مؤسسات التعليم العالي والجامعات بإمدادهم بالمشاكل البحثية التي يجب أن يوجهوا الطلبة إلى دراستها. وأن يتم تحديد آلية واضحة ينتهجها الطلبة والباحثون في الحصول على الإحصائيات والمعلومات من المؤسسات لكي نجد حلاً جذرياً لهذه المعضلة.

مشاركة :