تغمر الكويت منذ بداية شهر فبراير الجاري، مظاهر الفرح والاحتفال بالذكرى الـ61 للاستقلال، التي تصادف اليوم (الجمعة) والذكرى الـ31 للتحرير من الغزو العراقي التي يحتفل بها الكويتيون في 26 من فبراير من كل عام، إذ تزينت الشوارع بالأضواء التي تحمل علم الكويت، بينما علت الأعلام بمختلف أحجامها، البنايات الشاهقة والمنازل الخاصة، وحتى السيارات التي تجوب الشوارع احتفالا بالعيدين، وذلك بعد نحو عامين من إلغاء الاحتفالات بسبب القيود التي فرضتها السلطات لمواجهة انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19). وقالت موضي مهدي لوكالة أنباء (شينخوا) إن سماح السلطات للكويتيين والمقيمين بالاحتفال مثل السابق، له بالغ الأثر في النفوس خاصة الأطفال، الذين حرموا من هذه البهجة طوال السنتين الماضيتين، مضيفة "اشتقنا لمسيرات السيارات وللاحتفالات، هذان يومان عظيمان وعلينا أن نخلًدهما كل عام، حتى لا ننسى ما قاسيناه خلال فترة الغزو". وعلى طول شارع الخليج تجمع كويتيون ومقيمون من مختلف الأعمار منذ صباح اليوم استعدادا للاحتفالات، وقالت منيرة البدر لـ(شينخوا) بينما كانت تتناول إفطار الصباح مع أطفالها في إحدى المقاهي المطلة على شارع الخليج العربي، إنها قدمت من محافظة الأحمدي وأجًرت منذ ليلة أمس شقة فندقية في ناحية السالمية حتى تتمكن من الاستمتاع بالمشي والاحتفالات خشية أي زحمة مرور مفاجئة. وتحرص البدر على أن يحتفل أطفالها بالأعياد الوطنية ومتابعة العروض التي يقدمها الجيش الكويتي. وخصص الجيش الكويتي لهذه المناسبة احتفالية خاصة في محيط أبراج الكويت مقابل شارع الخليج العربي المطل على البحر، تشمل عرض معدات وآليات مختلف وحداته من القوات الجوية والبرية والبحرية، وعرضا للفرقة الموسيقية النحاسية، فضلا عن عرض جوي لمختلف طائرات القوة الجوية، وعرض لفرقة الجيش للفنون الشعبية، فيما خصص يوم السبت لعرض يؤديه مظليون عسكريون. ولم تغب الاحتفالات عن سوق المباركية، أشهر سوق تراثي في الكويت، إذ تزين هو الآخر بالمصابيح الملونة والأعلام، لاستقبال المواطنين والمقيمين باعتباره أحد أهم الوجهات السياحية في البلاد. ولفت عمر سالم وهو شيف مصري في أحد مطاعم السوق إلى أن الاقبال يزيد على المطاعم في هذه الفترة وكلها تتنافس لتقديم أحسن أنواع الأكل الكويتي التقليدي مثل "مجبوس اللحم" و "الكبسة" و "المموش" وهو عبارة عن أرز مطبوخ مع عدس أخضر فضلا عن "المربين" وهو عبارة أرز مطبوخ مع الروبيان. كما واكبت محلات الحلويات والشكولاتة والمقاهي الاحتفالات بالأعياد الوطنية وشرعت منذ بداية الشهر في تقديم منتجات مزينة بألوان علم الكويت ومعالمها التاريخية. ويشكل اقتناء هذه الحلويات طقسا أساسيا في الاحتفالات الوطنية خاصة أثناء تبادل الزيارات العائلية خلال عطة الاعياد الوطنية التي تمتد هذه السنة حتى السادس من شهر مارس المقبل. ويعتبر إطلاق الطائرات الورقية من بين أبرز الفعاليات التي يحرص الكويتيون على متابعتها والتقاط صور لها لتخليد الاحتفالات بالاعياد الوطنية، إذ دشن فريق الطائرات الورقية الكويتي يوم أمس الخميس احتفالاته بالأعياد الوطنية بإطلاق عدد من الطائرات بألوان علم الكويت في سماء منطقة الخيران، يتراوح طولها بين ثلاثة أمتار و 50 مترا، بعد غياب دام عامين بسبب ظروف جائحة كورونا. وشهر فبراير هو أيضا شهر مكاسب بامتياز بالنسبة للباعة في الكويت، إذ يقبل المواطنون والمقيمون على اقتناء الزينة من أعلام وبالونات ومصابيح واكسسوارات وألبسة بألوان علم الكويت وهي الأخضر والأحمر والأبيض والأسود، فيما تنظم جميع المدارس والهيئات الحكومية والخاصة احتفالات لاحياء المناسبة. ويرى الستيني أبو عمر أن هذه الاحتفالات ضرورية لتذكير الجيل الجديد بأهمية الاستقلال والسيادة، وما واجهه الكويتيون في الماضي من تحديات أهمها الغزو العراقي، وتعتبر تماضر حمد أن شهر فبراير استثنائي في الكويت بسبب الاحتفالات والطقس الربيعي الذي يتميز به، مشيرة إلى حميمية الأجواء التي تؤكد ضرورة حب الوطن والتعبير على الانتماء اليه والافتخار بعاداته وتقالديه وثقافته. وتتزامن الاحتفالات بالأعياد الوطنية هذه السنة مع تخفيف الجهات الحكومية للقيود الخاصة بمرض فيروس كورونا الجديد، بعد انحسار موجتها والتحسن الكبير في المؤشرات الوبائية وعقب عامين من التعايش مع الإجراءات المشددة التي فرضتها الحكومة للسيطرة على الوضع الصحي وحماية الجميع من العدوى.
مشاركة :