شهدت مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي أزمة وقود خانقة شلت الحركة، لاسيّما في صنعاء، إذ بلغت أسعار الوقود مستوى قياسياً غير مسبوق، بوصول سعر اللتر إلى دولارين وشحه في محطات البيع وانتشاره في السوق السوداء التي تديرها قيادات في الميليشيا التي تسعى لجمع المزيد من الأموال لتغطية حملة التجنيد الجديدة. وذكر سكان في صنعاء لـ«البيان»، أنهم فوجئوا بارتفاع جنوني في أسعار بيع الوقود بوصول سعر عبوة 20 لتراً إلى 40 ألف ريال ما يعادل 60 دولاراً، وهو سعر لم تصله من قبل، مشيرين إلى أنّ الأزمة المفتعلة تأتي ضمن خطة الميليشيا لتحصيل المزيد من الأموال لتغطية نفقات حملة التجنيد الجديدة. معاناة وقال أحد السكان، إنّه فوجئ بارتفاع أجرة التنقلات وسط المدينة من 100 إلى 200 ريال، واختفاء معظم السيارات من الشوارع، واعتماد مالكي الباصات الصغيرة العاملة في نقل الركاب على الغاز المنزلي باعتبار أنّ سعره نصف قيمة وقود السيارات، مشيراً إلى أنّ بعض سكان صنعاء لجأوا لاستخدام الدراجات الهوائية في تنقلاتهم، فيما اضطر آخرون لقطع المسافات مشياً على الأقدام، إذ ليس بمقدورهم تحمل أي زيادة في النفقات مع تفشي البطالة. وأشار سائق سيارة أجرة، إلى أنّه اضطر لشراء أربعة لترات من الوقود من السوق السوداء ليتمكن من إيصال الطلبة المتعاقد مع أسرهم للمدارس، لافتاً إلى أنّه توقّف عن العمل بقية الوقت، لأنّ الناس لا تملك القدرة على استئجار سيارة ويضطرون لركوب باصات النقل الجماعي على قلتها وازدحامها. افتعال أزمة وأكّدت مصادر حكومية، أنّ ميليشيا الحوثي افتعلت الأزمة لبيع الوقود بضعفي سعره بهدف تغطية حملة التجنيد الجديدة التي بدأتها منذ أيام وسخرت لها كل المسؤولين في المستوى المركزي والمحلي وزعماء القبائل وقضاة المحاكم، والتي تستهدف تجنيد عشرات الآلاف من الطلاب والفقراء لتعويض الخسائر التي منيت بعد في جبهات القتال. ونوهّت المصادر إلى احتجاز الميليشيا المئات من ناقلات الوقود القادمة من مأرب وحضرموت في محافظة الجوف منذ أسبوعين، على الرغم من الأزمة الخانقة التي تعيشها المناطق الخاضعة لسيطرتها، فضلاً عن قيامها بمصادرة نصف كمية الوقود التي وصلت ميناء الحديدة لتمويل تصعيدها وبيع النصف الآخر في السوق السوداء. احتجاز ناقلات وأوضحت المصادر، أنّ الميليشيا وبعد إغلاقها كل المنافذ التجارية التي تربط مناطق سيطرة الشرعية بالمناطق الخاضعة لسيطرتها، أقدمت على منع عبور ناقلات البضائع ومن بينها المئات من ناقلات الوقود استوردها تجار عبر محافظة حضرموت ومن محافظة مأرب، مشيرة إلى أنّ أحد قادة الميليشيا أحرق إحدى قاطرات الوقود بعد مشادة مع سائقها الذي استفسر عن أسباب منعهم من العبور، فيما الناس تعاني من انعدام المشتقات النفطية. ووفق مسؤول محلي في محافظة مأرب، فإنّ الميليشيا تحتجز حالياً أكثر من 600 ناقلة محملة بالوقود في محافظة الجوف وتمنعها من العبور بهدف إنعاش السوق السوداء التي يديرها قادتها، مضيفاً: «هذا تأكيد إضافي على ما جاء في تقرير خبراء مجلس الأمن الدولي للعام 2021 والذي أكّد وقوف الميليشيا وراء أزمات المشتقات النفطية وإدارة السوق السوداء لمضاعفة أرصدتها المالية». تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :