يعود كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري إلى فيينا مساء الأحد بعد أيام من التشاور في طهران، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي، مع بلوغ المباحثات مع القوى الكبرى لإحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، مراحل حاسمة. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" أن باقري "سيعود هذا المساء إلى فيينا مع تعليمات واضحة لاستكمال المفاوضات، بهدف حل المشكلات من أجل الوصول إلى توافق" في المباحثات مع القوى الكبرى. ومن المقرر أن يستأنف الدبلوماسي الإيراني مشاركته في الجولة الثامنة من المحادثات النووية الاثنين، بعد مشاورات مع المسؤولين في طهران. وكان باقري عاد إلى العاصمة الإيرانية ليل الأربعاء - الخميس للتشاور، بينما بقي أعضاء وفده التفاوضي في النمسا لاستكمال البحث مع الوفود الأخرى. ويأتي الإعلان عن عودة باقري، وهو نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، غداة اتصال بين رئيس الدبلوماسية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان، وجوزيب بوريل وزير خارجية الاتحاد الأوروبي الذي يتولى تنسيق المفاوضات. وأكد أمير عبداللهيان ليل السبت أن طهران "تراجع بشكل جدّي مسودة الاتفاق"، مضيفا "تم توضيح خطوطنا الحمر للأطراف الغربية (...) نحن مستعدون لإنجاز اتفاق جيد بشكل فوري، في حال أظهروا (الغربيون) إرادة فعلية". وأضاف أن طهران "تبحث عن اتفاق جيد، لكن في إطار مصالحها الوطنية، ومع احترام خطوطها الحمر في المفاوضات". وتجري إيران والقوى التي لا تزال منضوية في اتفاق العام 2015، أي فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا، مباحثات لإحياء التفاهم الذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديا منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب. وتهدف المباحثات التي تشارك فيها واشنطن بشكل غير مباشر، إلى إعادة الأميركيين إلى الاتفاق، خصوصا عبر رفع العقوبات التي أعادوا فرضها على طهران بعد انسحابهم، وعودة الأخيرة إلى احترام كامل التزاماتها التي تراجعت عن غالبيتها بعد الانسحاب الأميركي. وبدأت المباحثات في أبريل، وتم استئنافها أواخر نوفمبر بعد تعليق لنحو خمسة أشهر. وتشدد إيران على أولوية رفع العقوبات التي فرضت عليها بعد الانسحاب الأميركي، والتحقق من هذا الرفع بشكل عملي، ونيل ضمانات بعدم تكرار الولايات المتحدة انسحابها من الاتفاق. وتركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية على عودة إيران إلى احترام كامل التزاماتها في الاتفاق. وتجمع الأطراف المعنية على أن المفاوضات بلغت مراحل حاسمة، لكن مع بقاء نقاط تباين عدة تحتاج على الأرجح إلى قرارات "سياسية" من الطرفين الأساسيين، إيران والولايات المتحدة.
مشاركة :