مفاوضات روسية أوكرانية عند الحدود مع بيلاروسيا

  • 2/28/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، أن بلاده تحاول التفاوض مع روسيا، رغم أنها «لا تعول كثيراً» على أن هذه المفاوضات ستضع حداً للهجوم الروسي. وقال زيلينسكي، في تصريح مصور: «أقول الأمور بصراحة كما هي الحال دائماً: لا أعول كثيراً على نتيجة»، ولكن «علينا أن نحاول». وأضاف: إنه لا يريد أن يفكر الأوكرانيون مستقبلاً في «أنني لم أحاول وقف الحرب، في حين أنه كانت هناك فرصة، ولو صغيرة، للقيام بذلك». من جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا: إن موسكو فتحت باب التفاوض، لأن «حربها الخاطفة فشلت». وقبل الهجوم الروسي، دعت كييف إلى إجراء مفاوضات مع موسكو، لكن الأخيرة رفضت. ومن المقرر أن يجري الأوكرانيون والروس مفاوضات عند الحدود بين أوكرانيا وبيلاروسيا. وأقرب مدينة في هذه المنطقة من الجانب الأوكراني هي بريبيات، التي أصبحت معروفة عالمياً منذ الحادث الذي وقع في محطة تشرنوبيل للطاقة النووية المجاورة عام 1986. وهذه المنطقة التي أصبحت مهجورة، باتت وجهة سياحية في السنوات الأخيرة. وذكر زيلينسكي بقوله إنه لا يريد أن تحلق صواريخ وطائرات ومروحيات في أوكرانيا انطلاقاً من بيلاروسيا، وذلك خلال مكالمة هاتفية مع رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو. وأضاف: «لا أريد أن تصل قوات إلى أوكرانيا من بيلاروسيا ولوكاشنكو أكد لي ذلك». وأكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو لزيلينسكي أن «المقاتلات والمروحيات والصواريخ الروسية، التي تم نشرها على أراضي بيلاروسيا ستبقى على الأرض خلال وصول الوفد الأوكراني ومغادرته، وخلال إجراء المفاوضات». ولم توضح الرئاسة الأوكرانية موعد المفاوضات، لكن روسيا أوضحت أنها بدأت اعتباراً من أمس. وقالت كييف: إن اللقاء سيتم من دون «شروط مسبقة»، عند الحدود الأوكرانية-البيلاروسية، في منطقة بحيرة بريبيات قرب تشرنوبيل. وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الاجتماع سيتم في منطقة غوميل في بيلاروسيا، علماً بأن هذه المنطقة تقع عند حدود بريبيات. وأعلن الرئيس الروسي، الذي سبق أن دعا الجيش الأوكراني إلى الإطاحة بالحكم في كييف، تأييده إجراء مفاوضات، شرط أن تعقد في بيلاروسيا، البلد الحليف الذي يستخدم قاعدة خلفية للغزو الروسي. وحيّا الرئيس الروسي «بطولة» القوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا. ونقلت الوكالات الرسمية الروسية عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية قوله: إن بعثة من ممثلين لـ«وزارتي الخارجية والدفاع وإدارات أخرى بما فيها مكتب الرئاسة، وصلت إلى بيلاروسيا لإجراء مفاوضات مع الأوكرانيين». وقال مستشار للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس: إن أوكرانيا لا تريد سوى مفاوضات «حقيقية» مع روسيا بشأن هجومها العسكري، دون إنذارات، ووصف قرار موسكو إرسال وفد إلى بيلاروسيا لإجراء محادثات بأنه «دعاية». إلى ذلك، أفادت مصادر دبلوماسية، أمس، أن مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعاً طارئاً اليوم، للبحث في الأزمة الإنسانية في أوكرانيا التي تتعرض لغزو روسي. وأوضح دبلوماسي، رافضاً كشف هويته، أن مسؤولين في دائرة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة وفي مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين سيشاركون في الاجتماع. ألمانيا: منفتحون على الحوار مع روسيا أكّد المستشار الألماني أولاف شولتس، أمس، أن بلاده لا تزال منفتحة على عقد محادثات مع روسيا، لكنه حذّر من أن على موسكو أن تكون مستعدة «لحوار حقيقي». وقال، خلال جلسة خاصة للبرلمان: «لن نرفض الانخراط في محادثات مع روسيا، حتى في هذا الوضع الصعب للغاية، تتمثّل مهمة الدبلوماسية بإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة.. أي أمر آخر سيكون غير مسؤول». واعتبر شولتس أن العالم بات على عتبة «حقبة جديدة» بعد الهجوم الروسي، مشيراً إلى أن السؤال هو إن كان لدى الحلفاء الغربيين ما يكفي من القوة لوضع حد لـ«دعاة الحرب». وبعث المستشار الألماني برسالة تشجيع إلى معارضي الحرب الأوكرانية الموجودين في روسيا. وقال شولتس: إن ألمانيا تقف «إلى جانب كل أولئك الموجودين في روسيا الذين يعارضون الحرب ضد أوكرانيا». وأضاف شولتس: «نعرف أنكم كثيرون، وأقول لكم جميعاً: لا تستسلموا»، مشيراً إلى أنه على «يقين تام» بأن الحرية والتسامح وحقوق الإنسان ستنتصر في روسيا. ونهض العديد من نواب البرلمان من مقاعدهم مصفقين في تلك الأثناء. وبعث شولتس برسالة تصالحية إلى جميع مواطني ألمانيا المولودين في أوكرانيا وروسيا، وقال: إن ألمانيا «لن تسمح لهذا الصراع أن يؤدي إلى فتح جراح قديمة ونشوب اضطرابات جديدة». وأوضح شولتس أن المهم أيضاً هو منع «انتقال الحرب إلى دول أخرى في أوروبا، ونحن ملتزمون بلا تردد بواجب التضامن في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وقد قلت هذا إلى حلفائنا في شرق ووسط أوروبا الذين يتخوفون على أمنهم».

مشاركة :