أفادت صحيفة "بوليتيكو" نقلا عن مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية، بأن البنتاغون يريد إنشاء قناة اتصال مع روسيا على خلفية الوضع في أوكرانيا، على غرار ما حدث في سوريا عام 2015. و في تقريرها، أوضحت الصحيفة أنه "عندما خرج رئيس الأركان العامة الأمريكي، مارك ميلي، من ست ساعات من المحادثات المتوترة مع نظيره الروسي، فاليري غيراسيموف، في هلسنكي بسبتمبر الماضي، بدا رئيس هيئة الأركان المشتركة مزدهرا تقريبا، أو على الأقل مثل الجندي الفظ الذي ظهر في الأماكن العامة لأكثر من 40 عاما، حيث قال ميلي بنبرة متفائلة: "عندما يتواصل القادة العسكريون للقوى العظمى، يصبح العالم مكانا أكثر أمانا"، لافتا إلى أنه "الآن، بعد 5 أشهر فقط، مع قيام القوات العسكرية الروسية بضرب أوكرانيا من الجو والبر والبحر، فإن أنشودة ميلي للتفاهم المشترك مع موسكو قد ماتت فعليا، لكن علاقته بالجنرال فاليري غيراسيموف، كانت في قلب جهد حساس للغاية وراء الكواليس لمنع أكبر حرب في أوروبا منذ أجيال من التحول إلى صراع أوسع". وأضاف التقرير أن الوضع أصبح "أكثر إلحاحا" يوم أمس الأحد، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزارة الدفاع بوضع قوات الردع الاستراتيجي الروسية في حالة تأهب قتالي خاصة، بعد "التصريحات العدوانية" من قبل قوى الناتو، مشيرا إلى أنه "منذ لقائهما (رئيسا الأركان) في فنلندا، تحدث الرجلان عدة مرات، بما في ذلك أثناء التعزيز الروسي الأولي في نوفمبر ومرة أخرى في وقت سابق من هذا الشهر. هذا وقال مسؤولان في وزارة الدفاع لصحيفة "بوليتيكو" إن رئيس الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف، ونظيره الأمريكي، مارك ميلي، لم يتحدثا منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، في حين أن "مسؤولي البنتاغون يقولون إنهم يأملون في أن يساعد خط اتصالهما - الذي كان أكثر تواترا من خط وزير الدفاع لويد أوستن ونظيره الروسي، سيرجي شويغو- في فتح المزيد من العلاقات المنتظمة مع القوات الروسية مع تصاعد الصراع". ونقلت بوليتيكو عن مسؤول كبير في البنتاغون قوله: "الآن بعد أن أصبح المجال الجوي الأوكراني محل نزاع وأن المجال الجوي الأوكراني يمتد إلى جانب المجال الجوي لحلف الناتو، أبلغنا الروس أننا نعتقد أن هناك حاجة إلى قناة على المستوى التشغيلي...حتى نتمكن من تجنب سوء التقدير". وأضاف: "لم نتلق أي رد منهم فيما يتعلق بما إذا كانوا يوافقون، وما إذا كانوا على استعداد لإنشاء شيء ما". وأشار المسؤول إلى "نموذج محتمل لخط "عدم التضارب" الذي أنشأته القوات الأمريكية والروسية في عام 2015 لمنع قواتهما التي تعمل على مقربة شديدة في سوريا من الوصول إلى الضربات"، موضحا أن "الغرض من ذلك هو الحصول على وسيلة موثوقة للتلغراف"، وتابع: "نحن على وشك القيام بذلك، والبقاء بعيدا عن الطريق". وأكمل التقرير موضحا: "لكن مع قيام الولايات المتحدة وجيوش الناتو الأخرى بإعادة إمداد القوات الأوكرانية..يبدو هذا الترسيم غامضا في أحسن الأحوال، وبينما كانت القوى الغربية ملتزمة بعدم وضع القوات في صراع مباشر مع الجيش الروسي، إلا أنها كانت علنية في الأيام الأخيرة بشأن دعم المجهود الحربي الأوكراني..ومع وجود قوتين نوويتين على بعد حدود فقط من حرب إطلاق نار محتملة، فإن احتمال نشوب صراع حقيقي - كما هو الحال بالنسبة لضرورة عملية خفض التصعيد، وفق المسؤولين". وأضافت الصحيفة وفقا لاثنين من مسؤولي وزارة الدفاع في أوروبا الذين يشاركون بشكل مباشر في التخطيط لأوكرانيا: "آلية على مستوى ساحة المعركة لضمان عدم انتهاك الخطوط الحمراء لكل جانب، من المرجح أن تندرج تحت قيادة القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي في أوروبا، الجنرال في سلاح الجو الأمريكي تود وولترز، الذي يتمتع بسلطة الوصول مباشرة إلى القيادة العليا الروسية. في حين أنه "ينظر إلى العلاقة بين ميلي وغيراسيموف، كبار الضباط العسكريين في البلدين، على أنها وسيلة لتمهيد الطريق لمزيد من الاتصالات العاجلة على المستويات الأدنى"، حيث قال المسؤول الكبير في البنتاغون: "هذا هو هدف ميلي-غيراسيموف". المصدر: "بوليتيكو" تابعوا RT على
مشاركة :