قالت مجلة «فوربس» الأمريكية: إن الأرجنتين تسير على الحبال في ضوء السياسة الخارجية العشوائية في عالم معقد.وبحسب مقال لـ «أوغسطينو فونتفيشيا»، فإن الأرجنتين فرضت نفسها على طاولة الكبار في ظل ظرف دولي دقيق.ومضى يقول: قبل دقائق من انطلاقه إلى كييف وسط تصعيد عسكري مقلق على الحدود بين روسيا وأوكرانيا قبل عدة أسابيع، جلس وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين مع وزير الخارجية الأرجنتيني سانتياغو كافيرو لمناقشة العديد من المصالح المشتركة بين البلدين وتهنئة بلاده على انتخابها رئيسًا لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وأشار كافييرو على تويتر إلى أن العلاقة الثنائية لا تزال تُبنى على أساس حوار صريح وسلس مع الولايات المتحدة، مضيفًا إنهما تحدثا عن مسار الانتعاش والنمو المستدام للرئيس ألبرتو فرنانديز.وتابع: بعد ذلك، شق فرنانديز طريقه إلى موسكو للقاء بوتين لمناقشة العلاقة الثنائية، قبل الانتقال إلى بكين لرؤية شي جين بينغ وافتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، وذلك بينما كان بايدن يدعو إلى مقاطعة دبلوماسية للألعاب بسبب الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان والفظائع في شينغيانغ.واستطرد: هكذا، عقد فيرنانديز لقاءً مع خصمين جيوسياسيين رئيسيين للولايات المتحدة بعد وقت قصير من لقاء وزير خارجيته بلينكن، وبعد أيام، اندلعت حرب شاملة في أوكرانيا.وأشار إلى أنه بالتوازي مع ذلك، أثار عمود كتبه جوزيف ستيجليتز الحائز على جائزة نوبل بموقع «بروجيكت سينديكيت» جدلاً داخليًا حادًا فيما يتعلق بمسألة الديون، وبالطبع الأداء الاقتصادي للبلاد.وتابع: الكاتب ليس سوى معلم وزير الاقتصاد مارتين جوزمان، بعد أن أحضره إلى فريقه في جامعة كولومبيا، حيث التقى بإدارة فرنانديز بسبب آرائه حول مفاوضات الديون السيادية.وأضاف: أكد الخبير الاقتصادي وهو أحد المفضلين لدى كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، في عموده، قوة الانتعاش الاقتصادي، مع انتعاش الناتج بنسبة 10%، على الرغم من القيود الصارمة التي تفرضها الأرجنتين على السياسة المالية التوسعية.ومضى يقول: بالطبع، كان سيتجليتز يشيد بصديقه جوزمان، الذي يخوض مفاوضات صعبة مع صندوق النقد الدولي، بينما يلقي بالسهام على أولئك الذين يقترحون أن الولايات المتحدة يجب أن تنخرط في سياسات اقتصادية انكماشية، حيث يصل التضخم إلى أعلى مستوياته منذ الثمانينيات.وأردف: بينما الولايات المتحدة وحلفاؤها في حرب مع روسيا، ويستعرض بوتين القوة في مجال نفوذه المرغوب، تحاول الأرجنتين التقارب مع كل من بايدن وموسكو من أجل الحصول على الدعم لمفاوضات الديون مع صندوق النقد الدولي وتأمين الاستثمارات.وأردف: في الوقت نفسه، يسعى ألبرتو فرنانديز وآخرون إلى تعزيز العلاقة مع الصين، تمامًا كما يتطلع شي إلى وضع بلاده من خلال القوة الصلبة والناعمة كلاعب عالمي رئيسي.وتابع: لا يقتصر الأمر على الاستثمارات في الأرجنتين فحسب، بل هناك أيضًا دعم للمواجهة مع مفاوضي الصندوق، حيث تعد الصين أحد أكبر المساهمين في صندوق النقد الدولي.وأشار إلى أن كل هذا يأتي بالطبع مع استمرار الأرجنتين في سياسة خارجية هجينة تمتزج فيها المصالح مع واشنطن مع دعم الأنظمة المعادية للولايات المتحدة مثل كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا.
مشاركة :