تعهد قائد قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) المعين حديثا اللواء الإسباني أرولدو لازارو ساينز، بالسعي إلى ضمان استمرار وقف "الأعمال العدائية" وتعزيز احترام "الخط الأزرق" على الحدود اللبنانية الإسرائيلية من قبل الطرفين. جاء ذلك في كلمة ألقاها اللواء لازارو ساينز خلال حفل تسلمه قيادة اليونيفيل في مقرها العام في بلدة الناقورة اللبنانية الحدودية من قائدها المنتهية ولايته اللواء ستيفانو ديل كول بحضور وزير الدفاع اللبناني موريس سليم ووزيرة الدفاع الإسبانية مارغاريتا روبيليس فرنانديس. وأشار إلى أنه "في حال حصول أي حادث، سنلجأ إلى آليات الاتصال، وكذلك إلى الاجتماع الثلاثي الأممي اللبناني الإسرائيلي من أجل تسهيل التنسيق ونزع فتيل التوتر واستعادة الهدوء في المنطقة". وتعقد اجتماعات شهرية بانتظام تحت رئاسة اليونيفيل بين ضباط لبنانيين وإسرائيليين في مقر قيادة اليونيفيل بجنوب لبنان منذ نهاية حرب عام 2006، بوصفها آلية أساسية لإدارة النزاع. وأكد اللواء لازارو ساينز مواصلة التعاون "الوثيق" مع الجيش اللبناني ودعمه ومساعدته لكونه "شريك اليونيفيل الاستراتيجي". وأعرب عن ثقته "بأننا نستطيع، من خلال الحفاظ على الوتيرة الحالية للمهمات المشتركة للجيش مع اليونيفيل، ضمان الاستقرار في منطقة عمليات اليونيفيل وعلى طول الخط الأزرق وبسط وجود سلطة الدولة اللبنانية وتعزيزها في منطقة العمليات، الأمر الذي قد يشكل خطوة جدية لتعبئة الظروف نحو حل سياسي ودبلوماسي". ونوه بالدول المساهمة في قوات اليونيفيل ودعمها القوي لها، معتبرا أن "وجودها وتواصلها وتنسيقها ساهم بشكل كبير في الحفاظ على الهدوء النسبي في منطقة عمليات اليونيفيل على مدى السنوات الـ 16 الأخيرة". بدوره لفت اللواء ديل كول في كلمته إلى أن "الاستقرار على طول الخط الأزرق لا يزال هشا وعرضة للتقلبات الإقليمية"، مشيرا إلى حرص اليونيفيل على ضمان وجود قنوات اتصال للحد من التوترات ومنع التصعيد. ودعا الأطراف المعنية إلى "احترام الخط الأزرق والامتناع عن أي عمل من شأنه أن يزعزع وقف الأعمال العدائية". و"الخط الأزرق" هو الخط البالغ طوله 120 كيلومترا الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل في عام 2000 والذي يتحفظ لبنان على 17 من نقاطه، وكان تم إنشاؤه بهدف التحقق من انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان ، ويعتبر خطا مؤقتا لحين ترسيم الحدود غير المرسمة بين البلدين. وكان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش قد عين اللواء الإسباني لازارو ساينز قائدا لليونيفيل خلفا للواء الايطالي اللواء ديل كول. والقائد الجديد لليونيفيل كان يشغل منصب مستشار وزارة الدفاع لشؤون الدفاع والأمن في إسبانيا، وهو يتمتع بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة، بخبرة دولية واسعة وتم إيفاده إلى عدة عمليات حفظ السلام. كما سبق أن عمل اللواء لازارو ساينز في اليونيفيل على مدى 16 عاما كضابط ارتباط ورئيس أركان وقائد للقطاع الشرقي. وتعمل اليونيفيل في جنوب لبنان منذ عام 1978 لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وتم تعزيزها في عام 2006 بموجب قرار مجلس الأمن 1701 الذي وضع حدا للحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني في شهر يوليو من العام ذاته.
مشاركة :