أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن الولايات المتحدة تُجر مرة أخرى إلى حرب في الشرق الأوسط، وهي محقة في ذلك. وعلى الرغم من تكرار المناشدات بعدم إرسال قواتها البرية إلى سوريا، فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما يرسل قوات عمليات خاصة إلى البلاد، ويعتزم إرسال المزيد. ونقلت 10 طائرات من طراز وارثوغ إلى قاعدة انجرليك الجوية في تركيا الواقعة بالقرب من سوريا. وتلح هيلاري كلينتون المرشحة الرئاسية المحتملة، التي دعت إلى تسليح المقاتلين السوريين لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، على الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن يوجد منطقة حظر جوي داخل سوريا. الحرب في سوريا وقد بدأت المهمة الحربية في سوريا ، ولكن من الذي يخول أوباما بأخذنا إلى هذه الحرب؟ فالروس والإيرانيون موجودون في سوريا، بموجب طلب الحكومة السورية منهم، إلا أن أوباما لم يحصل على موافقة الكونغرس لإرسال قوات مقاتلة إلى سوريا. في انخراط أميركا المتزايد والمخاطرة بالتورط في صدامات مع القوات السورية والروسية والإيرانية، يتجاهل أوباما باستخفاف الكونغرس. إذعان الكونغرس لتجريده من صلاحيات الحرب أمر يبعث على الدهشة. ألم يكن الجمهوريون هم من توجهوا إلى واشنطن لمساندة أوباما؟ هل فكر أحد ما إلى أي مدى يمكن للتدخل الأميركي أن يقود؟ واستعاد حزب العدالة والتنمية التركي في الانتخابات الأخيرة السيطرة الكاملة على البرلمان، عقب تجديده الحرب على حزب العمال الكردستاني الكردي في جنوب شرقي تركيا وشمالي العراق. ويعتبر أردوغان حزب العمال الكردستاني مجموعة إرهابية، على غرار ما نفعل نحن، إلا أن أردوغان يعتبر المقاتلين الأكراد إرهابيين أيضاً. وحذرت أنقرة من أنه في حال احتل المقاتلون الأكراد مزيداً من الأراضي الواقعة على الحدود السورية التركية غربي الفرات، فإن تركيا ستشن هجوماً عليهم. لماذا يجب أن يهمنا ذلك الأمر؟ الأمر لا يقتصر على أننا لا نعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، فهم يقاتلون الحلفاء الذين ساعدناهم في استعادة كوباني. وتأمل الولايات المتحدة أن يخدم الأكراد السوريين جهة مساعدة في الحملة العسكرية لاستعادة مدينة الرقة، التي تعتبر عاصمة تنظيم داعش في سوريا. استخدام القوات ولا يبدو أن النقاش الدائر في الكونغرس بشأن السماح باستخدام القوات العسكرية أمر أقره الدستور قبل أن نتدخل في سوريا، إلا أن النقاش بشأن قانون استخدام القوة العسكرية قد يقود الحذر من الغرق في مستنقع جديد من الحرب في الشرق الأوسط. وعندما سقط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، نشبت حرب أهلية في العراق، واستولى تنظيم داعش على الأنبار، وسادت حالة من الانقسام والفشل، وبات المئات يموتون أسبوعياً. ولا يعلم أحد اليوم على وجه التأكيد من سيحل محل الأسد في حال انهيار نظامه. الجهة المحتملة هي جبهة النصرة، واجهة تنظيم القاعدة، الذي أسقط برجي التجارة العالمية وجزاري تنظيم داعش، الذين استولوا على بلدة أخرى على طريق دمشق. وكتبت وول ستريت جورنال، أخيراً، أن فوز أردوغان المؤسف هو تذكير بما يحدث عندما ترفض أميركا العمل على وقف الفوضى في أماكن مثل تلك التي تتحالف فيها القوات السورية بشكل يفرض خيارات صعبة.
مشاركة :