مما لاشك فيه أننا وبلا استثناء نطمح في أن تغلف منازلنا صورة تشع رقياً وإبداعاً وفخامة، وبالطبع ليس ذلك مستحيلاً، لكنه يتطلب اختيار الديكور المناسب الذي تنسجم فيه الألوان المختلفة بما يتواءم مع مساحات غرف المنزل، والأثاث، ويكسب المكان لمسات من الهدوء، ويوحي بالفخامة والراحة. والديكور ليس مجرد كلمة بل علم واسع متنوع ومتعدد، بحسب كل شخص وكل مجتمع، لأنه يرتبط بثقافات ودراسات وقدرات وعادات وتقاليد متوارثة ومكتسبة. كما أن الديكور يعتمد على خبرات وتقنيات تستند في النهاية إلى قدرة المصمم على الإبداع والابتكار، فالتصميم الجيد أساس أي عمل فني متكامل، يجسد قدرة المصمم على تطويع ثقافته وقدراته في خدمة التصميم الداخلي أو الديكور. ولابد أن يلم مصمم الديكور بجميع الفنون المعمارية وأساليبها وتقنياتها، وبالخامات، والمواد التي يطوعها لتنفيذ أعمال الديكور، منها بالطبع دهانات الحوائط، والألوان وطريقة تفاعلها مع بعضها البعض، وكذلك درجة امتصاص الألوان للضوء وانعكاساته، إضافة إلى مراعاة فتحات الإضاءة الطبيعية في المكان، وفتحات التهوية وكيفية التحكم بها. وقد يجد البعض أنه لا حاجة لمصمم متخصص لتنفيذ ديكورات منازلهم، فيقدمون على تنفيذ الديكورات، ومن ثم يقعون في بعض الأخطاء التي تترك انطباعاً سيئاً، ومنها: }} استخدام سجاد أصغر كثيراً من المساحة التي يغطيها: من المهم أن تتناسب مساحة السجادة مع مساحة الغرفة أو المكان الذي تغطيه، وتغطية أرض الغرفة بسجادة صغيرة تجعل الغرفة تبدو وكأنها أصغر من مساحتها الحقيقية، فينصح خبراء الديكور بأن ترسم السجادة حدود الغرفة ووضعية قطع الأثاث، بحسب مصممة الديكور الداخلي، الأمريكية دانيل أواكي، التي تشير إلى أن سجادة غرفة المعيشة تحدد المنطقة التي يلتقي فيها الأشخاص ويتحادثون، ويجب أن تكون كبيرة بالقدر الكافي الذي يحتضن، على الأقل، الأرجل الأمامية لقطع الأثاث، وفي غرفة النوم، من المهم أن تلمس قدماه السجادة عندما ينهض من فراشه ويغادر سريره، بحسب مصممة الديكور الأمريكية امبر لويس. وتقول سارة ريتشاردسون مصممة ديكور في شركة جود هاوسكيبنج، إنه يجب أن تغطي السجادة مساحة المكان بأكمله مع ترك فراغ بينها وبين حدود الغرفة يتراوح ما بين 12 و 14 بوصة، فإذا كانت الغرفة طويلة وضيقة، يمكن وضع سجادتين جنباً إلى جنب، مع ربطهم بشريط لاصق قوي. }} شراء الأثاث قبل قياس الغرفة: يخطئ كثير من أصحاب المنازل عندما يتعجلون بشراء الأثاث قبل حتى إنهاء إجراءات المنزل، وقبل التأكد من أنه بات في حوزتهم، وبالطبع يصدمون عندما يكتشفون نتيجة تسرعهم، فالأثاث الجديد لا يتناسب مع مساحة الغرف، فإما أنه يكبرها أو يصغرها، بما يعكس منظراً يبعد كثيراً عما كانوا يحلمون به، لذا فمن المنطقي تحديد قياسات المكان بدقة قبل ابتياع الأثاث بحيث يتناسب كلاهما معاً، كما يجب معرفة مساحة باب كل غرفة لكي لا يشكل الباب مشكلة أثناء عملية إدخال الأثاث. }} طلاء الحوائط بألوان باهتة: كلما كبرت مساحة المكان كانت هناك حاجة أكبر لاختيار طلاء حوائط بألوان أكبر عمقاً، وإذا كان المنزل كبيراً ومنفتحاً على بعضه، فيراعى عند اختيار اللون الأساسي أن يكون أغمق قليلاً عن لون الحجرات الصغيرة، كما يتناسى كثيرون أهمية دور الإضاءة في اختيار ألوان طلاء الحوائط، فتجاهل دور الإضاءة سوف ينعكس سلباً على المنظر العام للغرفة، وكما أن الإضاءة المناسبة تجعل اللون كما لو كان يشدو ويصدح بأجمل الألحان، فيمكن أن تجعل اللون الرمادي أرجوانياً والأبيض داكناً، وقبل طلاء الحوائط، يجب دهان عينة صغيرة للاستكشاف تناسب اللون مع الإضاءة، طبيعية كانت أو اصطناعية. }} اختيار سرير بدون العارضة الأمامية: يضطر كثيرون إلى الاستغناء عن لوح السرير الكبير الأمامي لصغر مساحة غرفة النوم، على الرغم من اعتباره النقطة المثيرة للانتباه في الغرفة، وينصح خبراء الديكور بإضافة لوح أمامي مرسوم عليه أعمال فنية تلفت الأنظار بجمالها وزينتها، أو مغطى بنسيج مزدان بالرسوم و الصور، كما يمكن طلاء الحائط خلف السرير بلون مثير، وإذا لم يكن في الإمكان ابتياع سرير بلوح أمامي كبير، يمكن وضع صورة كبيرة أو عمل فني بدلاً منه، وينصح بوضع الصورة أو العمل الفني داخل إطار جميل الشكل وتعليقه فوق السرير، ويمكن تعليق صورتين إذا لم تكن الصورة كبيرة بما يكفي لتغطية المساحة كلها أعلى السرير. }} عدم الاستعانة بمهندس متخصص: ربما يضطر كثيرون إلى الاعتماد على أنفسهم في تزيين منازلهم إما لسبب مادي، أو خوفاً من عدم تنفيذ المصمم لما يريدونه على وجه الدقة، وعلى الرغم من أن ذلك قد يوفر لهم الكثير من المال، إلا أن المصمم المتخصص أدرى بعمله، والاستعانة به يضمن استمرار الديكور وإطلالة المنزل لفترة أطول. }} وضع ديكورات حول أشياء لا تروق لصاحب المكان: يهتم كثيرون بملء المكان بالتصاميم والديكورات التي قد تكون زائدة عن الحد، وبخاصة إذا كانت هذه الديكورات حول أشياء لا يحبها من في المكان، والأفضل في هذه الحالة التخلص من الأشياء غير المحببة أو تجديدها إذا كانت قديمة، أو تخزينها بعيداً عن المكان. }} إهمال الباب الأمامي: يعتبر الباب الأمامي واجهة البيت التي تقع عليها أنظار المارين به، ومن ثم يجب أن يطلى بلون متمم للون المنزل، أما باب مرآب السيارة كونه الأخير الذي تقع عليه أنظار المارة، لذا ينصح طلاؤه بلون مماثل للون المنزل. }} قواعد الحوائط السفلية: يعتقد كثيرون أنه يجب تسليط الضوء على قواعد الحوائط السفلية ويطلونها باللون الأبيض لهذا الهدف، وينصح خبراء الديكور بطلائها بلون الحائط نفسه، إذا كان سمكها 3 بوصات أو أقل، وسوف يجعل ذلك الحائط أعلى من حقيقته. }} عرض الصور والقطع الفنية في أرجاء المنزل: ينصح خبراء الديكور بوضع صور العائلة والتحف وباقي القطع الفنية على حائط واحد، لأن وضعها على أكثر من حائط يؤثر سلباً في الصورة الجمالية لديكور المنزل. }} أكثر من نقطة ملفتة للانتباه تجذب الأنظار: يحتاج كل مكان إلى تسليط الضوء على شيء مهم فيه، ولا يوفق كثيرون في تحديد هذا الشيء، ففي غرفة المعيشة مثلاً، يعتبر التلفاز، أو المدفأة، أو منظر طبيعي، الشيء الأكثر أهمية الذي يجب تسليط الضوء عليه، للفت انتباه من في المكان، وفي غرفة النوم، ينصح بأن يكون لوح السرير الأمامي الشيء الملف للانتباه، أما مكان التزين فهو الأهم في الحمام.
مشاركة :