«حال الاتحاد» الأميركي ما بين مطرقة بوتين وسندان الحرب

  • 3/2/2022
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

«حال الاتحاد» الأميركي ما بين مطرقة بوتين وسندان الحرب يقف الرئيس الأميركي جو بايدن أمام الكونغرس في أول خطاب عن حال الاتحاد له منذ وصوله إلى الرئاسة، وهو خطاب قد يكون الأهم في حياته السياسية، والأصعب لرئيس أميركي بمواجهة حرب طاحنة بين قوة نووية، وحليف أميركي وأوروبي. هذه المرة وعلى خلاف العادة لن يكون المشرعون جمهور بايدن الصعب، فهم على توافق نادر بشأن الدعم الأميركي لأوكرانيا، ومعاقبة روسيا على غزوها بكل الطرق المتاحة. لكن التحدي الأكبر أمام الرئيس الأميركي سيكون الشعب الأميركي الذي سيعاني قريباً من تداعيات الأزمة في الداخل عبر ارتفاع أسعار النفط، وانعكاساته على التضخم. ولعل الأرقام في هذا الصدد تلعب لصالح بايدن حالياً، إذ أظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية الأميركيين يدعمون العقوبات الاقتصادية على روسيا، لوقف غزوها لأوكرانيا، فأشار استطلاع أجرته شبكة (سي إن إن) أن 83 في المائة من الأميركيين يدعمون العقوبات الاقتصادية مقابل 17 في المائة فقط من المعارضين لها. وعارض أغلبية المستطلعين أي تدخل عسكري أميركي في الصراع، فيما دعم 42 في المائة منهم التدخل العسكري في حال فشل العقوبات. لكن البيت الأبيض كان واضحاً في موقفه الرافض لأي تدخل عسكري أميركي مباشر في الأزمة، منها لرفضه لدعوات إنشاء منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا ما سوف يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين القوات الأميركية والروسية في أوكرانيا. وهذا ما حذر منه مشرعون من الحزبين، منهم السيناتور الجمهوري ماركو روبيو الذي قال: «لا أعتقد أن بعض الأشخاص يعلمون معنى ذلك... هذا يعني الانفتاح على إسقاط طائرة روسية. هذا يعني حرباً عالمية ثالثة، ضد الناتو والولايات المتحدة». ولم يخف روبيو قلقه العميق من تحركات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ملوحاً أكثر من مرة باحتمال لجوئه إلى السلاح النووي للتخفيف من الإحراج الذي واجهه في أوكرانيا. فكتب بالخط العريض في تغريدة: «خطر»، مضيفاً أن «شرعية بوتين مبنية على صورته كزعيم قوي أعاد روسيا إلى صفوف القوى العظمى بعد كوارث التسعينات. اليوم الاقتصاد منهار والجيش يهان وأدواته الوحيدة لإعادة التوازن مع الغرب هي الهجمات السيبرانية والسلاح النووي». وتوالت التحذيرات على لسان المشرعين الذين حصلوا على إحاطات سرية من قبل مسؤولين في الإدارة الأميركية كوزيري الدفاع لويد أوستن والخارجية أنتوني بلينكن، فخرج السيناتور الديمقراطي كريس مرفي من الاجتماعات المغلقة وبجعبته سلسلة من التحذيرات: «روسيا سوف تسعى إلى محاصرة كييف في الأسابيع المقبلة. القتال في كييف سيكون طويلاً ودموياً والأوكرانيون يستعدون بسرعة لقتال الشوارع». وأضاف مرفي بأن الولايات المتحدة وحلفاءها ينسقون لمصادرة أصول بوتين وحلفائه، لتكون هذه الخطوة التالية بعد تجميد هذه الأصول.

مشاركة :