رام الله / غزة أول مارس 2022 (شينخوا) قتل فلسطينيان اثنان اليوم (الثلاثاء) خلال تبادل لإطلاق النار مع قوات إسرائيلية في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية، في حادثة لاقت تنديدا وغضبا فلسطينيا. وشيع مئات من الفلسطينيين يتقدمهم ملثمون مسلحون في أجواء غاضبة جثماني عبد الله الحصري (23 عاما) وخالد نجم (18 عاما) اللذين قتلا برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين. ولم يتمالك ذو الحصري ونجم الوحيد لعائلته أنفسهم، وذرفوا الدموع على فراقهما في مشهد أثر على المشيعين، الذين تعالت أصواتهم بالتكبير وهتافات تندد ب"الجريمة" وأخرى تدعو للثأر من إسرائيل. وقالت مصادر محلية فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن قوة إسرائيلية اقتحمت المخيم لاعتقال عماد أبو الهيجاء نجل المسئول في حركة الجهاد الإسلامي جمال أبو الهيجاء المعتقل في سجن إسرائيلي، مشيرة إلى أن القوة طوقت المنزل، وأطلقت النار بشكل عشوائي قبل أن يسلم أبو الهيجاء نفسه. من جهتها، قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة نقلا عن متحدث عسكري قوله إن القوة تعرضت لإطلاق نار كثيف خلال عملية الاعتقال حيث رد أفراد القوة على النار بالمثل. وأضاف المتحدث أن حوالي 150 شخصا قاموا بأعمال "شغب" لدى خروج القوة من المخيم حيث ألقوا قنبلة يدوية وزجاجات حارقة باتجاه القوات التي ردت بإطلاق النار ووسائل أخرى لتفريقهم. واعتبر محافظ جنين في السلطة الفلسطينية أكرم الرجوب لـ((شينخوا)) أن ما جرى "استهداف مخطط ومدروس منذ عدة أشهر بحق المدينة من قبل القوات الإسرائيلية". وأكد الرجوب عدم وجود "مبرر للقوات الإسرائيلية بالإقدام على مثل هذه الجريمة بدعوى وجود مقاومة، مشيرا إلى أن الرسالة الإسرائيلية "الدموية لن تأتي بثمارها ولن تكسر عزيمة وإرادة" سكان المدينة. وأعلنت الفصائل الفلسطينية في جنين التي عادة ما تشهد مواجهات عنيفة على إثر اقتحامها من قبل قوات الجيش الإسرائيلي الإضراب الشامل في المدينة حدادا على روح الحصري ونجم. وأدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في مستهل اجتماع حكومته بمدينة رام الله، قتل الجيش الإسرائيلي الحصري ونجم، معتبرا أن إسرائيل دولة "خارجة عن القانون يجب تدفيعها ثمن عدوانها على الشعب الفلسطيني سياسيا وقانونيا واقتصاديا". بدورها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية إن "صمت المجتمع الدولي على ما يجري بحق الشعب الفلسطيني يشجع السلطات الإسرائيلية على التمادي في حربها المفتوحة على الوجود الفلسطيني في أرض وطنه". وطالبت الوزارة في بيان الإدارة الأمريكية بتحمل مسؤولياتها بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف "ممارساتها"، والمحكمة الجنائية الدولية بسرعة فتح تحقيق في "الجرائم" الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة. من جهتها، نعت حركة الجهاد الإسلامي في بيان الحصري أحد نشطائها في جنين ونجم، محذرة أن "الإجراءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في كل مكان لن تمر مرور الكرام". كما حملت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسرائيل تداعيات "إرهابها المنظّم" ضد الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية، معتبرة أن "الاغتيال لن يزيد الشعب الفلسطيني إلاَّ تمسكاً بالمقاومة الشاملة". وفي السياق ذاته، اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الرد الفعلي على "العدوان الإسرائيلي المتواصل بتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام وتشكيل جبهة مقاومة موحدة لمواجهة المخاطر التي تعترض القضية الفلسطينية".
مشاركة :