وقال المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي د. محمد الحبابي: تعكس زيارة الرئيس القبرصي للمرة الثانية للمملكة خلال عامين مكانة المملكة عالميا وتطور العلاقات الثنائية بين البلدين وحرصهما على تعزيزها في مختلف المجالات، وأن المملكة وقبرص استأنفتا علاقاتهما عندما عينت المملكة سفيرا لها لدى قبرص ومقره أثينا في اليونان، بينما كانت لدى قبرص قنصلية عامة في مدينة جدة، وافتتح البلدان رسميا سفارتيهما مجددا في ٢٠١٩م، وشهدت الزيارة الأولى للرئيس القبرصي إلى المملكة توقيع اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي، وبرنامجا تنفيذيا بين الهيئة العامة للطيران المدني ووزارة النقل القبرصية، كما تم توقيع مذكرة تفاهم في شأن المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية في البلدين.تنسيق مشتركوأضاف الحبابي: تجمع المملكة وقبرص اهتمامات مشتركة ومجموعة من الأبعاد الجيوسياسية المتعلقة بالأمن والاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط وشرقي البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى الاستثمارات المشتركة، وخصوصا في قطاع الطاقة واستكشاف الغاز والسياحة والأمن البحري، ويوجد تنسيق مشترك وتطابق في الرؤى على المستوى السياسي حيال القضايا الإقليمية المهمة، تشمل ملفات اليمن والصراع في سوريا وليبيا والصعوبات التي تواجهها لبنان.تبادل تجاريوذكر أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز، د. فيصل النوري أن الزيارة تعزز من تطور العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات. وسعيهما إلى نقل العلاقات المشتركة إلى آفاق أرحب في ضوء رؤية 2030، وبما يحقق مزيدا من الازدهار والرفاهية للبلدين والشعبين الصديقين، عبر تعزيز وتطوير التعاون الثنائي في المجالات كافة، ودعم الاستثمارات البينية. وتتمتع المملكة وقبرص بموقعين استراتيجيين، إذ تشكل قبرص - على غرار المملكة - جسرا بين القارات الثلاث «آسيا وأفريقيا وأوروبا»، وهي مؤهلة لأن تكون محورا للتجارة والاستثمارات السعودية تجاه أوروبا، كونها جزءا من السوق الأوروبية المشتركة ومنطقة اليورو. كما أن التبادل التجاري بين البلدين في تزايد، إذ بلغت قيمة الصادرات السعودية إلى قبرص 29.8 مليون ريال في العام 2020، فيما بلغت قيمة واردات المملكة منها خلال العام نفسه 110 ملايين ريال.أبعاد جيوسياسيةوبين المحلل السياسي مبارك آل عاتي أن الزيارة تعكس تطور العلاقات الثنائية وحرص البلدين على تعزيزها في مختلف المجالات، خصوصا أنه يجمع البلدين اهتمامات مشتركة ومجموعة من الأبعاد الجيوسياسية المتعلقة بالأمن والاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط وشرقي المتوسط، إضافة إلى الاستثمارات المشتركة، وخصوصا في قطاع الطاقة واستكشاف الغاز، والسياحة، والأمن البحري. كما يوجد تنسيق مشترك وتطابق في الرؤى على المستوى السياسي حيال القضايا الإقليمية المهمة، تشمل ملفات اليمن، والصراع في سوريا وليبيا، والصعوبات التي تواجه لبنان، وحول الملف النووي الإيراني، ويسعى البلدان إلى نقل العلاقات المشتركة إلى آفاق أرحب بما يحقق مزيدا من الازدهار والرفاهية للبلدين والشعبين الصديقين، عبر تعزيز وتطوير التعاون الثنائي في المجالات كافة، ودعم الاستثمارات البينية.موقع استراتيجيوأوضح اللواء متقاعد مسفر الغامدي، أن الدول التي تهتم بمجال الطاقة بدأت تزيد اهتمامها بالتقرب من المملكة خاصة في ظل وجود الصراعات الجيوسياسية في مناطق مختلفة من العالم وذلك لعدة أسباب منها الزيادة في احتياجات مصادر الطاقة والقوانين الصارمة في التقليل من التلوث، كما أن قبرص مع مجموعة من الدول التي تقع في شرق المتوسط والتي ترغب أن تكون مصدرة للغاز إلى أوروبا أظهرت مؤخرا بعض التعاون فيما يشبه الشراكة لمد خط إمداد الغاز إلى أوروبا في تشجيع واضح من الدول الغربية للتقليل من الاعتماد على الغاز الروسي. وأضاف الغامدي: المملكة صرحت مؤخرا عن اكتشافات عديدة للغاز في مناطق مختلفة بجانب أنواع أخرى من المعادن، وهذه الاكتشافات تعزز مركزها الدولي بجانب ما كانت عليه في السبعين عاما الماضية للنفط، إضافة إلى أنه تقع في موقع استراتيجي مهم أكسبها بعدا مهما من الناحية اللوجستية، والمهم في الأمر أن المملكة من أهم ركائز سياستها الاستراتيجية الدولية وخاصة في الطاقة عدم الدخول في محاور دولية ولا تريد أن تفرض عليها شروط من أي مصدر، وهذه السياسة أكسبتها احترام الدول التي تقيم معها علاقات.جذب الاستثماراتوأشار المحلل السياسي سعد بن عمر، إلى أن العلاقات بين الدول تبنى على الثقة والمصالح المشتركة، وجمهورية قبرص تعتبر من الدول الصديقة لمعظم الدول العربية، وتتعاطف مع قضايا الأمة العربية، وتعد قبرص من الدول الموعودة باكتشافات في الغاز على أراضيها، والمملكة لديها مجال مفتوح للتعاون في عدة مجالات اقتصادية، وتهتم بتوثيق العلاقات معها لما لها من نشاط اقتصادي محفز، ورؤية المملكة تهتم بجذب الاستثمارات مع كافة الدول، وقبرص ستكون إحدى الوجهات لتحقيق رؤية المملكة في الكثير من المجالات.أكد مختصون أن زيارة رئيس جمهورية قبرص، نيكوس أناستاسياديس، للمملكة للمرة الثانية خلال عامين تعكس مكانة المملكة عالميا وتطور العلاقات الثنائية وحرص البلدين على تعزيزها في مختلف المجالات، مشيرين إلى أن المملكة وقبرص تجمعهما اهتمامات مشتركة ومجموعة من الأبعاد الجيوسياسية المتعلقة بالأمن والاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط وشرقي المتوسط.ولفتوا في حديثهم لـ «اليوم» إلى وجود تنسيق مشترك وتطابق في الرؤى بين المملكة وقبرص على المستوى السياسي حيال القضايا الإقليمية المهمة، تشمل ملفات اليمن، والصراع في سوريا وليبيا، والصعوبات التي تواجه لبنان، وحول الملف النووي الإيراني.
مشاركة :