بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية أنجيلا ميركل، تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وعبّر سموه عن ثقته بأن العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية ألمانيا الاتحادية تمضي نحو آفاق أوسع، خاصة في ظل الشراكة الاستراتيجية والعلاقات المتنامية بين البلدين، لما تتميز به من تقارب في المواقف تجاه القضايا الإقليمية والعالمية على المستويات السياسية والاقتصادية كافة. جاء ذلك خلال استقبال المستشارة الألمانية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في مقر ضيافة الحكومة الألمانية في قصر ستولش ميسيبرغ شمالي العاصمة برلين، حيث رحبت ميركل بزيارة سموه إلى ألمانيا، مشيرةً إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار علاقات الصداقة المتينة التي تربط الجانبين. ونقل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في بداية اللقاء، تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، للمستشارة ميركل، وخالص تمنياته للشعب الألماني بمزيد من التقدم والرقي والازدهار، وحرص سموه على تعزيز التعاون مع ألمانيا الصديقة وتطويرها إلى آفاق أرحب وأوسع. نمو وتطور وأكد سموه أنه على الرغم من النمو والتطور في العلاقات بين البلدين، فإن مجال التعاون والمشاركة أمامهما ما زال واسعاً للارتقاء به وخلق فرص جديدة ومفيدة للطرفين، وبشكل خاص في قطاعات الاقتصاد والتجارة والتكنولوجيا والعلوم والمعرفة والتعليم والطاقة المتجددة. وقال سموه إن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وألمانيا الاتحادية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة لا تنحصر فائدتها في البلدين فقط، بل تشمل المنطقة من خلال جهودهما وإسهامهما مع جهود المجتمع الدولي في طرح الحلول الفاعلة للعديد من القضايا السياسية والاقتصادية والتنموية والإنسانية حول العالم. ووقّع سموه في سجل زوار قصر ستولش ميسيبرغ بمناسبة عقد اللقاء فيه. حضر اللقاء سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي. علاقات استراتيجية وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، بهدف تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين، إضافة إلى استعراض علاقات التعاون في المجالات الاقتصادية والصناعية والتنموية والتعليمية، والشراكات القائمة بين البلدين والسبل الكفيلة بتنميتها وتطويرها، وكذا القضايا والمستجدات في المنطقة، وبشكل خاص الأزمة السورية ومسار الهدنة والمفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في هذا الإطار. فضلاً عن ملف اليمن ومستجدات المحادثات الجارية في الكويت، وجهود البلدين في محاربة التطرف والجماعات الإرهابية، والتطورات في العراق وليبيا، وتنسيق وتشاور البلدين حول هذه الملفات والقضايا السياسية الأخرى ذات الاهتمام المشترك. توثيق روابط الصداقة من جانبها، أكدت مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية حرص بلادها على توثيق روابط الصداقة مع دولة الإمارات، والتطلع إلى مزيد من التعاون في كل المجالات التي تخدم مصالح البلدين، متمنيةً لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، موفور الصحة والعافية، ولدولة الإمارات المزيد من التقدم والازدهار. وفي ختام اللقاء، أكد الجانبان تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وتنمية وتطوير التعاون في المجالات كافة، بما يخدم تطلعات ومصالح الجانبين، كما أكدا مواصلة جهود البلدين وتعاونهما في مكافحة الإرهاب والعنف والتطرف، والعمل على إحياء السلام وقيم التعايش والتفاهم والتسامح في المنطقة، وتعزيز الأمن والاستقرار فيها. حضر اللقاء علي بن حماد الشامسي، نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، وخلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية. كما حضر اللقاء من الجانب الألماني ستيفين سيبريت، وزير دولة، والدكتور كريستوفور هيوسغان، المستشار السياسي للمستشارة الألمانية، والدكتورة هيلين وينتر، مديرة إدارة السياسات الاقتصادية المحلية والدولية، وفرانك هارتمان، مدير إدارة العلاقات الثنائية للشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية. وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد وصل في وقت سابق أمس إلى برلين، في زيارة عمل لجمهورية ألمانيا الاتحادية.
مشاركة :