دشَّن النادي الأدبي بجدة، فعاليات الدورة الـ(18) لملتقى قراءة النص، الذي يقيمه النادي بالتعاون مع جامعة الأعمال والتكنولوجيا، تحت عنوان "الحضور الثقافي والأدبي والنقدي في الصحف والمجلات السعودية"، وذلك بقاعة جامعة الأعمال والتكنولوجيا في حي الشاطئ، وسط حضور مميز من كبار المثقفين والأدباء، يتقدمهم معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة، والشخصية المكرمة الأديب حمد القاضي، والدكتور عبدالله دحلان، وعدد مميز من كبار المثقفين والأدباء.. وشهد حفل الافتتاح، الذي قدمه الإعلامي سعد زهير، كلمة لرئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بجدة عبدالله بن عويقل السلمي، استهلها مرحبًا بالحضور على إيقاع القوافي مرددًا: حضرنا نجدد دارس العهد بيننا فنحن إلى هذا اللقاء نرومُ ماضيًا، وقال السلمي، ها نحن الليلة في ملتقانا، الذي أصبح وشمًا لا يقبل المحو في جسد الثقافة السعودية، نجتمع فيه لنقر في سمع الزمان؛ أننا أمة ثقافة، ومنبع فكر، ومصدر أدب، يسري في دمائنا الأدب، وتجري على ألسنتنا اللغة، وتفيض عواطفنا كرمًا وكرامة وشعرًا وبلاغة. وأضاف" الليلة نحتفل ونحتفي ونكرّم وأضيف شيئًا مني وحدي وهو الشكر لمن يستحق؛ فأما الاحتفال بافتتاح هذا الملتقى الذي يصافح الليلة عامه الثامن عشر، وكل دورة من دوراته تقول لسابقتها أنا المصلى والمجلي. ولا يكون الملتقى كذلك إلا بكم؛ أهل الأدب وسلاطين الحرف، وبدعم الحرّاص من محبي النادي وضيوفه من الباحثين الجادين ومنسوبيه المشاركين، واحتفاؤنا وتكريمنا فبرجل كانت حياته عطاءً دائبًا للأدب والثقافة، جعل من المجلة العربية مجتلى الأقلام وساحة النقد، وكان برجاحة عقله، ونقاء روحه، واعتدال قلمه، رسولاً من رسل الفكر، صاحب الكلمة الرقيقة الأنيقة التي بها عبر القلوب حتى تألفت وتحالفت اليوم لحضور تكريمه، إنه الأديب والمثقف الذي يسعد نادي جدة الأدبي أن يسميه (سفير الأدب) ويتمنى أن يُتبنى هذا الاسم، فهو به جدير، ومن جاس خلال طرحه سيجد أنه حين يكتب تقرأ هيئته ولهجته وبسمته وابتسامته حروفه كالأوتار الطيعة تحت أنامله اللينة، فيملأ الأذهان بالفكر والقلوب بالشوق والمشاعر باللذة. أنه حمد القاضي وكفى...! وتابع السلمي كلمته قائلاً: أما شكرنا فلله أولاً؛ ثم لدولتنا الرشيدة في هذه البلاد الأبية وقيادتنا السعودية، ثم لأميرنا الأمير خالد الفيصل الذي وافق على رعاية هذا الملتقى ولولا ظرفه لكان معنا الليلة، ثم لسمو نائبه الأمير بدر بن سلطان ولسمو محافظ جدة. وأوضح أن شريك نجاح هذا الملتقى وركنه الشديد الذي نأوي إليه متى حزبنا أمر فهو أخي الأكبر الدكتور عبدالله دحلان، وجامعة الأعمال والتكنولوجيا رئيسًا ومنسوبين كانوا ومازالوا وسيظلون معنا دعمًا ومساندة وها نحن الليلة في ضيافتهم، ثم لزميلي مدير جمعية الثقافة والفنون الأستاذ محمد آل صبيح. وقدم عويقل شكره للجنة العلمية لهذا الملتقى، ولأعضاء النادي ومنسوبيه، وللحضور، وأضاف" آملين أن يكون لنا في عين الرضا منكم ما يستر تقصيرنا. من جانبه، ألقى رئيس مجلس جامعة الأعمال والتكنولوجيا، الدكتور عبدالله بن صادق دحلان، كلمةً رحب فيها بالحضور في هذا الملتقى السنوي في رحاب جامعة الأعمال والتكنولوجيا ، وقال: "نؤمن إيمانًا كاملاً بأن الجامعة ستضع يدها يد بيد مع نادي جدة الأدبي، مرت سنوات، وتبقى سنوات عشر نستضيف هذا الملتقى الثامن عشر، وإن شاء الله الملتقى الثامن والعشرين يكون في رحاب جامعة الأعمال والتكنولوجيا. وقال كم أنا فخور بأن نحتفي بأخي وصديقي وزميلي حمد القاضي، في هذه الليلة هذا الرجل اللي زاملته في مجلس الشورى كان مثال للأدب والخلق. وأضاف: "أنا فخور بالنادي الأدبي وما يقدمه بوجود الدكتور عبدالله السلمي وزملائه، واستمرارهم في إقامة هذا الملتقى بدعم من الأدباء والزملاء. وألقى الدكتور عبد المحسن القحطاني، كلمة قال فيها عرفت حمد القاضي قبل خمسة وخمسين عاما، كان في الصحافة يعشق الحرف، ويتلذذ بالكلمة، فجاءت كلماته تبني ولا تهدم، تتفاءل ولا تتشاءم، لغته لغة جاذبة، تدعوك إليها ولا تجفل منها، زاملته في كلية اللغة العربية، ثم زاملته في الأزهر، وكنا نتلقف مقالاته ونجتمع حولها. كما تحدث حمد القاضي، الشخصية المكرمة هذا العام، حيث توجّه بالشكر الجزيل للنادي الأدبي الثقافي بجدة على هذه اللفتة الكريمة، مشيرًا إلى أنها غير مستغربة على نادٍ عرف بالوفاء، وتكريم الأدباء، كما خصّ بالشكر جامعة الأعمال والتكنولوجيا على ما تبذله من جهد في فعاليات هذا الملتقى، ودعمها لأنشطة النادي، ومشاركتها في تكريمه، متمنيًا دوام النجاح لأدبي جدة وملتقاه. عقب ذلك شاهد الحضور فيلمًا وثائقيًّا عن مسيرة ملتقى النص في دوراته الـ(18) الماضية، تلا ذلك ندوة، قُدمت فيها شهادات حول شخصية الأديب حمد عبدالله القاضي، أدارها الدكتور عبدالله صادق دحلان، وشارك فيها كل من: الدكتور منصور الخضيري، والدكتور ابراهيم التركي، والدكتور عايض الردادي، والأستاذ حسين بن محمد فقيه، تناولوا في شهاداتهم سيرة الدكتور القاضي الأدبية والثقافية والعلمية، وما أنجزه خلال محطات حياته المختلفة، والميزات التي امتاز بها. وقال الدكتور إبراهيم التركي، في سيرة الأستاذ حمد القاضي رموزٌ مكانية وزمانية وإنسانية مهمةٌ تستدعيها قراءةُ شخصه ونصِّه بما يعنيه ارتقاؤُه الساحةَ الثقافية جديرًا بمكانه، وانتقاؤه لهذا الملتقى حقيقًا بمكانته، والحديثُ عن رموز الرمز شبيهٌ بقراءةِ نصٍ يطرب إيقاعُه، وارتيادِ مساحةٍ يزينُ إيقاعُها، وفي هذه الورقةِ الموجزةِ تفاعلٌ بين رموز المسار وكنوز السيرة. وقدم منصور الخضيري شكره لنادي جدة الأدبي ممثلا برئيسه الدكتور عبد الله السلمي، وأعضاء مجلس الإدارة واللجنة العلمية ولهذه الجامعة جامعة الأعمال والتكنلوجيا ممثلة بالدكتور عبد الله دحلان، وللملتقى، وما اشتمل عليه بتكريم رمز من رموزنا الأستاذ حمد القاضي، أخي أبو بدر، حباه الله تواضعا وعلاقات واسعة، توطدت العلاقة معه أثناء دراسة الماجستير في جامعة الأزهر، تاريخه الثقافي معروف لديكم وسأتحدث عن جوانب بحكم أنني من المقربين إليه، ومن أبرزها: غيرته الدينية، وحسه الوطني، يسعى دائما للإصلاح، بار بوالديه، له مواقف إنسانية، دقته في تنظيم وقته ووفاؤه لأصدقائه. وقال الدكتور عايض الردادي:أحسن نادي جدة الأدبي، عندما اختار حمد القاضي شخصية مكرمة، الأديب، الكاتب، المثقف، الإنسان، عرفته في وقت مبكر في كلية اللغة العربية وكان وقتها يكتب زاويته جداول في صحيفة الجزيرة، ثم جمعتنا مرحلة الماجستير والعمل في الإعلام، ومجلس الشورى، ومؤسسة حمد الجاسر، وفي ندوات ثقافية، وقال: عرفت حمد القاضي الإنسان المحب للخير، المشفق على المحتاج، البار بوالدته التي حرم من حنانها، عرفته باسما، عف اللسان، دائم السعي في رضا الناس، صحبته حضرا وسفرا ووجدته خير رفيق في السفر، حفاظا على الدين، وكريم الأخلاق، وقل أن تخلو حقيبته من كتب أوقصاصات صحف، عني في كتاباته بالشأن العام، وهموم المجتمع، وقد لا يكتفي بذلك بل يهاتف المسؤول أو يزوره ليشرح له، برز في كتاباته الوفاء للراحلين، عشق اللغة العربية ودافع عنها بالبيان وباللسان في المؤتمرات والندوات واللقاءات في الإذاعة والتلفاز،عشق الكلمة الجميلة، كتب مئات المقالات، وأشرف على عدد من الملاحق الأدبية ، وأُشتهر كاتب مقال أدبي وثقافي، ارتبط اسمه بالمجلة العربية وارتبطت باسمه. وقف حسين بافقيه، عند برنامج القاضي الشهير : رحلة الكلمة حمد القاضي، كنت أعده أستاذا لي أتلقى على يده دروسا كل أسبوع حينما يبدأ برنامج رحلة الكلمة، الأستاذ حمد لم يكن كأي مذيع أو أي مقدم، الأستاذ حمد كان يعيش دهشة المعرفة ومحبتها، واليوم رحلة الكلمة يعد جزءا من التراث الثقافي المرئي للمملكة العربية السعودية، تكوَّن جيل بكامله في ذلك الوقت على هذا البرنامج، حمد القاضي لأنه كان مثقِّفا استطاع أن يفتح المجلة العربية لكل الأجيال. عقب ذلك أعلن "أدبي جدة" عن منح عضويته الشرفية للأديب الدكتور حمد القاضي، ليختتم حفل التدشين بتكريم اللجنة العلمية للملتقى، والدكتور عبدالله دحلان، رئيس مجلس إدارة جامعة الأعمال والتكنولوجيا، شريك النادي في الملتقى.
مشاركة :