اتفقت المملكة والنمسا على رؤية موحدة اتجاه رحيل الأسد والمباحثات القادمة في فيننا بشأن الوضع السوري والمعارضة والحلول والتصورات في المنطقة.. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده معالي وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير ونظيره النمساوي السيد/ سبيستيان كورتس.. وقالوا خلال مؤتمر صحفي أن هناك علاقات قوية ومتميزة بين البلدين وأن المملكة العربية السعودية الشريك الأول في المنطقة وأن هناك ما يقارب من 400 شركة نمساوية تعمل في عدة مجالات. كلمة وزير الخارجية السعودي وقد استهل الجبير كلمته أمام وزير خارجية النمسا قائلاً: يسعدني أن أرحب بزميلي وصديقي وزير خارجية النمسا في زيارته الأولى للمملكة العربية السعودية والتي اجتمع بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وقد تم بحث العلاقات التاريخية والمميزة بين البلدين.. كما تم بحث عدد من القضايا مع معاليه في وزارة الخارجية، وبحثنا تعزيز هذه العلاقات بين البلدين وتطويرها في كافة المجالات والأمور الإقليمية التي تهم البلدين خاصة الوضع في سوريا واليمن وإيران والإرهاب وليبيا وموضوع اللاجئين السوريين إلى أوروبا، وأمور ثنائية مثل تعزيز الشراكة بين البلدين. وقال معاليه: إن السعودية تعتبر الشريك الأول للنمسا اقتصادياً في المنطقة ونحن نسعى لتعزيز هذه العلاقة وتكثيفها لمصلحة البلدين.. كما أوضح معاليه بأنه تم بحث عدد الزائرين السعوديين إلى النمسا، وهذا شيء إيجابي، حيث إن نسبة السعوديين الذين زاروا النمسا هذا العام قد ارتفعت 20 % عن الأعوام الماضية، ونسعى إلى تعزيز ذلك بين البلدين. وأضاف معاليه: إنه تم بحث موضوع الشركات النمساوية التي تعمل في المملكة هناك أكثر من 400 شركة نمساوية تعمل في المملكة وهذا شيء إيجابي. كلمة وزير خارجية النمسا عقب ذلك ألقى معالي وزير خارجية النمسا كلمة قال فيها لقد كانت الزيارة إلى المملكة مثمرة وبناءة تناولنا عدد من القضايا الهامة مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن نايف ومع وزير الخارجية عادل الجبير.. حيث رافقنا في هذه الزيارة معالي مدير أكاديمية المعاهد العلمية النمساوية للقيام بجولات على مراكز البحوث العلمية.. وأضاف معاليه: إن التبادل التجاري بين البلدين الصديقين فاق المليار يورو.. وقد تحدثنا عن أمور مشتركة بين البلدين مثل مكافحة الإرهاب الداعشي، وأن تتضافر الجهود لمكافحة هذا التطرف.. سوءاً كانوا مسلمين أو غير مسلمين. وكل المقاتلين الأجانب الذين يحاربون في المناطق المضطربة ثم يعودون إلى بلدانهم يشكِّلون خطراً رهيباً على بلدانهم وعلى الأمن والاستقرار الأداخلي.. مثلاً الاعتداءات التي وقعت في باريس. ورحَّب معاليه بأن تكون فيينا مكاناً لمباحثات السلام في الشرق الأوسط وقال: نتمنى أن تحقق هذه المباحثات النجاح.. ولا بد أن تشارك المعارضة وأصحاب المصالح في سوريا في هذا المؤتمر وأن ينضموا جميعاً إلى هذه المفاوضات، ونقدر لكم هذه المساعي التي تبذلها المملكة على القضية السورية وخير دليل على اهتمام المملكة هي استضافة المعارضة في المملكة للتباحث معها حول عدد من الأدوار المهمة التي تحقق لسوريا الأمن والاستقرار والعدالة.. كما تم التطرق إلى حقوق الإنسان. نحن نعتبر حكم الإعدام أو أي عقوبة جسدية غير إنسانية لذلك تبادلنا الموضوع مع القيادة السعودية وتم إيضاح وجهات النظر بين البلدين، كما تم بحث موضوع للاجئين السوريين حيث نواجه هذه الأعداد الكبيرة في أوروبا، ولكن من المهم جداً أن نعطي فرصاً كبيرة لهذه الأعداد.. وعلينا أن نحسن وضعهم وحياتهم على الأرض.. كما أثنى الوزير النمساوي على جهود المملكة لاستضافة هذه الأعداد الكبيرة من النازحين مؤيداً أن يبقى هؤلاء اللاجئون بالقرب من بلدهم حتى تكون العودة لهم أسهل. الإجابة على أسئلة الصحفيين عقب ذلك أجاب الوزير الجبير ووزير خارجية النمسا على أسئلة الصحفيين السعوديين والأجانب، ففي سؤال عن المعتقل السعودي رائف بدوي وإمكانية العفو عنه وإطلاق سراحه أجاب الوزير الجبير: هذا يخص النظام القضائي في المملكة لأنه نظام مستقل.. ويجب احترام النظام القضائي في كل بلد.. وموضوعه عُرض على القضاء والإجراءات القضائية مستمرة والمحاكم الشرعية في المملكة هي التي تتخذ القرار.. الصحيح في هذا المجال نظام القضاء في المملكة ليس مسيساً ونحن نثق في القضاء السعودي وما يصدر عنه من أحكام. وعن الأزمة السورية واحتضان النمسا لهذه المباحثات وتأثير ما حصل بين روسيا وتركيا قال الوزير عادل الجبير:مواقف المملكة لن تتغير بخصوص الأزمة السورية، وموقف النمسا مطابق لمواقف المملكة تماماً فيما يخص القضية السورية. فيينا احتضنت عدداً من الاجتماعات للخروج برؤية واحدة تحقق العدالة للشعب السوري.. وكيفية مبادئ جنيف واحد.. من خلال هيئة انتقالية للحكم.. وتحويل السلطة من نظام الأسد إلى هذه الهيئة ومن ثم هذه الهيئة تقوم بإدارة شؤون البلد وتحافظ على المؤسسات المدنية والعسكرية.. وتضع دستوراً للبلد وتعد لانتخابات جديدة لكي تنتقل سوريا إلى مكان أفضل لا دخل للأسد فيها على الإطلاق. واجتماعات فيينا هي لتقريب المواقف.. وهناك نجاحات وهناك اختلافات واختلافاتنا هي كيفية رحيل الأسد.. وهناك تفاهم على الحفاظ على وحدة سوريا دولة مدنية والحفاظ على حقوق الأقليات. اجتماع فيينا الثاني كان هناك تقارب أكثر بين الدول.. ولكن لا زال هناك بعض التباين فيما يخص الأسد بين روسيا وإيران وهذه الدول.. فيما يتعلق برحيل الأسد. وقال الجبير: المملكة تنتظر استضافة المعارضة وإذا حدث ذلك سوف يكون هناك توحيد لآراء المعارضة السورية.. ومساعدة المعارضة بخروج برؤية واحدة لكي تستطيع أن تلعب دوراً هاماً في مباحثات فيينا. وبين الجبير بأن الهدف من هذه المباحثات حل سلمي يجنب البلاد والعباد ويلات الحرب والدمار والخراب.. ويؤدي إلى إبعاد الأسد عن السلطة. مشيراً إلى أن الخيار العسكري لا زال موجوداً، ودعم المعارضة ما زال موجودا ومستمرا.. بشار الأسد لديه خياران إما الرحيل عبر مباحثات سلمية.. أو إبعاده بالقوة عبر عمليات عسكرية، لا مستقبل له في سوريا، والحديث مع وزير خارجية النمسا حول العملية السلمية وكيفية التعامل معها وما هي الخطوات القادمة للمعارضة إذا عقدت اجتماعها في الرياض واجتماعات قادمة.. بمعنى ليس هناك أي تغيير في مواقف البلدين. كما أوضح الجبير بأنه سيكون هناك أطياف من المعارضة في الداخل والخارج والأمر متروك للشعب السوري من هم الممثلون الحقيقيون للشعب السوري.. ولن تكون هناك أي تعاملات مع أي مجموعات إرهابية.. ولن تتم دعوتهم إلى المملكة وهناك تشاور مع حلفائنا وأصدقائنا.. وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية وتوضح الأهداف للمعارضة.. وللرأي العام. ونأمل أن يكون هذا الاجتماع قريباً جداً وسوف يكون هذا الاجتماع مثمراً. وقال الجبير: من مصلحة المجتمع الدولي أن يكون هناك توحيد في الصف بعيداً عن أي خلافات وأن يعيش العالم في أمن وأمان.. وأن نعمل جميعاً للوصول إلى حل سلمي من خلال هذه الاجتماعات مطالباً بإبعاد ما يحدث في الميدان على سبيل المثال ما حصل بين روسيا وتركيا.. نافياً أن يحصل أي خلاف في مؤتمر فيينا على سير المباحثات ونحن نأمل أن يستطيع البلدان روسيا وتركيا أن يتعاملا بكل حكمة واتزان بعد هذا الحادث، ولا يكون هناك أي تأثيرات سلبية على الأوضاع في سوريا.. ولا يؤدي إلى مزيد من التوتر. وقال الوزير النمساوي.. نأمل ألا يؤثر الخلاف الروسي التركي على مفاوضات فيينا. وأضاف وزير خارجية النمسا: يجب على الدول الأوروبية الحيطة والحذر ومنع تكرار مثل هذه الأعمال الإرهابية.. ونحن نبذل قصارى جهدنا لرفع درجة الأمن والحفاظ على تفعيل الرقابة على الحدود.. هناك ما يقارب من عشرة آلاف لاجئ يومياً.. وعلينا التعاون فيما بيننا.
مشاركة :