عبدالعزيز الروضان تعيش بلادنا المباركة رخاء اقتصادياً مشهوداً، فهي مفتوحة أمام السلع العالمية المختلفة، وشعب المملكة يشكر الله أولاً على هذا الانفتاح، كما يشكر ولاة الأمر الحريصين على رخاء المواطن أينما كان. ولكن هناك سلع تُجلب إلى بلادنا بواسطة بعض التجار، وهي سلع رديئة سريعة التعطل لمخالفتها مواصفات الجودة، ولهذا فإن مثل هذه السلع ما هي إلا استنزاف لجيوب المواطنين، وتضر بالدخل القومي، لذا فإني أطالب وزارة التجارة والصناعة والقائمين عليها بأن ينظروا بعين ثاقبة إلى هذه المشكلة، وأن يضعوا حلولاً كفيلة بالتصدي لها، فلا يكون هناك مكان لمثل هذه السلع في بلادنا. ولكن يا ترى ما هي الأسباب التي جعلت مثل هذه السلع الرديئة تُغرق أسواقنا؟ أرى أن هناك سبباً واحداً لذلك، وهو أن هذه السلع رخيصة جداً في دولة المنشأ، وفيها هامش ربح كبير للتجار، فهم يشترون مثل هذه السلع متدنية السعر والجودة، ومن ثم يقومون «التجار» بوضع سقف عالٍ للربح فهناك فارق كبير بالسعر بين هذه السلع وتلك الأصلية حينما تباع في بلادنا! والمواطن لا يمكن أن يتصور كم هي رخيصة تلك السلع في دولة المنشأ، في حين يقوم التجار بوضع هامش ربح كبير لها، يتجاهله المواطن، ويغض الطرف عنه، لأنه يجهل سعر شراء تلك السلعة من قِبل التجار. إن انعدام وجود السلع الجيدة، وبمواصفات عالية في بلادنا، سببه أن أسعارها في دولة المنشأ مرتفعة، وبالتالي لا يمكن للتاجر أن يحقق ربحاً كبيراً منها عند بيعها، أضف إلى ذلك أنها مرتفعة السعر، فيحجم المواطن عن شرائها. هذا هو السبب الحقيقي وراء إغراق بلادنا بالسلع الرديئة، لذا فإنني أهيب بالتجار أن يكون لديهم حس وطني، ووازع ديني، وأن يتمسكوا بأدبيات وأخلاقيات المهنة. عندما يستورد التجار بضائعهم، وهي تحمل مواصفات عالية، فإن مثل هذه البضائع تحفظ أموال المواطن، ولا تستنزف الدخل القومي للبلاد.
مشاركة :