أظهرت القوات الأوكرانية مقاومة للعملية العسكرية الروسية أكبر مما كان متوقعاً، بحسب المراقبين، إلا أن هناك مخاوف من عدم صمودها أكثر من ذلك. فقد شنت القوات الأوكرانية مقاومة أقوى مما كان متوقعاً في الأيام الأولى للحرب، لكن المسؤولين الأميركيين يقولون إنها قد لا تدوم، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز". أخطاء تكتيكية بدوره، أكد توماس بولوك المحلل في وكالة "جينس" العالمية للاستخبارات الدفاعية، أن القوات الروسية ارتكبت أخطاء تكتيكية تمكن الأوكرانيون من الاستفادة منها. من جانبه، قال فريدريك دبليو كاجان، المحلل الاستراتيجي العسكري الذي قدم المشورة للقيادة الأميركية في كل من العراق وأفغانستان، إن "فن حرب المناورة الآلية هو القدرة على تركيز القوة القتالية الساحقة في أجزاء حاسمة من الجبهة. وأشار إلى أن الروس فشلوا في فعل ذلك، وأن الأوكرانيين استفادوا من قدرتهم على نقل التعزيزات بسرعة والهجوم المضاد. كذلك، أضاف أن الهجوم الأوكراني المضاد دفع القوات الروسية إلى الغرب من كييف وأجبرهم على استدعاء تعزيزات أثناء محاولتهم تطويق المدينة. السيطرة على كييف وفشلت القوات الروسية في اليوم التاسع للعملية العسكرية، من السيطرة على العاصمة كييف والمدن الكبرى باستثناء مدينة خيرسون الجنوبية، التي تواجه فيها القوات الروسية مقاومة شرسة. في موازاة ذلك، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال مارك ميلي، أمس الخميس إن الجيش الأوكراني يدير دفاعا فعالا للغاية في ساحة المعركة، مستخدما معرفته بمناطق موطنه لعرقلة تقدم القوات الروسية على جبهات متعددة. وأضاف أن بعض التكتيكات التي استخدمتها القوات الأوكرانية تضمنت استخدام أنظمة أسلحة متحركة لإيذاء الروس أينما أمكنهم ذلك. كما، قال للصحفيين الذين يسافرون معه إلى أوروبا إن القوات الأوكرانية "تقاتل بمهارة وشجاعة غير عادية ضد القوات الروسية". مساعدات أميركية يشار إلى أن أوكرانيا لديها أحد أكبر الجيوش في أوروبا، حيث يبلغ قوامه 170 ألف جندي في الخدمة الفعلية، و100 ألف جندي احتياطي وقوات دفاع إقليمية تضم ما لا يقل عن 100 ألف من قدامى المحاربين، كما يتم تجنيد الآلاف من المدنيين الآن. وقدمت الولايات المتحدة أكثر من 3 مليارات دولار من الأسلحة والمعدات والإمدادات الأخرى إلى القوات المسلحة الأوكرانية منذ عام 2014. لكن يعتقد مسؤولو الحكومة الأميركية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يضاعف هجومه، فيما بعض المحللين يقولون إن تزايد الخسائر الروسية، وزيادة الاضطرابات الاقتصادية في روسيا الناتجة عن العقوبات، واحتمال استمرار تمرد أوكراني يمكن أن يقلب هذه الاستراتيجية رأساً على عقب. يذكر أن القوات الروسية كانت أطلقت في 24 فبراير عملية عسكرية على الأراضي الأوكرانية، بعد أيام قليلة من اعتراف الكرملين باستقلال منطقتين انفصاليتين في الشرق الأوكراني ما استتبع استنفارا دوليا، وحزمة واسعة من العقوبات ضد موسكو. وقبل أشهر عدة شهدت الحدود الروسية، استنفارا عسكريا وحشودا عسكرية، وسط توتر غير مسبوق مع الغرب، على خلفية رفض الروس توسع حلف شمالي الأطلسي في الشرق الأوروبي، أو ضم كييف إليه، لاسيما أن بين موسكو والعاصمة الأوكرانية توترات تمتد إلى سنوات خلت، لاسيما عام 2014 عندما سيطرت القوات الروسية على شبه جزيرة القرم.
مشاركة :