قراءة قانونية في مسيرة مجلس النواب

  • 3/5/2022
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تعيش‭ ‬البحرين‭ ‬تجربة‭ ‬حضارية‭ ‬تجسدها‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وكذلك‭ ‬السياسية،‭ ‬وواحدة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الدعائم‭ (‬مجلس‭ ‬النواب‭) ‬فهو‭ ‬الدعامة‭ ‬والرمز‭ ‬للتجربة‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬ويكفي‭ ‬لأهمية‭ ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬تلك‭ ‬المسؤولية‭ ‬ولا‭ ‬تقل‭ ‬أهميتها‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬وهو‭ ‬أنه‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الشعب‭ ‬وإلى‭ ‬الشعب‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المجلس‭ ‬قبل‭ ‬انتهاء‭ ‬دورته‭ ‬الأخيرة‭ ‬بذل‭ ‬مساعيه‭ ‬كي‭ ‬تحتل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المرتبة‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬الدول‭ ‬فلم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬مجال‭ ‬للتأخير،‭ ‬ولكن‭ ‬تبقى‭ ‬لنا‭ ‬آمال‭ ‬وأمنيات‭ ‬في‭ ‬مجلسنا‭ ‬برئاسة‭ ‬السيدة‭ ‬فوزية‭ ‬زينل‭ ‬الذي‭ ‬لاحظنا‭ ‬من‭ ‬كثب‭ ‬مدى‭ ‬عنايتها‭ ‬واهتمامها‭ ‬بقضايا‭ ‬المجتمع‭ ‬وهي‭ ‬تلاحق‭ ‬كل‭ ‬صغيرة‭ ‬وكبيرة‭ ‬يحدوها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬حبها‭ ‬للوطن‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الأمثل‭ ‬لمواصلة‭ ‬النجاح‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تحقق،‭ ‬بفضل‭ ‬دعم‭ ‬قيادتنا‭ ‬الحكيمة‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى،‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬السند‭ ‬القوي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن‭ ‬وأبنائه‭ ‬وفي‭ ‬كلمة‭ ‬واحدة‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬مبادئ‭ ‬المجلس‭ ‬وتخطيطه‭ ‬وتشريعاته‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬ومن‭ ‬فكر‭ ‬ودراسة‭ ‬عميقة‭ ‬بفضل‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬رعاية‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس‭ ‬السيدة‭ ‬فوزية‭ ‬زينل‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬أحلامها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ (‬مملكة‭ ‬البحرين‭) ‬بلدا‭ ‬متقدما‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬تحول‭ ‬العالم‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬قرية‭ ‬كل‭ ‬جزء‭ ‬فيها‭ ‬يرى‭ ‬الآخر‭ ‬بوضوح‭ ‬تام‭.‬ ‭ ‬اليوم‭ ‬يتجلى‭ ‬عمل‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬مسيرته‭ ‬الخيرة‭ ‬أن‭ ‬جعل‭ ‬جل‭ ‬أعماله‭ ‬عملا‭ ‬مؤسسيا‭ ‬لكل‭ ‬القطاعات‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمواطن‭ ‬وتحقيق‭ ‬رفاهيته‭. ‬لقد‭ ‬أثبتت‭ ‬السيدة‭ ‬فوزية‭ ‬زينل‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس،‭ ‬أنها‭ ‬تمضي‭ ‬بخطى‭ ‬ثابتة‭ ‬قدما‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسياسة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والمجتمع‭ ‬وتلك‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬البناء‭ ‬للمستقبل‭ ‬من‭ ‬صناعة‭ ‬وتطور‭ ‬اقتصادي‭ ‬لا‭ ‬يتأتى‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إيمان‭ ‬المجلس‭ ‬بتحقيق‭ ‬ما‭ ‬يرنو‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬سندا‭ ‬وداعما‭ ‬في‭ ‬مسيرته‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الثقة‭ ‬وتوحيد‭ ‬الأهداف‭ ‬بشكل‭ ‬متطور‭ ‬لهذا‭ ‬المجلس‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬بيت‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬حاضره‭ ‬ومستقبله‭. ‬وبعد‭ ‬إهدائي‭ ‬كتاب‭ ‬دراسات‭ ‬قانونية‭ ‬من‭ ‬إصدارات‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬فقد‭ ‬اخترت‭ ‬بضع‭ ‬كلمات‭ ‬من‭ ‬مقدمة‭ ‬الكتاب‭ ‬للسيدة‭ ‬فوزية‭ ‬زينل‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس،‭ ‬إيمانا‭ ‬بأهمية‭ ‬تعزيز‭ ‬ونشر‭ ‬الثقافة‭ ‬القانونية‭ ‬والبرلمانية‭ ‬باعتبارها‭ ‬أداة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المسيرة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬واستطردت‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس‭ ‬قائلة‭: ‬يأتي‭ ‬إصدار‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬متزامنا‭ ‬مع‭ ‬ذكرى‭ ‬عزيزة‭ ‬علينا‭ ‬وهي‭ ‬الذكرى‭ ‬العشرون‭ ‬لتولي‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬ وكتب‭ ‬د‭. ‬عدنان‭ ‬إبراهيم‭ ‬سرحان،‭ ‬أستاذ‭ ‬القانون‭ ‬المدني‭ ‬بجامعة‭ ‬الشارقة‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬إن‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬إبداعات‭ ‬الحركة‭ ‬التشريعية‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬وانتصاراتها‭ ‬القانونية،‭ ‬تبني‭ ‬حق‭ ‬المستهلك‭ ‬يسمح‭ ‬له‭ ‬بالرجوع‭ ‬عن‭ ‬العقد‭ ‬بإرادته‭ ‬المنفردة،‭ ‬دون‭ ‬ما‭ ‬حاجة‭ ‬لتقديم‭ ‬مبررات‭ ‬لهذا‭ ‬الرجوع،‭ ‬ولا‭ ‬تحمل‭ ‬نفقات‭ ‬مقابل‭ ‬ذلك‮»‬‭.‬ وفي‭ ‬شأن‭ ‬النظام‭ ‬القانوني‭ ‬للإعلانات‭ ‬التفسيرية‭ ‬التي‭ ‬تصدرها‭ ‬الدول‭ ‬بخصوص‭ ‬المعاهدات‭ ‬الدولية‭ ‬قال‭ ‬د‭. ‬عادل‭ ‬عبدالله‭ ‬حسن‭ ‬المسدي،‭ ‬أستاذ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬العام‭ ‬كلية‭ ‬الحقوق‭ ‬جامعة‭ ‬بني‭ ‬سويف‭: (‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تلعبه‭ ‬الإعلانات‭ ‬التفسيرية‭ ‬التي‭ ‬يصدرها‭ ‬أشخاص‭ ‬القانوني‭ ‬الدولي‭ ‬بخصوص‭ ‬المعاهدات‭ ‬الدولية،‭ ‬بوصفها‭ ‬وسيلة‭ ‬تعلن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الدول‭ ‬أو‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬وجهة‭ ‬نظرها،‭ ‬بخصوص‭ ‬المعاهدات‭ ‬الدولية‭. ‬وتعلن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الدول‭ ‬أو‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬وجهة‭ ‬نظرها،‭ ‬بخصوص‭ ‬توضيح‭ ‬أو‭ ‬تحديد‭ ‬معنى‭ ‬نص‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصوص‭ ‬المعاهدة،‭ ‬فإنها‭ ‬لم‭ ‬تحز‭ ‬على‭ ‬الاهتمام‭ ‬المناسب‭ ‬لهذا‭ ‬الدور‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬فقهاء‭ ‬القانون،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬صياغة‭ ‬اتفاقيات‭ ‬فيينا‭ ‬الثلاث‭ ‬لأعوام‭ ‬1969م‭ ‬و1978م‭ ‬و1986م،‭ ‬قد‭ ‬تجنبوا‭ ‬عن‭ ‬عمد‭ ‬التعرض‭ ‬لهذه‭ ‬الإعلانات‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬محورا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المناقشات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أعضاء‭ ‬لجنة‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬السياق‭ ‬كتب‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬سليمان‭ ‬الأحمد‭ ‬أستاذ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ -‬جامعة‭ ‬السلمانية‭- ‬العراق‭ ‬قائلا‭ ‬في‭ ‬خصوص‭ ‬إشكالية‭ ‬حماية‭ ‬مالك‭ ‬الفكرة‭ ‬التشريعية‭: ‬‮«‬يمر‭ ‬التشريع‭ ‬بعدة‭ ‬مراحل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يظهر‭ ‬إلى‭ ‬النور،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬المراحل‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬المسودة‭ ‬التشريعية،‭ ‬إذ‭ ‬يتم‭ ‬تقديم‭ ‬مقترح‭ ‬بالتشريع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جهة‭ ‬يتصل‭ ‬عملها‭ ‬بالتشريع‭ ‬المراد‭ ‬سنه،‭ ‬ويتم‭ ‬رفعه‭ ‬إلى‭ ‬الجهة‭ ‬المعنية‭ ‬بتدقيقه،‭ ‬وضبط‭ ‬صياغته،‭ ‬وهي‭ ‬وفقا‭ ‬للقانون‭ ‬العراقي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬شورى‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬ومجلس‭ ‬إقليم‭ ‬كردستان‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬أربيل،‭ ‬ثم‭ ‬يرفع‭ ‬المقترح‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬تدقيقه،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يرسل‭ ‬إلى‭ ‬البرلمان‭ ‬لإقراره‭ ‬وسنه‭ ‬ثم‭ ‬يرسل‭ ‬إلى‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬لإصدراه،‭ ‬وقد‭ ‬احتوى‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬القيم‭ ‬آراء‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬أساتذة‭ ‬في‭ ‬القانون،‭ ‬منهم‭ ‬د‭. ‬على‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬محمد‭ ‬خليل‭ ‬أستاذ‭ ‬القانون‭ ‬العام‭ ‬المشارك،‭ ‬كلية‭ ‬الحقوق‭ ‬جامعة‭ ‬بني‭ ‬سويف‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬المستشارين‭ ‬القانونين،‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب،‭ ‬البحرين،‭ ‬قائلا‭ ‬بخصوص‭: ‬فقد‭ ‬الثقة‭ ‬والاعتبار‭ ‬كسبب‭ ‬لإسقاط‭ ‬العضوية‭ ‬البرلمانية‭: ‬‮«‬تدور‭ ‬فكرة‭ ‬البحث‭ ‬حول‭ ‬أثر‭ ‬فقد‭ ‬الثقة‭ ‬والاعتبار‭ ‬على‭ ‬التمتع‭ ‬بالعضوية‭ ‬البرلمانية،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البيان‭ ‬المقصود‭ ‬بفقد‭ ‬الثقة‭ ‬والاعتبار‭ ‬وإبراز‭ ‬مظاهر‭ ‬السلوك‭ ‬المتعارض‭ ‬مع‭ ‬العضوية‭ ‬الذي‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬العضو‭ ‬البرلماني‭ ‬فاقدا‭ ‬الثقة‭ ‬والاعتبار،‭ ‬وتحديد‭ ‬مدى‭ ‬اعتبار‭ ‬إدانة‭ ‬عضو‭ ‬البرلمان‭ ‬قضائيا‭ ‬سببا‭ ‬لفقد‭ ‬الثقة‭ ‬والاعتبار‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إسقاط‭ ‬العضوية‭ ‬البرلمانية،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬النص‭ ‬الدستوري‭ ‬والقانون‭. ‬وما‭ ‬درجت‭ ‬عليه‭ ‬الممارسة‭ ‬البرلمانية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬إذ‭ ‬يأخذ‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬الشكل‭ ‬الملكي‭ ‬للحكم،‭ ‬وقد‭ ‬تكفل‭ ‬الدستور‭ ‬برسم‭ ‬الأسس‭ ‬القانونية‭ ‬والدستورية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬عليها‭ ‬النظام‭ ‬الملكي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‮»‬‭.‬

مشاركة :