شدد البيت الأبيض على أن استهداف المنشآت المدنية في أوكرانيا جريمة حرب، مشيراً إلى أنه بإمكان الولايات المتحدة إعطاء الجنائية الدولية معلومات بشأن ما تقوم به موسكو هناك. وأعلن في بيان، الجمعة، أن الرئيس الأميركي جو بايدن ليس لديه نية للتعامل بشكل مباشر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. كما أضاف أن واشنطن لا تريد تغيير النظام في روسيا. وعن قرار حجب روسيا وسائل التواصل الاجتماعي كفيسبوك وتويتر، فاعتبرها البيان محاولة لإخفاء المعلومات. كارثة تشيرنوبل وأتى هذا البيان تعليقا على القصف الروسي الذي طال محيط محطة زابوريجيا النووية الأكبر في أوكرانيا وأوروبا قاطبة، الخميس. فقد اتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، موسكو باللجوء إلى "الرعب النووي" والسعي "لتكرار" كارثة تشيرنوبل بقصفها المحطة الأكبر في أوروبا. وقال في رسالة عبر الفيديو نشرتها الرئاسة الأوكرانية "ليس هناك أي بلد آخر في العالم سوى روسيا أطلق النار على محطات للطاقة النووية. إنها المرة الأولى في تاريخنا، في تاريخ البشرية التي تلجأ فيها دولة إلى الرعب النووي". بالتزامن، أعلنت أجهزة الطوارئ الأوكرانية أن القوات الروسية منعت فرق الإطفاء من الوصول إلى المحطة النووية لإخماد الحريق الذي اندلع فيها. وقالت في بيان على فيسبوك، إن القوات الروسية لم تسمح لوحدات الإنقاذ العامة الأوكرانية بمباشرة إخماد الحريق، مشيرة إلى أن النيران مندلعة في "مبنى للتدريب" في المحطة، وأنّ مفاعلاً واحداً من مفاعلاته الستّة يعمل حالياً. لكن لاحقا أفاد مسؤولون أوكرانيون بأن فرق الإطفاء وصلت إلى المكان من أجل إخماد النار. في المقابل، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّ كييف أبلغتها بعدم تضرّر أي من المعدات الأساسية في المحطة. وقالت في تغريدة على تويتر إن "أوكرانيا أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الحريق الذي اندلع في الموقع لم يؤثّر على المعدّات الأساسية، وأن طاقم المحطة اتّخذ إجراءات" لاحتواء الحريق وإخماده. بدورها، أكدت وزيرة الطاقة الأميركية جينيفر جرانهولم، أن المفاعلات في زابوريجيا "محمية بمنشآت احتواء قوية حيث يتم عامة إغلاق المفاعلات بأمان". كما أضافت جرانهولم على تويتر أنها تحدثت مع نظيرها الأوكراني، قائلة "لم نر أي قراءات تفيد بارتفاع الإشعاع بالقرب من المنشأة". قصف روسي يذكر أن السلطات الأوكرانية كانت أعلنت فجرا أن القوات الروسية أطلقت النار من كل الجهات على المنشأة حتى اندلعت فيها ألسنة اللهب، وسط تحذيرات دولية من خطورة الوضع. أتت تلك التطورات الميدانية في اليوم التاسع من العملية العسكرية التي أطلقتها القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية، بعد أيام قليلة من اعتراف الكرملين باستقلال منطقتين انفصاليتين في الشرق الأوكراني ما استتبع استنفارا دوليا، وحزمة واسعة من العقوبات ضد موسكو. وقبل أشهر عدة شهدت الحدود الروسية الأوكرانية، استنفارا عسكريا وحشودا روسية، وسط توتر غير مسبوق مع الغرب، على خلفية رفض الروس توسع حلف شمالي الأطلسي في الشرق الأوروبي، أو ضم كييف إليه، لاسيما أن بين موسكو والعاصمة الأوكرانية توترات تمتد إلى سنوات خلت، لاسيما عام 2014 عندما سيطرت القوات الروسية على شبه جزيرة القرم.
مشاركة :