افتتح صاحب السمّو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح أمس، ثلاثة معارض فنية ضمن برنامج ربيع 2022 الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون، وذلك في المباني الفنية في ساحة المريجة وبيت السركال. تضمنت المعارض التي افتتحها سموه: معرض الفنان خليل رباح «ما بين وبين»، ومعرض الفنان لورانس أبو حمدان «أصوات مرئية»، ومعرض كامب «الرفيق قبل الطريق»، واطلع صاحب السمو حاكم الشارقة خلال جولته على أبرز ما تحتويه المعارض الفنية الثلاثة المتنوعة، والتجارب التي عمل عليها الفنانون المشاركون خلال فترات زمنية مختلفة، وتعرف سموه على ما تضمه من أعمال بارزة ما بين الرسم والتشكيل والفن المرئي والمسموع، والتي جسدتها حكايات المشاركين وأفكارهم، ومشاريعهم الفنية، وعكست جانباً مهما من مسيرتهم في عالم الفنون. الذاكرة والهوية وتجول صاحب السمو حاكم الشارقة في معرض الفنان خليل رباح، من تقييم الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، حيث استمع سموه إلى شرح مفصل حول الأعمال التي يضمها المعرض والتي تعكس تجربة الفنان خلال مسيرته الممتدة من تسعينيات القرن الماضي وحتى الوقت الحاضر، واستمع سموه إلى أفكار مشروع الفنان خليل رباح الفني، والذي يعكف عليه ويستكشف من خلاله منهجية عمل المؤسسات الثقافية، والممارسة التقييمية، والخطابات المتحفية، والمعرفة النقدية، في ظل النزوح وحالات الطوارئ المفروضة لفترات زمنية طويلة. وتتخذ أعمال الفنان خليل رباح من معرفته العميقة بفنون العمارة وخفاياها، مُنطلقاً لطرح رؤى بديلة تتحدى التصورات العامة، ومُعتمداً منهجيات متعدّدة في التعامل مع موضوعات النزوح والذاكرة والهوية، ومعاينة العلاقة بين البشر ومحيطهم، بالتوازي مع طبيعة الظرف العالمي الذي تمرّ به البشرية، كما زار صاحب السمو حاكم الشارقة معرض «أصوات مرئية» للفنان لورانس أبو حمدان، من تقييم عمر خليف، قيّم أول ومدير المقتنيات في مؤسسة الشارقة للفنون، واستمع سموه خلال جولته إلى شروح حول ما يضمه المعرض من أعمال فنية، تمثّل جانباً عميقاً في مسيرة أبو حمدان، مطلعاً سموه على المشروع الفني له وما يسعى إلى إيصاله للمشاهدين ومتابعي أعماله الفنية. وعبر معرضه الفردي، يتساءل أبو حمدان عن معنى «صوتنة الصور»، حيث يقدم الفنان تطبيقاً عملياً في التعبير البصري، يرسم من خلاله أطلساً جمالياً يعبّر عن كيفية رؤيتنا للصوت. «الرفيق قبل الطريق» وخلال الجولة، زار صاحب السمو حاكم الشارقة معرض «الرفيق قبل الطريق» من تقييم الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، في بيت السركال بساحة الفنون، وتجول سموه في المعرض الذي يضم العديد من أعمال مجموعة كامب الفنية، التي أسسها عام 2007 كل من شاينا أناند وأشوك شوكوماران في مومباي بالهند، واللذان يقدمان عبر المعرض تصورات مكانية وثقافية مشتقة من عملهما على التاريخ ودور التكنولوجيا كوسيط جيوسياسي متأصل، وتابع سموه جزءاً مما يتضمنه المعرض من أعمال فنية، تمثل تجربة خاصة عمل عليها الفنانون تم توثيقها وتنفيذها عبر عدة دول في قارة آسيا، ويستمد المعرض عنوانه من مشروع الرفيق قبل الطريق 2020، وهو عمل تسجيلي مرئي يصور تجربة السفر على طرق جديدة أو حديثة في جميع أنحاء باكستان وسريلانكا والمالديف والهند، ويقدم آراءً دقيقة حول خبايا أنظمة الطرق وامتدادها الجغرافي. واستمع صاحب السمو حاكم الشارقة، ضمن معرض كامب، إلى شرح حول العمل الفني «من خليج إلى خليج إلى خليج 2009-2013»، وهو مشروع سينمائي تم إنجازه بتكليف من برنامج الإنتاج في مؤسسة الشارقة للفنون لصالح «بينالي الشارقة 11»، واطلع سموه على تفاصيل المشروع الفني الذي يدور حول الترحال بين ثلاثة خلجان، والذي نبع من اهتمام مجموعة كامب بحياة البحار المرتبطة بإمارة الشارقة، ويرصد المسارات الفعلية التي اتبعها عدد كبير من الناس الذين سافروا في عالم من الذكريات الحميمة التي يصعب ربطها بالحنين أو الوطنية. ثورات وتحولات اجتماعية وتستمر المعارض الفردية، ضمن برنامج ربيع 2022، لمجموعة الفنانين المؤثرين من منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، في الفترة بين 4 مارس و4 يوليو 2022، ويتضمن برنامج الربيع أيضاً معرض «الثورة وصناعة الصورة في غانا ما بعد الاستعمار 1979-1985» للمصور الغاني جيرالد عنان فورسون، والذي تنظمه المؤسسة بالتعاون مع معهد أفريقيا في الفترة ما بين 7 مارس و7 يوليو 2022، ويتضمن صوراً للثورات السياسية والتحولات الاجتماعية التي شهدتها غانا في العقود الأخيرة من القرن العشرين. كما تتضمن معارض الربيع النسخة الرابعة عشرة من لقاء مارس المنعقدة تحت شعار «متحورات ما بعد الاستعمار»، في الفترة ما بين 5 و7 مارس 2022، وتتخذ ثيمة لقاء مارس 2022 من دراسات ما بعد الاستعمار، تشمل عدداً كبيراً من القضايا الشائكة منها الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري، وحقوق الشعوب الأصلية في تقرير هويتها وسيادتها، والهجرات الجماعية، والحروب، والتغيرات المناخية، واسترداد القطع الأثرية المنهوبة وإعادتها إلى أوطانها الأصلية.
مشاركة :