لوحات الودغيري.. عالم ملائكي مثقل بالإيحاء البصري

  • 3/6/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تشتغل الفنانة والتشكيلية المغربية هناء الودغيري، في أعمالها الجديدة والمعروضة في رواق المعهد الفرنسي في فاس، وفق رؤية وسرد بصري متلبس بأشكال وتكوينات تدل على أسلوب صباغي حديث ومتحرر من تأثيرات غيرها من التشكيليين المغاربة، فتبدو الألوان في لوحاتها مختارة وبدقة فنانة رقيقة الإحساس وخبيرة بأسرار الألوان والرموز والأشكال الهندسية، كأنها تنصب الشراك للمتلقي لينجذب إلى أعمالها، وهي إذ تقول خلال افتتاح معرضها التشكيلي الجديد والذي أطلقت عليه اسم «سقوط الملائكة»: إن أعمالي تعبر عن عالم حُلمي ومغامرة فنية لتشكيل الألوان واختيارها وفق رؤيتي الخاصة والنابعة من أعماقي، وتضيف أن معرضها «يكتسي بالتأكيد معنى مجازياً صرفاً، إلا أنه يحيل على رحيل، وحزن، ومرارة، وفراق أرواح خلال موجات انتشار فيروس كورونا»، مشيرة إلى أن ثمة «سقوطاً لونياً» ظاهراً في الأعمال، أما الدائرة، بهندستها الروحانية والصوفية في أعمالها، فلها دلالات مثقلة بالرمز والإيحاء البصري، كما أن لها جمالية وسلطة، ومقومات تعبيرية متعددة. من إبداعات الودغيري من إبداعات الودغيري وبالاقتراب من أعمال الودغيري، تبدو الألوانُ مأخوذةً بحرَكيّةٍ متوتّرةٍ محسوسة، كأنّها تبتغي الإفلات من قانونٍ صارمٍ غير مسموع، وتدريجيّاً، تنجَلي أمامَ العين الثّالثة عواصِف داخليّة تهُبُّ عبْرَ شُقوقِ الأسْوَد اللّيليّ والأحمر الدّامي والأصفر الفاقع والأزرق البحْريّ والأبيض الملتبس، وهي شُقوقٌ ترْتَسِمُ، وفق الناقد والكاتب المغربي محمد الشركي، بخطوطٍ سريعةٍ ومُتلاحِقةٍ كما لو كانت تمزُّقات أعضاء مقطوعةٍ من جسد اللّون وجسد الكيان في تلاحُمهما المُهتاج والمتورّط في دروب الرّياح الدّاخليّة». أعمال الودغيري، تأخذ المتلقي إلى أمكنة وعوالم يتناغم فيها اللون ويتراقص داخل فضاء شاسع تتكتل فيه الرموز والإحالات الصوفية، بكل ما لها من غنى جمالي وإيقاع بصري وصوفي يأسر المتلقي عبر نسقٍ تجريدي متكامل العناصر النابعة من التراث المغربي بأبعاده الروحية.. إنها لوحات مُحملة بشحنة من الفرح حيث تتدرج الألوان وتتعانق في بساطة وانسجام.

مشاركة :