شركات السيارات تتسابق لدمج موديلاتها في ألعاب الفيديو

  • 3/6/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تستثمر شركات تصنيع السيارات مثل بورشه وفورد ومازدا أكثر فأكثر في ألعاب سباقات السيارات، سعيا منها لجعل سائقي المستقبل، لاعبي اليوم، يتأثرون في أصغر سن ممكنة بمركبات قد يقودونها فقط في نسختها الافتراضية. وتشمل السيارات الـ400 في لعبة “غران توريسمو” المرجعية في المجال والتي طُرحت نسختها السابعة الجمعة على أجهزة “بلاي ستايشن” طرازات من مختلف المصنّعين العالميين، من فيراري إلى تويوتا مرورا بسيارات ميني أو بيجو أو تسلا، في دمج بين الطرازات المعروفة تقليديا وتلك الاستشرافية. وتعتبر لعبة “غران توريسمو” الرياضية أول تجربة سباقات في العالم يتم بناؤها من الألف إلى الياء لجلب مسابقات عالمية على الإنترنت يتم قبولها من أعلى هيئة حاكمة لرياضة السيارات الدولية وهي الاتحاد الدولي للسيارات. ويقول مسؤول العلامات التجارية في وكالة “أنزو” المتخصصة في الإعلانات في ألعاب الفيديو هندريك منز إنه “حصل تغيير في أسلوب التفكير. ففي تسعينات القرن العشرين كانت هناك حاجة إلى مفاوضات طويلة مع الماركات قبل أن تمنحنا الحق في استخدام سياراتها” في ألعاب الفيديو. لكن في قطاع بات يدرّ أموالا تفوق تلك المتأتية من السينما والموسيقى “باتت العلامات التجارية تدفع مبالغ بملايين من الدولارات أو عشرات الملايين لتظهر في بعض الألعاب. هذا يوفر لها منصة رائعة للظهور. وإذا ما كان المنافسون موجودين، فلا يمكن تاليا الغياب عن هذه الألعاب”، بحسب منز. وقال مبتكر لعبة “غران توريسمو” كازونوري ياماوتشي “نتعاون مع المصنعين حتى خمس سنوات قبل طرح اللعبة تبعا للمركبات التي يريدون إطلاقها. هم يرسلون لنا كميات هائلة من البيانات”. وبالنسبة إلى لعبة “غريد ليجندز” منافسة “غران توريسمو” الموجهة إلى جمهور أعرض “ثمة قائمة طويلة بالسيارات المثالية، لكن أسعارها متباينة”، وفق ستيفن براند مدير الإبداع المساعد في شركة “إلكترونيك آرتس” المطورة للعبة. وفيما دفعت علامات تجارية مثل “أرييل” و”توشك” لتظهر في اللعبة، كان سعر تسلا باهظا للغاية. شركات الألعاب تسمح للاعبين بقيادة مجموعة واسعة من المركبات غالية الثمن في العديد من الأماكن المختلفة باستخدام الغرافيك والتقنيات التكنولوجية الحديثة وقال براند “فريقنا المكلف باتفاقات الشراكة يتناقش قبل وقت طويل مع المصنّعين الذين قد يشاركون في اللعبة أم لا تبعا لفكرتها”، مضيفا “هم يطلبون أحيانا شكلا معينا، أو يطلب آخرون أحيانا أن تكون طرازاتهم أكثر قدرة على مقاومة الحوادث”. وترى شركات السيارات أن الطريقة الوحيدة لاختبار وقيادة السيارات الرياضية ذات الأداء الفائق على حلبات السباق هي ألعاب الفيديو المخصصة لعشاق هذه الرياضة المليئة بالحماس، وتسمح شركات الألعاب مثل سوني من خلال “غران توريسمو” الشهيرة للاعبين بقيادة مجموعة واسعة من المركبات غالية الثمن في العديد من الأماكن المختلفة باستخدام الغرافيك والتقنيات التكنولوجية الحديثة. وتبعا للماركات يمكن أن يكون رهان المصنعين قصيرا أو طويل المدى، إذ أن لاعبي ألعاب الفيديو الذين يتخطى معدل أعمارهم الثلاثين، هم من الزبائن المحتملين لشركات السيارات. كما أن العلامات التجارية تصون أيضا صورتها من خلال إشراك لاعبين أصغر سنا، مع طرازاتها التقليدية أو الحصرية. ويحصل ذلك كله مع استثمارات أقل بكثير من صيانة فريق لسباقات الرالي أو الفورمولا واحد. وقد أقامت فورد من جانبها علاقة مميزة مع منافس “غران توريسمو” على أجهزة “إكس بوكس”، وهي سلسلة “فورزا”. وقال مدير عمليات هذه اللعبة في أوروبا إيمانويل لوبراني “لم نعد نعمل على كسب ثقة جمهور أصغر سناً من عملائنا التقليديين في هذه اللعبة”. وقد أنشأت العلامة التجارية فريق القيادة الافتراضي الخاص بها “فوردزيلا”، بالإضافة إلى سيارة نموذجية بناء على رغبات اللاعبين تحمل اسم “بي 1”. ألعاب الفيديو كما دخلت بورشه التي كانت ترفض الظهور في لعبة “غران توريسمو” لصالح منافستها “نيد فور سبيد” في شراكة عام 2017 مع ناشر اللعبة الياباني، فبعد هوندا وألبين وجاغوار طورت العلامة التجارية الألمانية في نهاية عام 2021 علامة افتراضية لسيارة سباق استُخدمت على غلاف لعبة “غران توريسمو 7”. وباتت العلامات التجارية تتخطى بشكل متزايد حدود ألعاب المحاكاة الكلاسيكية. ففي عام 2021 ظهرت سيارة تسلا في لعبة “باتلغراوند بلاير أناون إس” الشهيرة على الإنترنت (المعروفة اختصارا بـ”ببجي”)، وتلتها شركات السيارات الخارقة “ريماك” و”كوينيغسيغ”، كذلك ضمت لعبة “فورتنايت” المنافسة لـ”ببجي” سيارة فيراري من بين سياراتها الخيالية. وقال هندريك منز من شركة “أنزو” إنه “كان من الطبيعي تماما أن تبدأ ماركات السيارات بألعاب السباقات، لكن إذا كنت تريد الوصول إلى جمهور أصغر سنا (أي أولئك الذين تقل أعمارهم عن 13 عاما)، فعليك الذهاب إلى ألعاب الرماية”. كما سمحت منصة ألعاب “روبلوكس” المحببة لدى الأطفال لشركة هيونداي الكورية الجنوبية بالترويج لسياراتها الكهربائية والهيدروجينية التي تدخل ببطء إلى عالم الألعاب مع الإعلان عن قرب نهاية الاستعانة بالمحركات الحرارية.

مشاركة :