أشعل عملاق صناعة السيارات فولكسفاغن المنافسة بين دول شمال أفريقيا حينما كشفت المجموعة عن نواياها لبناء مصنع لتركيب سياراتها في تونس، ليكون ثالث مصنع لها في المنطقة بعد مصنعها في المغرب والمصنع الذي ستشيّده في الجزائر. العربرياض بوعزة [نُشرفي2017/02/04، العدد: 10533، ص(11)] رهان على قطاع السيارات دخلت مجموعة فولكسفاغن الألمانية، عملاق صناعة السيارات في العالم، في مفاوضات مع المسؤولين التونسيين من أجل الوصول إلى اتفاق بشأن إنشاء مصنع لها لتركيب أجزاء سياراتها في تونس. وكشف رؤوف بن دبة رئيس الغرفة التونسية الألمانية للصناعة والتجارة أمس، أن تونس تجري مشاورات واتصالات متقدمة مع فولكسفاغن قصد بناء مصنع في تونس موجه أساسا للتصدير. وقال في تصريح خاص لوكالة الأنباء التونسية الرسمية إن “وفدا من تونس يضمّ ممثلين عن الغرفة وعددا من رجال الأعمال سيتحول مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد في زيارته إلى برلين للمزيد من توضيح العديد من المسائل بشأن هذا الملف”. وأوضح أن الزيارة التي ستؤديها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى تونس خلال شهر مارس القادم، ستكون فرصة للحسم في هذه المسألة بعد أن تتعرف على المناخ السياسي في البلاد عن قرب. وتعتبر تونس الوجهة الثالثة للشركة الألمانية في شمال أفريقيا حيث تقيم مصنعا لتركيب سياراتها في مدينة طنجة بالمغرب، كما أنها أبرمت اتفاقا قبل فترة مع الجزائر لإقامة مصنع بمحافظة غليزان غرب الجزائر. تونس تطمح لمضاعفة إنتاج الفوسفات في 2017 تونس - قالت وزارة الطاقة التونسية أمس، إنها تتوقع مضاعفة إنتاجها من الفوسفات إلى نحو مثليه في 2017، مقارنة بالعام الماضي في ظل تراجع وتيرة الاحتجاجات وارتفاع الإنتاج في يناير الماضي إلى أعلى مستوياته الشهرية في السنوات الست الأخيرة. وذكرت الوزارة أن إنتاج الفوسفات في الشهر الماضي، بلغ 501 ألف طن وهو أعلى مستوى شهري للإنتاج منذ انتفاضة 2011 التي تلتها احتجاجات تطالب بالتنمية وعطلت إنتاج وتصدير الفوسفات الذي يمثل أحد أهم مصادر العملة الأجنبية لتونس. وقالت وزيرة الطاقة هالة شيخ روحو إنها “تأمل في أن يصل الإنتاج إلى حوالي 6.5 مليون طن بنهاية العام الحالي بعدما بلغ نحو 3.4 مليون طن العام الماضي”. ويقول خبراء إن انتعاشة إنتاج الفوسفات قد تعطي دعما للاقتصاد التونسي العليل الذي يعاني من تراجع عائدات قطاع السياحة بعد هجمات كبرى وهبوط صادرات الفوسفات نتيجة الإضرابات. وكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد قد تعهد العام الماضي بالتصدي للإضرابات العشوائية التي تهدد تعافي الاقتصاد وخصوصا تلك التي تعيق إنتاج الفوسفات، أحد أبرز القطاعات الاستراتيجية التي تعتمد عليها البلاد في تعبئة مواردها المالية. وبدأت آثار عمل الحكومة تظهر لإعادة عجلة النمو إلى النشاط مجددا بعد ركود دام لأكثر من خمس سنوات، عبر التركيز على أبرز القطاعات ذات الإيرادات العالية للدولة، من بينها الفوسفات. واستأنفت شركة فوسفات قفصة المملوكة للدولة في أكتوبر الماضي، الإنتاج في أكبر منجم فوسفات في الحوض المنجمي بمحافظة قفصة وسط البلاد، وأعلنت أنها ستقوم بتوظيف نحو 2800 شخص. وخسرت تونس، التي كانت تحتل المركز الرابع عالميا في إنتاج الفوسفات، نحو ملياري دولار في السنوات التي تلت الانتفاضة جراء تراجع صادرات الفوسفات نتيجة الاحتجاجات المتكررة. وأشار بن دبة في تصريحاته على هامش ندوة صحافية عقدت في العاصمة تونس حول دراسة مكونات السيارات في البلاد، إلى أن مفاوضات تونس مع فولكسفاغن استؤنفت في أعقاب المؤتمر الدولي للاستثمار “تونس 2020” الذي عقد في أواخر نوفمبر الماضي. وكانت المفاوضات مع عملاق تصنيع السيارات الألماني قد انطلقت قبل 2011، لكنها توقفت على إثر الأحداث التي حصلت في البلاد. وستكون فولكسفاغن، ثاني شركة أوروبية لصناعة السيارات، تدخل تونس بعد شركة بيجو الفرنسية التي تقيم مصنعا لتركيب سياراتها، والتي تعدّ من أبرز العلامات التجارية في السوق التونسية. ويرى خبراء إن المجموعة تسير عكس تيار الفضيحة التي طالتها العام الماضي بخصوص عوادم سياراتها، كما أن خطتها الرامية لإقامة مصنع لها في تونس يعطي دليلا على أن مناخ الاستثمار في البلد العربي في طريق التعافي. وقال رئيس الغرفة “لدينا أصداء تؤكد تحمس المصنع الألماني للقدوم إلى تونس غير أنه يرغب في المزيد من التعرف على الامتيازات التي سيتحصل عليها، من ذلك الإعفاءات الجبائية”. وأوضح أن تونس لها تقاليد كبيرة في قطاع صناعة مكونات السيارات، الذي يضم 230 وحدة صناعية أغلبها أجنبية، مشيرا إلى إن القطاع يحقق نسبة اندماج في الدورة الاقتصادية في حدود 40 بالمائة. ولم يذكر بن دبة تفاصيل تتعلق بمكان المصنع أو عدد فرص العمل التي سيتيحها المشروع، لكنه اعتبر أن حصول المستثمر الأجنبي على إعفاءات ضريبية لعشر سنوات غير كاف وقد يعطل إتمام الصفقة. وتراهن تونس على أن تصبح قطبا صناعيا في مجال صناعة مكونات السيارات في شمال أفريقيا نظرا إلى فرص الاستثمار الواعدة مدفوعة بالدعم الكبير من شركائها بعد أن تسارعت وتيرة هذه الصناعة وشهدت تزايدا في الطلبات عليها حول العالم. وقال وزير الصناعة والتجارة زياد العذاري إن “عددا من المصنعين الأسيويين الناشطين في صناعة السيارات أبدوا رغبتهم في إقامة وحدات لتصنيع السيارات بتونس إلى جانب تواصل المشاورات مع مصنعين كبار في صناعة السيارات”. وكانت بيجو قد أعلنت في مؤتمر “تونس 2020” أنها ستعيد الروح مجددا إلى سيارة “بيجو 404 بيك آب”، وقررت إعادة تصنيعها في تونس. :: اقرأ أيضاً تصاعد وتيرة صدمات الترويع الاقتصادية الأميركية السماح بإنشاء صناديق الاستثمار العقاري يعد بإنعاش قطاع البناء المصري شركات الطيران الأميركية تجدد شكواها من نظيراتها الخليجية ألمانيا تقود ثورة رقمية لإخراج أوروبا من الركود التكنولوجي
مشاركة :