أخيراً وبعد طول ترقب وانتظار صدر قرار رسوم الأراضي البيضاء الذي يقضي بفرض رسمٍ سنوي على كل أرض فضاء مخصصة للاستخدام السكني أو السكني التجاري داخل حدود النطاق العمراني مملوكة لشخص أو أكثر من ذوي الصفة الطبيعية أو الصفة الاعتبارية غير الحكومية وذلك بنسبة (2.5%) من قيمة الأرض على أن تحدد اللائحة التنفيذية للنظام معايير تقدير قيمة الأرض والبرنامج الزمني لتطبيق الرسم بشكل تدريجي والضوابط اللازمة لضمان تطبيق الرسم بعدالة وعدم التهرب من دفعه كما يقضي النظام بإيداع مبالغ الرسوم والغرامات المستحقة من مخالفي النظام في حساب خاص لدى مؤسسة النقد العربي السعودي يخصص للصرف على مشروعات الإسكان وإيصال المرافق العامة إليها وتوفير الخدمات العامة فيها. كما يقضي النظام بأن تُعد وزارة الإسكان اللائحة التنفيذية له بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وتصدر بقرار من مجلس الوزراء خلال مئة وثمانين يوماً من تاريخ صدور النظام وأن يُعمل بهذا النظام بعد مئة وثمانين يوماً من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية. ولاشك أن هذا القرار الحازم في صياغته قد أسعد الشريحة الكبرى من المواطنين وأثلج صدورهم ولكن يتبقى المحك الحقيقي وهو تنفيذ ذلك القرار فهو مربط الفرس ومصدر القوة ومنحرف التغيير الى بيئة أخرى نتطلع اليها جميعاً . ولعلي من هذا المنبر أقول بما أننا دولة إسلامية تعد مهبطاً للوحي ومنطلقاً للرسالة السماوية وأرض الحرمين الشريفين وقدوة المسلمين في شتى بقاع الأرض نعد أكثر البلدان التزاماً بمبادئه التي يقوم عليها والتي يأتي في مقدمتها العدل والمساواة حيث أرى أن هذين المبدأين سيتضحان بجلاء عند تنفيذه وليس أدل على ذلك من التأكيد في نص القرار على وجوب تنفيذه من قبل الأشخاص ذوي الصفة الطبيعية أو الصفة الاعتبارية وكما نعلم أن المساحة العظمى من تلك الأراضي البيضاء هي ملك لأشخاص ذوي صفة اعتبارية وهنا يكمن سر نجاح القرار وصدق المحك في التنفيذ انطلاقاً من تلك المبادئ الأساسية في ديننا الحنيف . وكم أتمنى عدم الالتفاف على نصوص ذلك النظام من خلال بعض العاشقين للممارسات الفسادية إدارياً ومالياً فيكون ذلك سبباً آخر في عرقلة التنفيذ الذي أراه كما يراه الملايين غيري من أبناء هذا الوطن العظيم منطلقاً إصلاحياً هاماً ومحورياً لأحد أهم القضايا المستعصية ألا وهي قضية السكن وحتماً سيكون له الأثر العظيم في الكثير من القضايا التنموية التي تصب في مصلحة المواطن . ويقيني أن هذا القرار سينفذ كما أرادته قيادتنا الحازمة بيد ملك الحزم والحكمة سلمان بن عبد العزيز وولاة عهده رعاهم الله وحفظهم من كل مكروه . والله من وراء القصد.
مشاركة :