معترك الأحداث سيكون محكَّنا | محمد سالم الغامدي

  • 2/6/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

من الثابت علمياً أن الأحداث الطارئة بمختلف صورها الطبيعية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعصف بالدول تكشف لقادتها وللقائمين على مؤسساتها معادن الأفراد والجماعات من سكانها من المواطنين أو المقيمين بها وتعطي مؤشرات حقيقية لدرجات انتمائهم وولائهم للوطن الذي يعيشون فيه ، كون تلك الأحداث تعد المحكات الحقيقية التي تكشف الكثير من المؤشرات التي تعطي الدروس لبناء الكثير من القرارات عليها مستقبلاً والتي قد تكون استراتيجية أو محورية أحياناً . والمؤكد أنه بالعودة الى دراسة تاريخ الأمم وتحليل أحداثه يتضح كم هي هامة تلك الأحداث وكم لها من الأثر الكبير في تعديل مسارات التنمية وفق ما بينته دروس تلك الأحداث . وحيث أن وطننا الحبيب يعيش هذه الأيام كثيراً من الأحداث السياسية والاجتماعية والفكرية والاقتصادية فإن المستوجب من الجهات ذات العلاقة الاستفادة من الكثير من الدروس التي قد ينتج عنها الكثير من القرارات المستقبلية في العملية التنموية ،ويقيني أن ذلك سيحدث في ظل حكمة ورصانة قيادتنا الرشيدة رعاها الله . ففي جانب الذود عن الوطن في الداخل وعلى الحدود سيتضح حجم التضحيات التي يستوجب أن تؤخذ في الاعتبار مستقبلاً. وفي مجال الاقتصاد كذلك سيبرز الكثير من الأفراد الصالحين الذين ضحوا بالمال والعتاد في سبيل دعم وطنهم وإخوانهم المواطنين كما سينكشف الانتهازيون والمتلونون من أصحاب المصالح الخاصة . وفي الجانب الفكري سيتضح كل من عمل بجهد مخلص من خلال المنبر المتاح له لكشف مواطن القصور بصدق وموضوعية كما ستكشف الأحداث طيور الظلام والمتصيدين في الماء العكر وأصحاب الولاءات والانتماءات الخفية التي أبرزتها تلك الأحداث . وفي الشأن الخارجي حتماً ستتضح متانة الكثير من العلاقات التي تربطنا بالدول المجاورة والشقيقة والصديقة كما ستكشف لنا محكات تلك الأحداث حجم تلك العلاقات مما يستوجب أن نعيد صياغتها بما تتطلبه مصلحة الوطن والمواطن . ومن هذا المنطلق فإنه يمكن القول أن الوطن قد يتأثر سلباً ببعض نواتج تلك الأحداث ، لكن المؤكد إنها ستنتج لنا الكثير من النواتج الإيجابية التي سنخرج بها من معمعة تلك الأحداث، لذا أتمنى أن يكون لتلك النواتج رصد دقيق وعلمي من قبل الجهات ذات العلاقة حتى نبني عليها تطلعاتنا المستقبلية ، والله من وراء القصد.

مشاركة :